فقه الأحكام من خلال سورة النصر
دلّت سورة النصر وتضمّنت الأحكام الآتية:
■ يتوجّب على المُسلم أن يشكر الله سبحانه وتعالى ويحمده ويثني عليه بما هو أهل له، وذلك لما أنعم عليه من النِّعم الكثيرة، ومن أعظم النِعم التي منّ الله بها على نبيّه وعلى المؤمنين فتح مكة، وتحقيق النصر على الأعداء.
■ ختم اللَّه سبحانه وتعالى سورة النصر بأمر نبيّه صلّى الله عليه وسلم بالإكثار من الصلاة والاستغفار، وتسبيح الله وتنزيهه عمّا لا يَليقُ به سبحانه، وحمده على ما أنعَمَ به عليه من الفتح والنصر؛ فالنبي عليه الصلاة والسلام معصوم وقد خوطب بذلك فمن باب أولى قيام الأمة بالاستغفار
■ دين اللَّه سبحانه وتعالى الإسلام وذلك لقوله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ).
■ ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ إيمان الشخص المقلّد صحيح، وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى حكم بصحّته وإيمان أولئك الأفواج الجُدد الذين يَدخلون في دين الله، وجعل ذلك من أعظم المِنن على نبيّه محمّد صلّى اللَّه عليه وسلّم، وهؤلاء لو لم يَكن إيمانهم صحيحاً لما ورد ذكره هنا.
ورد أمر اللَّه سبحانه وتعالى بالتّسبيح بدايةً ثم بحمده ثانياً، ثم بالاستغفار ثالثاً، فقدّم الاشتغال بما يتوجّب للخالق؛ وهو التسبيح، والتحميد على الاشتِغال بالنفس، وقدّم الأمر بالتسبيح أيضاً حتى لا يتبادر إلى الذهن أنّ تأخير النصر لعدد من السنين كان لإهمال الحق مثلاً، تعالى الله وتنزّه عن ذلك، والاستغفار حتى لا يفكّر النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بالاشتغال بالانتقام ممن آذاه.
■ للتسبيح والتحميد فضل عظيم؛ فقد كانا كافيين لأداء ما وجب على النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم وعلى أمته من شكر نعمة النصر والفتح.
■ اتّفق الصّحابة رضوان الله عليهم على أنّ سورة النصر دلّت على نعي رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|