عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-30-2020
رحيل متواجد حالياً
United Arab Emirates     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 1396
 اشراقتي ♡ » Dec 2019
 كُـنتَ هُـنا » منذ دقيقة واحدة (08:09 PM)
موآضيعي » 14540
آبدآعاتي » 8,273,456
 تقييمآتي » 6059244
 حاليآ في » ابو ظبي
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه United Arab Emirates
جنسي  »  Female
 حالتي الآن » الحمد لله
آلعمر  » 28سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
تم شكري »  63,896
شكرت » 17,430
الاعجابات المتلقاة » 12254
الاعجابات المُرسلة » 646
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي عذاب القبر ونعيمه والرد على من أنكر عذاب القبر



عذاب القبر ونعيمه والرد على من أنكر عذاب القبر
عصام بن عبد ربه محمد مشاحيت



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد:
هل هناك عذاب ونعيم في القبر؟
وكيف نرد على من أنكر ذلك وخاصة في هذه الأيام حيث كثر الحديث حول هذا الموضوع بين مثبت لعذاب القبر ونعيمه وبين ناف لعذاب القبر ونعيمه؟
هذا ما أردت بيانه من خلال هذه الأسطر:
أولاً: فتنة القبور:
الفتنة: لغة: الامتحان والاختبار، والمراد بها هنا: سؤال الميت بعد دفنه عن ربه، ودينه، ونبيه، فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت، فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبي محمد - صلى الله عليه وسلم -.
ويضل الله الظالمين فيقول الكافر هاه، هاه، لا أدري، ويقول المنافق أو المرتاب لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.
ويدل على ذلك القرآن الكريم في قول الله - تعالى -: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) إبراهيم: 27.
يقول الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله تعالى - في تفسيره لهذه الآية: " يخبر - تعالى -أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا، عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة، على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها.
وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي، والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين، للجواب الصحيح، إذا قيل للميت: (( من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ )) هداهم للجواب الصحيح، بأن يقول المؤمن: (( الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد - صلى الله عليه وسلم - نبي )).
ويضل الله الظالمين عن الصواب في الدنيا والآخرة، وما ظلمهم الله ولكنهم ظلموا أنفسهم، وفي هذه الآية دلالة على فتنة القبر وعذابه، ونعيمه، كما تواترت بذلك النصوص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة وصفتها، ونعيم القبر وعذابه أ. هـ
وقد تظافرت الأحاديث الصحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الإنسان يفتن في قبره، وهي فتنة قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم -: (( إنه قد أوحي إليَّ أنكم تفتنون في قبوركم مثل (أو: قريبا من) فتنة الدجال )).
يقول فضيلة الشيخ العلامة / محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -: " وفتنة الدجال أعظم فتنة منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة؛ كما في " صحيح مسلم " عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال )).
ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه، بل قال لأمته: (( إن يخرج وأنا فيكم؛ فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم؛ فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم )).
ومع ذلك فإن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أعلمنا كيف نحاجه، وأعلمنا بأوصافه وميزاته حتى كأنا نشاهده رأي العين، وبهذه الأوصاف والميزات نستطيع أن نحاجه.
ولهذا نقول: إن فتنة الدجال أعظم فتنة، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنكم تفتنون في قبوركم مثل - أو قريبا من فتنة الدجال )).
وما أعظمها من فتنة! لأن الإنسان يتلقى فيها السؤال الذي لا يمكن الجواب عليه؛ إلا على أساس متين من العقيدة والعمل الصالح.. أ. هـ
وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( المسلم إذا سُئِل في القبر شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذلك قوله: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )) إبراهيم: 27.
ومن حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( إن العبد إذا وُضع في قبره، وتولى عنه أصحابُه، وإنه ليسمع قرع نعالهم، فيأتيه ملكان فيقعدانِهِ فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، قال: فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة "، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - " فيراهما جميعا )).
ثانياً: عذاب القبر ونعيمه:
أخي الكريم:
اعلم رحمني الله وإياك أن مذهب سلف الأمة وأئمتها: أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وثبت ذلك بالكتاب والسنة والإجماع، ولا ينكر ذلك إلا مكابر ومعاند.
وهاك بعضا منها:
أدلة عذاب القبر ونعيمه من القرآن الكريم:
1- قال - تعالى -: ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) الأنعام: 93
يقول العلامة الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية: " وفي هذا دليل على عذاب البرزخ ونعيمه، فإن هذا الخطاب والعذاب الموجه إليهم، إنما هو عند الاحتضار وقبيل الموت وبعده.
وفيه دليل على أن الروح جسم يدخل ويخرج، ويخاطب، ويساكن الجسد ويفارقه، فهذه حالهم في البرزخ... أ. هـ
ويقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -: " وهذا خطاب لهم عند الموت. وقد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا كما صح أن يقال لهم اليوم تجزون. فدل على أن المراد به عذاب القبر.. أ. هـ
2- قال - تعالى -: ( فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنت نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم * وتصلية جحيم ) الواقعة: 83 -94.
قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره: " وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله - تعالى -: (فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنت نعيم * وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم * وتصلية جحيم ) الواقعة: 83 -94.
قال فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله -: " وهذا أمر مشاهد؛ يسمع المحتضر يرحب بالقادمين عليه من الملائكة، ويقول مرحبا! وأحيانا يقول: مرحبا؛ اجلس هنا! كما ذكره ابن القيم في كتاب الروح، وأحيانا يحس بأن هذا الرجل أصيب بشيء مخيف، فيتغير وجهه عند الموت إذا نزلت عليه ملائكة العذاب والعياذ بالله... أ. هـ.
وقال - رحمه الله تعالى -: فالثلاثة أصناف التي في آخر الواقعة ظاهرة في ثبوت عذاب القبر ونعيمه.. أ. هـ.
ثالثاً: أدلة عذاب القبر من السنة:
اعلم رحمني الله وإياك أن أحاديث عذاب القبر كثيرة متواترة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - منها على سبيل الذكر لا الحصر:
1- عن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حائط لبني النجار على بغلته ونحن معه إذ جاءت به فكادت تلقيه فإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة فقال: (( من يعرف أصحاب هذه القبور؟ فقال رجل: أنا، قال: فمتى مات هؤلاء؟ قال: في الإشراك، فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه).
2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إذا فرغ أحدكم من التشهد الأخير فليتعوذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال )).
3- عن أبي أيوب قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد وجبت الشمس فسمع صوتا فقال: (( يهود تعذب في قبورها )).
4- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: دخلت عليَّ عجوز من عجائز يهود المدينة فقالت: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتها ولم أنعم أن أصدقها قالت: فخَرَجت ودخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إن عجوزاً من عجائز يهود أهل المدينة دخلت فزعمت أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قال: (( صدقت إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم كلها))، قالت: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر.
مما سبق يتبين لنا: أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه، كما تواترت به الأحاديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيجب الإيمان به ولا يتكلم في كيفيته وصفته؛ لأن ذلك لا تدركه العقول؛ لأنه من أمور الآخرة، وأمور الآخرة لا يعلمها إلا الله ومن أطلعهم الله على شيء منه، وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
وعذاب القبر إما أن يكون عذاب دائم وهو عذاب الكافر، كما قال - تعالى -: ( النار يعرضون عليها غدوا وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) غافر: 46، وإما أن يكون إلى مدة ثم ينقطع، وهو عذاب بعض العصاة من المؤمنين فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه، وقد ينقطع عنه العذاب بسبب دعاء أو صدقة أو استغفار.
رابعاً: الرد على من أنكر عذاب القبر:
يقول العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -: وقد ضل قوم من أهل الزيغ فأنكروا عذاب القبر، ونعيمه، زاعمين أن ذلك غير ممكن لمخالفة الواقع، قالوا فإنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق.
وهذا الزعم باطل بالشرع، والحس، والعقل:
أما الشرع: فقد سبقت النصوص الدالة على ثبوت عذاب القبر ونعيمه.
وأما الحس: فإن النائم يرى في منامه أنه كان في مكان فسيح بهيج يتنعم فيه، أو أنه كان في مكان ضيق موحش يتألم منه، وربما يستيقظ أحيانا مما رأى، ومع ذلك فهو على فراشه في حجرته على ما هو عليه، والنوم أخو الموت ولهذا سماه الله - تعالى -" وفاة " قال - تعالى -: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الزمر: 42.
وأما العقل: فإن النائم في منامه يرى الرؤيا الحق المطابقة للواقع، وربما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - على صفته، ومن رآه على صفته فقد رآه حقا ومع ذلك فالنائم في حجرته على فراشه بعيدا عما رأى، فإن كان هذا ممكنا في أحوال الدنيا، أفلا يكون ممكنا في أحوال الآخـرة؟!.
وأما اعتمادهم فيما زعموه على أنه لو كشف عن الميت في قبره لوجد كما كان عليه، والقبر لم يتغير بسعة ولا ضيق، فجوابه من وجوه منها:
الأول: أنه لا تجوز معارضة ما جاء به الشرع بمثل هذه الشبهات الداحضة التي لو تأمل المعارض بها ما جاء به الشرع حق التأمل لعلم بطلان هذه الشبهات وقد قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً *** وآفته من الفهم السقيم
الثاني: أن أحوال البرزخ من أمور الغيب التي لا يدركها الحس، ولو كانت تدرك بالحس لفاتت فائدة الإيمان بالغيب، ولتساوى المؤمنون بالغيب، والجاحدون في التصديق بها.
الثالث: أن العذاب والنعيم وسعة القبر وضيقه إنما يدركها الميت دون غيره، وهذا كما يرى النائم في منامه أنه في مكان ضيق موحش، أو في مكان واسع يهيج، وهو بالنسبة لغيرهم يتغير منامه هو في حجرته وبين فراشه وغطائه، ولقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه وهو بين أصحابه فيسمع الوحي، ولا يسمعه الصحابة، وربما يتمثل له الملك رجلا فيكلمه، والصحابة لا يرون الملك، ولا يسمعونه.
الرابع: أن إدراك الخلق محدود بما مكنهم الله - تعالى -من إدراكه، ولا يمكن أن يدركوا كل موجود، فالسماوات السبع والأرض ومن فيهن، وكل شيء يسبحُ بحمد الله تسبيحاً حقيقياً يسمعه الله - تعالى -من شاء من خلقه أحيانا. ومع ذلك فهو محجوب عنا، وفي ذلك يقول الله - تعالى -: ( تُسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ) الإسراء: 44.
وهكذا الشياطين، والجن، يسعون في الأرض ذهاباً وإياباً، وقد حضرت الجن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستمعوا لقراءته وأنصتوا وولَّوا إلى قومهم منذرين. ومع هذا فهم محجوبون عنا.
وإذا كان الخلق لا يدركون كل موجود، فإنه لا يجوز أن ينكروا ما ثبت من أمور الغيب، ولم يدركوه... أ. هـ.



 توقيع : رحيل

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس