قصص مؤثرة عن محاسبة النفس دينار العيار ( 2)
وقالت له أمه في بعض الليالي : ارفق بنفسك .
فقال : دعيني أتعب قليلا لعلي أستريح طويلا .. يا أمي إن لي موقفا طويلا بين يدي رب جليل ، ولا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل ، أم إلى شر مقيل ، إني أخاف عناء لا راحة بعده ، وتوبيخا لا عفو معه .
قالت: فاسترح قليلا .
فقال : الراحة أطلب ؟ أتضمنين لي الخلاص ؟
قالت : فمن يضمنه لي ؟
قال : فدعيني وما أنا عليه ، كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أقاد إلى النار . فمرت به في بعض الليالي في قراءته : ” فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ” ( الحجر 92 – 93 ) .
ففكر فيها ، وبكى وجعل يضطرب كالحية حتى خر مغشيا عليه ، فجاءت أمه إليه ونادته ، فلم يجبها فقالت : قرة عيني ، أين الملتقى ؟
فقال بصوت ضعيف : إن لم تجدني في عرصة القيامة فاسألي مالكا عني .
ثم شهق شهقة مات فيها ، فجهزته وغسلته ، وخرجت تنادي : أيها الناس ، هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ، فجاء الناس فلم ير أكثر جمعا ولا أغزر دمعا من ذلك اليوم .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|