03-05-2023
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
|
|
03-05-2023
|
#2
|
أبو حفص عمر بن الخطاب بن نُفيل العدوي القرشي (ت:23هـ)
وفاته
شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة
- قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، قال: «اثبت أحد فما عليك إلا نبي أو صدّيق أو شهيدان». رواه البخاري.
- وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم عن ابن عمر قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثوبا أبيض، فقال: ((أجديد قميصك أم غسيل؟)).
فقال: بل جديد.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( البس جديداً، وعش حميداً، ومت شهيداً)). رواه أحمد، وابن ماجه، والنسائي في السنن الكبرى.
سؤاله الشهادة
- قال حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت أباها يقول: ( اللهم ارزقني قتلا في سبيلك، ووفاة في بلد نبيك).
قالت: قلت: وأنى ذلك؟
قال: (إن الله يأتي بأمره أنى شاء). رواه ابن سعد في الطبقات، وابن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، أن عمر بن الخطاب كان يقول في دعائه: «اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك، ووفاة ببلدة رسولك». رواه ابن سعد، وهو مرسل.
رؤياه قبل استشهاده
- قال قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة؛ فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم، وذكر أبا بكر قال: (إني رأيتُ كأنَّ ديكاً نقرني ثلاث نقرات، وإني لا أراه إلا حضور أجلي، وإنَّ أقواماً يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم؛ فإنْ عجل بي أمر؛ فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ). رواه مسلم.
- قال ابن أبي عاصم: (خطب يوم الجمعة، وأصيب يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة).
- وقال يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب أنه سمعه يقول: لما صدر عمر بن الخطاب من منى أناخ بالأبطح. ثم كوم كومة بطحاء، ثم طرح عليها رداءه واستلقى، ثم مد يديه إلى السماء فقال: (اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي؛ فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط).
ثم قدم المدينة فخطب الناس، فقال: (أيها الناس. قد سنت لكم السنن، وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على الواضحة إلا أن تضلوا بالناس يميناً وشمالاً، وضرب بإحدى يديه على الأخرى، ثم قال: (إياكم أن تهلكوا عن آية الرجم، أن يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله؛ فقد رجم رسول الله ورجمنا، والذي نفسي بيده لولا أن يقول الناس: زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله لكتبتها: [الشيخ والشيخة فارجموهما البتة] فإنا قد قرأناها).
رواه مالك في الموطأ، وعمر بن شبة في تاريخ المدينة،
قال مالك: قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المسيب: (فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل عمر رحمه الله).
ما رؤي فيه قبل استشهاده
- قال حماد بن سلمة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (رأيت كأني أخذت جواداً كثيرة فجعلت تضمحل حتى بقيت جادة واحدة، فسلكتها حتى انتهت إلى جبل؛ فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقه، وإلى جنبه أبو بكر رضي الله عنه، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى عمر رضي الله عنه).
فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون! مات والله أمير المؤمنين.
فقلت: ألا تكتب بهذا إليه؟
فقال: (ما كنت لأنعي له نفسه). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
خبر استشهاده
- قال أبو عوانة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، وقف على حذيفة بن اليمان، وعثمان بن حنيف، قال: (كيف فعلتما، أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق؟).
قالا: حملناها أمراً هي له مطيقة، ما فيها كبير فضل.
قال: (انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق).
قال: قالا: لا.
فقال عمر: (لئن سلَّمني الله، لأدعنَّ أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبداً).
قال: فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب.
قال: إني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب، وكان إذا مرَّ بين الصفين قال: (استووا)، حتى إذا لم يرَ فيهنَّ خللاً تقدَّم فكبَّر، وربما قرأ سورة يوسف أو النحل، أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس؛ فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول: قتلني - أو أكلني - الكلب، حين طعنه فطار العلج بسكّين ذات طرفين لا يمرّ على أحدٍ يميناً ولا شمالاً إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلاً مات منهم سبعة، فلما رأى ذلك رجلٍ من المسلمين طرح عليه برنساً؛ فلما ظنَّ العلج أنه مأخوذ نحر نفسه، وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدَّمه، فمن يلي عمر؛ فقد رأى الذي أرى، وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون، غير أنهم قد فقدوا صوت عمر، وهم يقولون: سبحان الله! سبحان الله! فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة؛ فلما انصرفوا قال: (يا ابن عباس! انظر من قتلني).
فجال ساعة ثم جاء فقال: غلام المغيرة.
قال: الصنع؟
قال: نعم.
قال: (قاتله الله، لقد أمرتُ به معروفاً، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام، قد كنتَ أنت وأبوك تحبّان أن تكثر العلوج بالمدينة).
وكان العباس أكثرهم رقيقاً.
فقال: إن شئت فعلت، أي: إن شئت قتلنا.
قال: (كذبت، بعد ما تكلموا بلسانكم، وصلوا قبلتكم، وحجوا حجكم).
فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه، وكأنَّ الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ، فقائل يقول: لا بأس، وقائل يقول: أخاف عليه، فأُتي بنبيذ فشربه، فخرج من جوفه، ثم أتيَ بلبن فشربه فخرج من جرحه، فعلموا أنه ميت؛ فدخلنا عليه، وجاء الناس؛ فجعلوا يثنون عليه، وجاء رجل شابّ، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله لك من صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقدم في الإسلام ما قد علمت، ثم وليت فعدلت، ثم شهادة، قال: (وددت أن ذلك كفاف لا عليَّ ولا لي).
فلما أدبر إذا إزاره يمسّ الأرض؛ قال: ردّوا عليَّ الغلام، قال: (يا ابن أخي! ارفع ثوبك، فإنه أبقى لثوبك، وأتقى لربّك، يا عبد الله بن عمر! انظر ما عليَّ من الدَّين).
فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه.
قال: (إن وفى له مال آل عمر فأدّه من أموالهم، وإلا فسلْ في بني عدي بن كعب، فإن لم تفِ أموالهم فسلْ في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم؛ فأدّ عني هذا المال، انطلق إلى عائشة أم المؤمنين، فقل: يقرأ عليك عمر السلام، ولا تقل أمير المؤمنين؛ فإني لستُ اليوم للمؤمنين أميراً، وقل: يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه؛ فسلَّم واستأذن، ثم دخل عليها، فوجدها قاعدة تبكي؛ فقال: يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه؛ فقالت: كنت أريده لنفسي، ولأوثرنَّ به اليوم على نفسي؛ فلما أقبل قيل: هذا عبد الله بن عمر قد جاء، قال: (ارفعوني).
فأسنده رجل إليه، فقال: (ما لديك؟)
قال: الذي تحبّ يا أمير المؤمنين! أذنت، قال: (الحمد لله، ما كان من شيء أهمَّ إليَّ من ذلك، فإذا أنا قضيتُ فاحملوني، ثم سلّم، فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أذنت لي فأدخلوني، وإن ردَّتني ردّوني إلى مقابر المسلمين).
وجاءت أمّ المؤمنين حفصة والنساء تسير معها؛ فلما رأيناها قمنا، فولجت عليه، فبكت عنده ساعة، واستأذن الرجال، فولجَتَ داخلاً لهم، فسمعنا بكاءها من الداخل، فقالوا: أوص يا أمير المؤمنين! استخلف.
قال: (ما أجد أحداً أحقَّ بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ).
فسمَّى عليا، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعدا، وعبد الرحمن.
وقال: (يشهدكم عبد الله بن عمر، وليس له من الأمر شيء - كهيئة التعزية له - فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعنْ به أيُّكم ما أُمّر، فإني لم أعزله عن عجز، ولا خيانة).
وقال: (أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيراً {الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم} أن يُقبل من محسنهم وأن يُعفى عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيراً؛ فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يُؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم، وأوصيه بالأعراب خيراً؛ فإنهم أصل العرب، ومادّة الإسلام، أن يؤخذ من حواشي أموالهم، ويردّ على فقرائهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم).
فلما قبض خرجنا به؛ فانطلقنا نمشي؛ فسلَّم عبد الله بن عمر، قال: يستأذن عمر بن الخطاب، قالت: أدخلوه؛ فأُدْخِل، فوضع هنالك مع صاحبيه). رواه البخاري.
- وقال سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عمرو بن ميمون قال: صليت يوم قتل عمر الصبح؛ فما منعني أن أقوم مع الصف الأول إلا هيبة عمر قال: (فماج الناس؛ فقدموا عبد الرحمن بن عوف؛ فقرأ {إذا جاء نصر الله والفتح}، و{إنا أعطيناك الكوثر}). رواه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة.
- وقال وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون قال: كنت أدع الصف الأول هيبة لعمر، وكنت في الصف الثاني يوم أصيب؛ فجاء فقال: (الصلاةَ عبادَ الله! استووا).
