من الذي يفْزعُ إليه المكروبُ ،
ويستغيثُ به المنكوبً ،
وتصمدُ إليه الكائناتُ ،
وتسألهُ المخلوقاتُ ،
وتلهجُ بذكِرِه الألسُنُ وتُؤَلِّهُهُ القلوب ؟
إنه اللهُ لا إله إلاَّ هو.
حقٌ عليَّ وعليك أن ندعوهُ في الشدةِ والرَّخاءِ ،
والسَّراءِ والضَّراءِ ،
ونفزعُ إليه في المُلِمَّاتِ،
ونتوسّلُ إليه في الكرباتِ،
وننطرحُ على عتباتِ بابهِ؛
سائلين؛ باكين؛ ضارعين منيبين ،
حينها يأتي مددُهْ،
ويصِلُ عوْنُه ،
ويُسْرعٌ فرجُه،ُ
ويَحُلَّ فتْحُهُ،
إن دعاءك ربَّك عبادةٌ أخرى ،
وطاعةٌ عظمى ،
فوق حصولِ المطلوبِ ،
وإن عبداً يجيدُ فنَّ الدعاءِ،
حريٌّ أن لا يهتمَّ ولا يغتمَّ ولا يقلق؛
كل الحبال تتصرّم إلاَّ حبلُه،
كلُّ الأبوابِ توصدُ إلاَّ بابهُ،
وهو قريبٌ سميعٌ مجيبٌ ،
يجيب المضطرَّ إذا دعاه،
يأمُرُك وأنت الفقيرُ الضعيفُ المحتاجُ ،
وهو الغنيُّ القويُّ الجبار،
بأن تدعوه
*﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾*
إذا نزلتْ بك النوازلُ ،
وألَمَََََّتْ بك الخطوب،ُ
فالْهجْ بذكرِهِ ،
واهتفْ باسمِهِ ،
واطلبْ مددهُ،
واسألْه فتْحهُ ونصْرَهُ ،
مرِّغِ الجبين لتقديسِ اسمِهِ ،
لتحصل على تاج الحريَّةِ ،
وأرغم الأنْف في طين عبوديتِه،ِ
لتحوز وِسام النجاةِ ،
مدَّ يديْك ،
ارفع كفَّيْكَ ،
أطلقْ لسانك ،
أكثرْ من طلبِهِ ،
بالغْ في سؤالِهِ ،
ألحَّ عليه ،
الزمْ بابهُ ،
انتظرْ لُطْفُه ،
ترقبْ فتْحهُ ،
أشْدُ باسمِهِ ،
أحسنْ ظنَّك فيه ،
انقطعْ إليه ،
تبتَّلْ إليه تبتيلاً ،
حتى تسعد وتُفْلِحَ .
فيا ربـــاه الطــف بنـــــا واكفنا مايهمنا واحرسنا بعينك التي لا تنام ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عيــن