ما وصفناه في القصة الرمزية السابقة، هو السيناريو الأكثر تكرارًا في الواقع في حالات ضعف عضلة القلب المتعلِّق بالحمل، والتي تحدث عادةً في الشهر الأخير من الحمل، أو خلال الأشهر الخمسة أو الستة التالية للولادة، وفي الغالبية العظمى من الحالات، لا يكون لدى السيدة المصابة تاريخ سابق مع أمراض القلب، وهذا ما يُفسِّر المفاجأة الصاعقة التي تُسبِّبها تلك الحالة لدى المريضة وذويها، وحتى أطبائها.
اسمه باللغة اللاتينية peri-partum cardiomyopathy حيث peri-partum تعني حول الولادة، قبلها أو أثناءها أو بعدَها، أمّا cardiomyopathy فتعني ضعف عضلة القلب. ورغم أن هذا المرض معروف في الأوساط الطبية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، فإنَّ السبب المُحدَّد للإصابة به لا يزال مجهولًا، وما نمتلكه حتى اللحظة من تفسيرات، هي محض نظريات تحتاج لمزيد من الأدلة العلمية الأقوى.
تسجل الولايات المتحدة الأمريكية نسب إصابة مرتفعة في تلك الحالة، حيث تُحصى في المتوسط حالة واحدة من كل 900 إلى 4 آلاف ولادة، ويُعزا إليها نحو 15% من وفيات الأمهات في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم أنها صاحبة المنظومة الصحية الأقوى على سطح الكوكب. أمّا نيجيريا فقد سجَّلت واحدة من أعلى النسب في العالم، وهي حالة واحدة لكل 100 ولادة.
وأشهر عوامل الخطر التي وجدت الدراسات العلمية أنها قد ترفع نسب احتمالات الإصابة بتلك الحالة هي:
ارتفاع سن الأم أثناء الحمل فوق الثلاثينات، لا سيّما فوق الأربعين عامًا.
زيادة عدد مرات الحمل.
تصاعد عوامل الخطر الضارة بالقلب لدى كثير من السيدات في العشرينيات والثلاثينات من العمر، مثل السمنة والضغط والسكر.
الإصابة بما يُعرَف بتسمم الحمل pre-eclampsia، وهي حالة خطيرة تتمثل في تضرر الكُلى، وهدر البروتين في البول، وارتفاع ضغط الدم، وتورم الجسم.
نقص بعض المغذيات المفيدة مثل السيلينيوم الموجود في الأغذية البحرية وبعض المكسرات والقمح والحبوب. وكذلك الزنك الموجود في الدجاج واللحوم الحمراء.
بعض العوامل الوراثية، وزيادة إحصائية ملحوظة لدى أصحاب الأصول الإفريقية.
وظهرت بعض الأدلة العلمية التي تحتاج إلى مزيدٍ من التوثيق والتعزيز، والتي تؤكد أن زيادة إفراز هرمون اللبن (البرولاكتين) في أواخر الحمل، وشهور الرضاعة الأولى بعد الولادة، له دورُ أساسي في إصابة بعض السيدات بتلك الحالة المرضية النادرة.
لا واللي حط بالأيام حيره
مالقيت الي مثل طبعك ومثلك
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ خاطري آضمـڪ على المشاركة المفيدة: