احترام عبد الله بن عمر لكبار الصحابة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَقالَ: أخْبِرُونِي بشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أوْ: كَالرَّجُلِ المُسْلِمِ لا يَتَحَاتُّ ورَقُهَا، ولَا، ولَا، ولَا، تُؤْتي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ، قالَ ابنُ عُمَرَ: فَوَقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، ورَأَيْتُ أبَا بَكْرٍ وعُمَرَ لا يَتَكَلَّمَانِ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ).[٣] (فَلَمَّا لَمْ يَقولوا شَيئًا، قالَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هي النَّخْلَةُ، فَلَمَّا قُمْنَا قُلتُ لِعُمَرَ: يا أبَتَاهُ، واللَّهِ لقَدْ كانَ وقَعَ في نَفْسِي أنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقالَ: ما مَنَعَكَ أنْ تَكَلَّمَ؟ قالَ: لَمْ أرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أنْ أتَكَلَّمَ أوْ أقُولَ شيئًا، قالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا، أحَبُّ إلَيَّ مِن كَذَا وكَذَا).[٣] يتضح من هذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أصحابه عن شجرة تشبه المسلم، لا يتساقط ورقها وتثمر كل حين، فظن ابن عمر أنها النخلة؛ لكنه لم يجب النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ احترامًا لكبار الصحابة عمر وأبي بكر الصديق -رضي الله عنهما-، فلما لم يجب أحدهم أخبرهم النبي أنها النخلة.[٤] وهنا أخبر عبد الله والده أنه علمها؛ لكنه لم يجب احتراماً للكبار، فأخبره سيدنا عمر -رضي الله عنه- أنه تمنى لو أجاب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فالإنسان مجبول على محبة الخير لذريته، وربما كانت تصيبه دعوة من النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٤]