بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
أما بعد : -
أحبتى فى الله تكلمنا فى الأسبوع الماضى فى مثل هذا اليوم عن الإشارة إلى خلق آدم عليه السلام والخلافة فى الأرض .. واليوم سنتكلم فى المراحل التى مر بها سيدنا آدم فى خلقه
سمى آدم بهذا الأسم لأنه خلق من أديم الأرض وهو التراب
مراحل خلق أبونا آدم عليه السلام
1- التراب
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ – خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59)آل عمران
وللتراب قصة فعندما أراد الله أن يخلق آدم أرسل جبريل للأرض ليأتيه بحفنة من التراب فنزل جبريل للأرض فاستعاذت منه وقالت أعوذ بالله منك أن تنقصنى وتشيننى فأعاذها جبريل ورجع فقال لربه قدأستعاذت الأرض بك فأعذتها .. فأرسل الله ميكائيل فحدث معه نفس الشئ فأرسل الله عزرائيل فنزل للأرض فاستعاذت بالله منه فقال أعوذ بالله أن أرجع ولم أنفذ أمر ربى وأخذ منها حفنه من أماكن مختلفه فلذلك تجد تعدد ألوان بنى آدم وأيضا طباعهم وقد روى أبو موسى عن النبى عليه الصلاة وأفضل التسليم نحو هذا وذكر الأختلاف فى اللون والطبع ..
2- الماء
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا — وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) الفرقان آيه 54
3- الطين
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) ص
4- الحمأ المسنون
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)الحجر
5- الصلصال
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26)الحجر
6- الفخار
خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) الرحمن
وبالطبع كانت هناك مدد زمنية بين المرحلة والمرحلة ولا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ..وإذا تأملنا مراحل خلق آدم فسنجد العنصر الأول هو التراب ثم خلط عليه الماء فأصبح طينا ثم ترك فترة زمنية متعرضا للهواء فتعفن الطين ونتن وهذا هو الحمأ المسنون .. وعندما تنتن أنتفخ أى أصبح أجوف فإذا ضربت عليه صلصل أى أحدث صوتا وهذا هو الصلصال .. فإذا تعرض الصلصال للنار أصبح فخارا.. كل هذا الذى نتحدث عنه هو جسم آدم عليه السلام ..فإذا تأملنا العناصر التى دخلت فى خلق آدم سنجدها أربعة .. التراب ... الماء ... الهواء ... النار ..وهذه العناصر هى مسببات الحياة .. أو التى تقوم الحياة عليها وتستمر بها إلى أن تقوم الساعة .. فالتراب ممثل فى الأرض وفيها الجبال وهى أوتاد لحفظ التوازن فى الأرض .. والماء ممثل فى البحار والماء له دورة فيجدد نفسه ... الهواء ومتمثل فى الأوكسجين اللازم للتنفس .. والنار أو الحرارة متمثلة فى الطاقة من الشمس والأخشاب ..وعليه فالعناصر الأربع التى دخلت فى تكوين آدم عليه السلام هى العناصر التى تقوم عليها الحياة فإذا أختفى أو أنتهى عنصر أبيد العالم كله.. وهذا لن يحدث إلا بإذن الله وقيام القيامة.. فالله يسير كل شئ بقدر ... أكتفى بهذا القدر الآن ولنا عودة بإذن الله تعالى
حصرى ... المحترف
عضويتي 
تاريخ الصالحين والظالمين عبر السنين ( 2 )
العرض المتطور