قال: فصلَّى بنا؛ فطعنه أبو لؤلؤة طعنتين أو ثلاثاً.
قال: وعلى عمر ثوب أصفر.
قال: فجعله على صدره، ثم أهوى وهو يقول: {وكان أمر الله قدرا مقدورا}؛ ومال على الناس فقتل وجرح بضعة عشر؛ فمال الناس عليه فاتكأ على خنجره فقتل نفسه). رواه ابن سعد، وابن أبي شيبة.
- وقال الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن عمرو بن ميمون قال: (رأيت عمر لما طعن عليه ملحفة صفراء قد وضعها على جرحه وهو يقول: «كان أمر الله قدراً مقدوراً». رواه ابن سعد.
- وقال أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: (لما طعن عمر ماج الناس بعضهم في بعض حتى كادت الشمس أن تطلع؛ فنادى منادٍ: الصلاة؛ فقدموا عبد الرحمن بن عوف فصلَّى بهم؛ فقرأ بأقصر سورتين في القرآن: {إنا أعطيناك الكوثر}، و{إذا جاء نصر الله}؛ فلما أصبح دخل عليه الطبيب وجرحه يسيل دماً؛ فقال: أي الشراب أحب إليك؟
قال: النبيذ؛ فدعا بنبيذ؛ فشربه؛ فخرج من جرحه؛ فقال له الطبيب: (أوصه فإني لا أظنك إلا ميتاً من يومك أو من غد). رواه ابن أبي شيبة.
- وقال هشام بن عروة، عن أبيه، عن سليمان بن يسار، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت أنا وابن عباس على عمر بعدما طُعن وقد أغمي عليه؛ فقلنا: لا ينتبه لشيء أفزع له من الصلاة؛ فقلنا: الصلاة يا أمير المؤمنين! فانتبه وقال: « ولا حظ في الإسلام لامرئ ترك الصلاة؛ فصلى وجرحه ليثعب دماً». رواه ابن أبي شيبة.
وصاياه عند موته
- وقال وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي أن عمر بن الخطاب لما حُضر قال: (ادعوا لي علياً، وطلحة، والزبير، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعداً).
قال: فلم يكلم أحداً منهم إلا علياً وعثمان؛ فقال: (يا علي! لعلَّ هؤلاء القوم يعرفون قرابتك وما آتاك الله من العلم والفقه، واتق الله، وإن وليت هذا الأمر؛ فلا ترفعنَّ بني فلان على رقاب الناس).
وقال لعثمان: (يا عثمان! إنَّ هؤلاء القوم لعلهم يعرفون لك صهرك من رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنَّك وشرفك؛ فإن أنت وليت هذا الأمر فاتق الله، ولا ترفع بني فلان على رقاب الناس).
فقال: (ادعوا لي صهيباً).
فقال: (صلّ بالناس ثلاثاً، وليجتمع هؤلاء الرهط فليخلوا؛ فإن أجمعوا على رجل فاضربوا رأس من خالفهم). رواه ابن أبي شيبة.
وروى ابن سعد من طريق الواقدي قال: حدثني محمد بن موسى، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى أبي طلحة الأنصاري قبيل أن يموت بساعة، فقال: « يا أبا طلحة! كن في خمسين من قومك من الأنصار مع هؤلاء النفر أصحاب الشورى، فإنهم فيما أحسب سيجتمعون في بيت أحدهم، فقم على ذلك الباب بأصحابك، فلا تترك أحداً يدخل عليهم، ولا تتركهم يمضي اليوم الثالث حتى يؤمّروا أحدهم، اللهم أنت خليفتي عليهم».
- قال جرير بن عبد الحميد: حدثنا حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: (يا عبد الله بن عمر! اذهب إلى أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فقل: يقرأ عمر بن الخطاب عليك السلام، ثم سلها أن أُدفن مع صاحبيَّ).
قالت: كنت أريده لنفسي فلأوثرنه اليوم على نفسي.
فلما أقبل، قال: له ما لديك؟
قال: أذنت لك يا أمير المؤمنين.
قال: (ما كان شيء أهمّ إليَّ من ذلك المضجع؛ فإذا قُبضت فاحملوني، ثم سلموا، ثم قل: يستأذن عمر بن الخطاب؛ فإن أذنت لي فادفنوني، وإلا فردّوني إلى مقابر المسلمين، إني لا أعلم أحداً أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، فمن استخلفوا بعدي فهو الخليفة؛ فاسمعوا له وأطيعوا).
