بركة الرسول على الماء
حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَقَامَ مَن كانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنَ المَسْجِدِ يَتَوَضَّأُ، وبَقِيَ قَوْمٌ،
فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِخْضَبٍ مِن حِجَارَةٍ فيه مَاءٌ، فَوَضَعَ كَفَّهُ،
فَصَغُرَ المِخْضَبُ أنْ يَبْسُطَ فيه كَفَّهُ، فَضَمَّ أصَابِعَهُ فَوَضَعَهَا في المِخْضَبِ
فَتَوَضَّأَ القَوْمُ كُلُّهُمْ جَمِيعًا قُلتُ: كَمْ كَانُوا؟ قالَ: ثَمَانُونَ رَجُلًا.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
المصدر : صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث : صحيح
في هذا الحديثِ تظهَرُ إحدى علاماتِ نبوَّتِه صلَّى الله عليه وسلَّم،
وآثارِ بركتِه فيما يضَعُ فيه يدَه الكريمةَ الشَّريفةَ؛
فيَروي جابرُ بنُ عبدِ الله رضي الله عنهما:
أنَّه كان مع النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ولم يكُنْ معهم غيرُ فَضْلةِ ماءٍ،
أي: قَدرٍ قليل مِن الماءِ المُتبقِّي معهم،
فأدخَل النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يدَه الشَّريفةَ في هذا الماءِ، وفرَّج أصابعَه،
أي: فرَّق ما بينها، ثمَّ قال: حَيَّ على أهلِ الوَضوءِ - بفَتْح الواوِ اسم لِمَا يُتوَضَّأ به-
وهو نداءٌ بالإسراعِ لأهل الوَضوءِ، أي: لِمَن يُريد الوُضوءَ للصَّلاةِ، فتوضَّأ النَّاسُ كلُّهم،
وشرِبوا مِن هذا الماءِ القليل، وكان عددُهم ألفًا وأربعَمائةِ رجُلٍ،
شرِبوا وتوضَّؤوا كلُّهم مِن هذا القَدرِ اليسير مِن الماءِ المُبارَك،
ولَمَّا رأى جابرٌ رضي الله عنه بركةَ الماءِ، ظلَّ يشرَبُ قَدْر المستطاعِ،
وهو معنى قولِه رضي الله عنه: فجعلتُ لا آلُو ما جعلتُ في بطني منه،
فالمرادُ أنَّه جعَل يستكثرُ مِن شُربِه مِن ذلك الماءِ؛ لأجْلِ البركةِ الَّتي رآها.
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|