كشف التراث البحثي القليل والمتناثر عبر فترة زمنية طويلة ولأكثر من خمسين عام عن حالة من التشابه الغامض بين حالات التوحد وحالات الأطفال المكفوفين خلال المراحل النمائية الباكرة من حياة الطفل.
وتتناول الدراسة الحالية إجراء مقارنة بين استجابات حالات الأطفال الذين يعانون من كف بصر كلي ولادي وحالات التوحد لدى الأطفال للتعرف على أوجه التشابه والاختلاف وذلك بالنسبة للاستجابات السلوكية النمطية والاستجابات الاجتماعية والاستجابات اللغوية والاستجابات الانفعالية.
أهمية الدراسة
أن التراث البحثي لم يهتم ولم ينتبه إلى ذلك التشابه بين حالات التوحد وحالات كف البصر الكلي الولادي، وحتى مع وجود عدد قليل جدا من الدراسات التي تناولت هذا التشابه، لم يتجه اهتمام الباحثين إلى دراسة تلك العلاقة بين التوحد وكف البصر الكلي الولادي.
أن هناك من بين حالات كف البصر الكلي الولادي ما يتم تشخيصها باعتبارها حالات توحد وذلك وفقاً للتشابه القائم بينهم استنادا إلى محك الأعراض الظاهرة فقط، وهو الأمر الذي يراه الباحث أنه يحتاج إلى مراجعة وتدقيق شديد.
أن حجم المعلومات والبحوث العلمية المتاحة في مجال دراسة حالات كف البصر الكلي الولادي وطبيعة الخبرات النمائية التي يعيشها هؤلاء الأطفال، لا تزال محدودة للغاية وهو الأمر الذي يزيد بدوره من حدة الخلط والغموض بين حالات التوحد وحالات كف البصر الكلي الولادي.
أن المقاييس والاختبارات التي تستخدم لتشخيص حالات التوحد لم تتضمن في حدود علم الباحث وفي عينات التقنين حالة واحدة من حالات كف البصر الكلي الولادي، على الرغم من وجود أدوات قام تقنينها على عينات كبيرة من حالات التوحد.
الدراسات السابقة
دراسة جينس وجينس Gense & Gense, 1994)) والتي هدفت إلى دراسة الخصائص التوحديه التي تظهر لدى حالات الأطفال المكفوفين وضعف البصر، وقد أجريت الدراسة على عينة مكونة من 15 طفل (5 حالات التوحد – 5 حالات كف بصر كلي ولادي- 5 حالات كف بصر جزئي) وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود تشابه كبير بين حالات التوحد وحالات كف البصر الكلي الولادي، وأكدت الدراسة على أن التشابهات الكثيرة بين حالات التوحد وحالات كف البصر الكلي الولادي لم تدفع إلى القول باعتبار حالات كف البصر هي حالات توحد بالقدر الذي وصفت بأنها حالات شبه التوحد "Autistic-like"، بينما لم تظهر نفس النتائج مع حالات كف البصر الجزئي.
دراسة جودمان وماين (Goodman & Minne, 1995) والتي هدفت إلى دراسة استطلاعية لوصف مدى توافر اضطرابات النمو الشامل لدى حالات كف البصر الكلي الولادي، وأجريت على عينة مكونة من 17 طفل الأطفال المكفوفين وعينة مكونة من 17 ممن تم تشخيصهم باضطرابات النمو الشامل تتراوح أعمارهم ما بين 4-11 سنة، واستخدمت الدراسة استبانه تتضمن اضطرابات النمو الشامل وطبقت على معلمي وآباء الأطفال في المجموعتين، وقد أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق بين مجموعة الأطفال المكفوفين ومجموعة الأطفال من ذوي اضطرابات النمو الشامل حيث لم تظهر فروق دالة بين المجموعتين مما يشير إلى وجود تشابه يصل إلى حد التماثل بين المجموعتين،حيث تمثلت أوجه التشابه في الاستجابات اللغوية من قلب الضمائر والتكرارية والاستجابات السلوكية النمطية والاستجابات الاجتماعية فضلا عن اللعب الخالي من مظاهر الخيال والإيهام
دراسة هوبسون وآخرون Hobson, et al.1999)) والتي هدفت إلى إجراء مقارنة بين حالات كف البصر الكلي الولادي وحالات التوحد، و بلغت عينة الأطفال المكفوفين تسعة من الأطفال المصابين بكف بصر كلي ولادي لديهم أعراض شبيهة بأعراض التوحد وتم مقارنتهم بمجموعة من حالات التوحد بلغت عدها تسعة حالات واستخدمت الدراسة مقياس التوحد الطفولي لشوبلر وقائمة ملاحظة الاضطرابات السلوكية لأطفال الروضة لشيرمان وشابيرو وكذلك قائمة خصائص الصورة الإكلينيكية لحالات التوحد( المشتقة من الدليل الإحصائي التشخيصي للأمراض العقلية DSM4) وتم تطبيق أدوات الدراسة من خلال المعلمين، وقد أشارت نتائج الدراسة إلى وجود تشابه كبير بين المجوعتين حيث لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين في مختلف الاستجابات السلوكية والحركية واللغوية بينما تركزت الفروق في الاستجابات الاجتماعية والانفعالية لصالح مجموعة الأطفال المكفوفين
جايمسون (Jamieson, 2004) والتي هدفت إلى بحث مدى استجابة الأطفال المكفوفين بكف بصر كلي ولادي والذين يبدون سمات وخصائص التوحد للبرامج التعليمية، وقد أجريت الدراسة على عينة مكونة من 8 أطفال مكفوفين و8 أطفال من حالات التوحد تتراوح أعمارهم ما بين 4-6 سنوات وأشارت النتائج إلى وجود استجابة دالة وفارقة بين حالات المكفوفين وحالات التوحد في الاستجابة للبرامج التعليمية، مما يعطي مؤشرا قويا على إمكانية عودة المكفوفين إلى ساحة التفاعل الاجتماعي واللغوي مرة أخرى
تساؤلات الدراسة
هل يؤدي الإصابة بكف البصر الكلي الولادي إلى ظهور السمات والخصائص التوحديه لدى الأطفال المكفوفين (الاستجابات السلوكية النمطية - الاستجابات الاجتماعية - الاستجابات اللغوية – الاستجابات الانفعالية)، وذلك من خلال المقارنة بين مجموعة من الأطفال المكفوفين ومجموعة من حالات التوحد من الأطفال؟.
هل تختلف السمات والخصائص التوحديه للأطفال المكفوفين باختلاف المرحلة العمرية، وذلك من خلال المقارنة بين مجموعة من الأطفال المكفوفين في مرحلة ما قبل المدرسة من 4-6 سنوات ومجموعة من الأطفال المكفوفين في المرحلة الابتدائية من 8-10 سنوات؟.
عينة الدراسة
تتكون عينة الدراسة من 21 طفلاً ( 7 من الأطفال المكفوفين من 4-6 سنوات – 7 من حالات التوحد – 7 من حالات الأطفال المكفوفين من 8-10)
أدوات الدراسة
1- مقياس جيليام لتشخيص التوحد
2- قائمة تقدير السمات التوحديه من إعداد الباحث
نتائج الدراسة
أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين حالات الأطفال المكفوفين من 4-6 سنوات وحالات التوحد وذلك بالنسيبة لمعظم أبعاد قائمة تقدير السمات التوحديه، حيث نجد عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بالنسبة للاستجابات السلوكية النمطية والاستجابات اللغوية وكذلك المجموع الكلي للاستجابات، كما أشارت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين حالات الأطفال المكفوفين وحالات التوحد بالنسبة لبعدي الاستجابات الاجتماعية والاستجابات الانفعالية، وعلى الرغم من وجود فروق دالة إحصائيا إلا أن الباحث يشير إلى أن هذه الفروق بلغت الحد الأدنى من الدلالة الإحصائية عند مستوى0.05 ، مما يؤكد على التحقق الجزئي للفرض الذي طرحته الدراسة الحالية من وجود قدر كبير من التشابه بين حالات الأطفال المكفوفين 4-6 سنوات وحالات التوحد بالنسبة لمعظم الأبعاد الرئيسية في تشخيص التوحد.
الشكر لله تعالى ثم لكم موصول
يأهل الأصول يحفظكم ربي
كَلُّ الشُّكرِ أسكُبُهُ
لـ شَخصِكـم الكَرِيم
عَلى حُسنَ الاختِيَار و جَودة الطَّر ح
وغَزَارَة المَنافِع
خَالص مَودَّتِي وعَميق امتِناني
لـ تَواجُدكـم الجَمِيل;
و دي وجنائن وردي لروحكم يسلموآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ
القيصر العاشق البـ مديح آل قطب ـــرنس
أخى الحبيب ومديري رهيف أقدم لك أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير أقدم التحيّات أجملها وأنداها أرسلها لك بكلّ الودّ والحب والإخلاص شاكرًا لك على كل ما قدمت لي من تهنئة واللوك الجميل من قلب محب للجميع
عضويتي 
السمات التوحدية للطفل الكفيف رؤية تشخيصي
".
العرض المتطور