فسمّى عثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وولج عليه شابّ من الأنصار، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله، كان لك من القدم في الإسلام ما قد علمت، ثم استخلفت فعدلت، ثم الشهادة بعد هذا كله، فقال: ليتني يا ابن أخي وذلك كفافاً لا عليَّ ولا لي، أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين خيراً، أن يُعرف لهم حقهم، وأن يحفظ لهم حرمتهم، وأوصيه بالأنصار خيراً الذين تبوَّأوا الدار والإيمان أن يُقبل من محسنهم، ويُعفى عن مسيئهم، وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم). رواه البخاري في صحيحه.
- وقال علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم؛ ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي صلى الله عليه وسلم؛ فما وجدوا أحداً يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: « لا والله ما هي قدم النبي صلى الله عليه وسلم، ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه». رواه البخاري.
احتضاره
مكث عمر بجراحته ثلاثة أيام كان الناس يعودونه فيها، ويدعون له بخير، ويثنون عليه، وهو يوصيهم، ويرشدهم، على ما به من أثر الطعن، ولذلك كثرت الآثار في شأن وفاته.
- قال مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه، قال: قال عثمان بن عفان: (أنا آخركم عهداً بعمر، دخلت عليه ورأسه في حجر ابنه عبد الله بن عمر، فقال له: ضع خدي بالأرض، فقال: هل فخذي والأرض إلا سواء؟
قال: ضعْ خدي بالأرض لا أمَّ لك في الثانية أو الثالثة، ثم شبَّك بين رجليه فسمعته يقول: (ويلي وويل لأمّي إنْ لم يغفر الله لي حتى فاضت نفسه). رواه أبو داوود في الزهد.
- وقال محمد بن عمر بن علي المقدمي: حدثنا سعيد بن عامر، عن جويرية، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رأس عمر في حجري، فقال: يا عبد الله! ضع رأسي بالأرض.
قال: فجمعت ردائي فوضعته تحت رأسه؛ فقال: (ضع رأسي بالأرض لا أمَّ لك).
ثم قال: (ويل عمر! وويل أمّه! إن لم يغفر الله له). رواه أبو داوود في الزهد.
تاريخ استشهاده
- قال قتادة عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة في حديثه قال: (أصيب عمر رضى الله عنه يوم الأربعاء لأربع ليالٍ بقين من ذي الحجة). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة. .
- وقال أبو نعيم: (مات سنة ثلاث وعشرين).
- وقال خليفة بن خياط: (استشهد بالمدينة في آخر سنة ثلاث وعشرين في ذي الحجة).
سنّه عند وفاته
- قال حكّام بن سلم الرازي: حدثنا عثمان بن زائدة، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وأبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وعمر وهو ابن ثلاث وستين». رواه مسلم.
- وقال عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الجعفي: حدثنا سلام أبو الأحوص، عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عتبة قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين».
قال: فقال رجلٌ من القوم يقال له عامر بن سعد: حدثنا جرير، قال: كنا قعوداً عند معاوية فذكروا سني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال معاوية: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين سنة، ومات أبو بكر وهو ابن ثلاث وستين، وقتل عمر وهو ابن ثلاث وستين». رواه مسلم.
- وقال شعبة: سمعت عامر بن سعد [البجلي]، يقول: سمعت جرير بن عبد الله، يقول: سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول وهو يخطب: ( توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي أبو بكر رضي الله عنه وهو ابن ثلاث وستين، وتوفي عمر وهو ابن ثلاث وستين).
قال معاوية:(وأنا اليوم في ثلاث وستين). رواه أحمد، وأبو داوود الطيالسي.
- وقال عبد العزيز الدراوردي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: (قتل عمر وهو ابن خمسٍ وخمسين). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال أبو سعيد الأشج: سمعت أبا أسامة يقول: قال عبيد الله عن نافع قال: (قتل عمر وله سبع وخمسون). رواه أبو القاسم البغوي.
غسله وتكفينه
- وقال أحمد بن منصور المروزي: سمعت يحيى بن بكير يقول: (ولي غسل عمر ابنه عبد الله بن عمر، وكفنه في خمسة أثواب). رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
- وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر أن (عمر غُسِّل وكُفِّنَ وصُلِّيَ عليه، وكان شهيداً). رواه أبو القاسم البغوي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
|
|
03-05-2023
|
#3
|
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن
سمأأأأأرا
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-05-2023
|
#4
|
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-06-2023
|
#5
|
_
جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-06-2023
|
#6
|
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 06:15 PM
| | | | | |