03-07-2022
|
#715
|
باب الاكتفاء
عَرَّفه ابنُ رشيق[5]: هو أنْ يدُلَّ موْجود الكلام على محذوفِه[6]، و هو ما دلَّ عليْه بدلالةٍ لفظيَّة، وهو نوع من الإيجاز، لكنَّه أخصُّ منه؛ إذِ الإيجاز ما دلَّ عليه بدلالةٍ إمَّا لفظيَّة، نحو: {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا}[7]؛ أي: صالحةٍ بدليل (أن أعيبَها)، وأنَّه قرئ[8] كذلك، أو عقليَّة نحو: {وَاسْأَلِ القَرْيَةَ}[9]؛ أي: أهلها؛ لامتِناع توجُّه السُّؤال لها عقلاً، فكلُّ اكتِفاء إيجازٌ ولا عكْس، وقيل[10]: إنَّهما متَّحدان، وعلى تسليمِه فالإيجاز من مباحث عِلم المعاني، والاكتِفاء من مقولات فنِّ البديع، ولا يعترض على أهل فنٍّ باصطِلاح غيرِهم، فمن الاكتِفاء قولُه تعالى: {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الحَرَّ}[11]؛ أي: والبرد حذفه اكتِفاءً، وقوله: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ المَوْتَى}[12]؛ أي: لكان هذا القرآن، وقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[13]؛ أي: أعْرَضوا، وقوله: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ * يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا}[14]، أي: فأرسلوني إلى يوسف لأسْتَعْبِره الرؤيا، فأرسلوه فأتاه فقال: أيُّها الصديق، وحديث [7أ/7ب] البخاري[15] عن نافع[16] عن ابنِ عمر[17]: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[18] قال يأتيها في...، قال الزركشي[19]: كذا[20] الرواية، وكأنَّه أسْقَط الباقي وهو الدُّبر لاستِنْكاره، ومِن الغريب أنَّ عُلماء البديع[21] مثَّلوا لِلاكتِفاء الَّذي هو من مَحاسن الكلام بما منع بعضَه جماهيرُ[22] النُّحاة، كحذْف الفاعل في قوله:
فَقُلْتُ لَهُمْ لَوْ كُنْتُ أَضْمَرْتُ تَوْبَةً وَعَايَنْتُ هَذَا فِي المَنَامِ بَدَا لِي[23]
|
|
|
03-07-2022
|
#716
|
أي: نقْضُها، وحذْف المجرور في قولِه:
.... .... .... ..... إِنْ غَابَ عَنْ إِنْسَانِ عَيْنِي فَهْوَ فِي[24]
أيْ في قلبي، وقوله:
أَذْكُرُ ثَغْرًا لَهَا فَأَسْكَرُ مِنْ وُرُودِ خَدٍّ لَهَا فَأَرْتَعُ فِي[25]
أي من خمر في روض، وحذف الصِّلة[26] في قوله:
وانْفَعْ صَدِيقَكَ إِنْ صَدَقْتَ وِدَادَهُ وَادْفَعْ عَدُوَّكَ بِالَّتِي فَإِذَا الَّذِي[27]
|
|
|
03-07-2022
|
#717
|
وحذف مجزوم لم في قوله:
أَنا مُحِبُّكَ حَقًّا إِنْ كُنْتَ فِي القَوْمِ أَوْ لَمْ[28]
|
|
|
03-07-2022
|
#718
|
وقد أُولع المتأخِّرون[30] بهذا النوع، وخلطوه بالتَّورية، فحسن في الذَّوق، ولطُف في السَّمع، وبالغوا حتَّى حذفوا بعضَ الكلِمة نحو:
يَا مُتْهِمِي بِالسُّقْمِ كُنْ مُنْجِدِي وَلا تُطِلْ رَفْضِي فَإِنِّي عَلِي (ل)
أَنْتَ خَلِيلِي فَبِحَقِّ الهَوَى كُنْ لِشُجُونِي رَاحِمًا يَا خَلِي (ل)[31]
|
|
|
03-07-2022
|
#719
|
ونحو:
مَنْ عَاذِرِي فِي عَاذِلٍ يَلُومُ فِي حُبِّ رَشَا
إِذَا طَلَبْتُ وَصْلَهُ قَالُوا كَفَى بِالدَّمْعِ شَا (غِلا) أو (هِدا)[32]
|
|
|
03-07-2022
|
#720
|
ونحو:
أَقُولُ وَقَدْ جَاءَ الغُلامُ بِصَحْنِهِ عُقَيْبَ طَعَامِ الفِطْرِ يَا غَايَةَ المُنَى
بِعَيْشِكَ حَدِّثْنِي بِصَحْنِ قَطَايِفٍ وَبُحْ بِاسْمِ مَنْ تَهْوَى وَدَعْنِي مِنَ الكُنَى[33]
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 04:28 PM
| | | | | |