03-07-2022
|
#751
|
ونحو:
فَلَقَدْ يَقُولُ المُصْطَفَى خَيْرُ الوَرَى العُسْرُ شُؤْمٌ وَالسَّمَاحُ رَبَاحُ[63]
وكقوله:
يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الأَسَنّ وَطَالِبًا عِلْمَ السُّنَنْ
هَلاَّ اشْتَغَلْتَ فِي الصِّبَا الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللَّبَنْ[64]
|
|
|
03-07-2022
|
#752
|
باب حسن الابتداء والختام والمخلص
ينبغي للمتكلِّم التأنُّق - أي: المبالغة في الحُسْن - في ثلاثةِ مواضع، أحدُها: الابتداء؛ لأنَّه أوَّل ما يقْرع السَّمع، فيأتي فيه بِما يُناسب المقام، ويسمَّى براعة الاستِهْلال، كقولِه في التَّهْنِئة:
بُشْرَى فَقَدْ أَنْجَزَ الإِقْبَالُ مَا وَعَدَا وَكَوْكَبُ السَّعْدِ فِي أُفْقِ العُلا صَعِدَا[65]
وقوله في دار:
قَصْرٌ عَلَيْهِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ خَلَعَتْ عَلَيْهِ جَمَالَهَا الأَيَّامُ[66]
|
|
|
03-07-2022
|
#753
|
وقوله في المراثي:
عِشْ مَا تَشَاءُ فَإِنَّ آخِرَهُ الفَنَا والمَوْتُ مَا لا بُدَّ عَنْهُ وَلا غِنَى[67]
ونحو:
هَلْ إِلَى أَنْ تَنَامَ عَيْنِي سَبِيلُ إِنَّ عَهْدِي بِالنَّوْمِ عَهْدٌ طَوْيلُ[68]
ونحو:
لمَسْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أَبْتَغِي الغِنَى وَلَمْ أَدْرِ أَنَّ الجُودَ مِنْ كَفِّهِ يُعْدِي
فَلا أَنا مِنْهُ مَا اسْتَفَادَ ذَوُو الغِنَى أَفَدْتُ وَأَعْدَانِي فَأَتْلَفْتُ مَا عِنْدِي[69]
|
|
|
03-07-2022
|
#754
|
ثانيهما: المخلص:
وهو أن يتخلَّص النَّاظم أو النَّاثر من معنًى إلى آخَر بِأَلْطف عبارة، كأن يتخلَّص من غزَل، أو فخْر، أو وصْف روْضٍ، أو طلَل بال، أو رَبْع خالٍ إلى مدْح، أو هجْو، أو وصْف حرب، أو غير ذلك، وهو من أجلِّ المحاسن، ودليلٌ على رسوخ [9أ/9ب] القدَم في البلاغة، وقدِ اعْتنى به المتأخِّرون دون العرب؛ لا لِعَجْزهم، بل كانوا يؤْثِرون عدم التكلُّف، ولا يرتكِبون من فنون البديع إلاَّ ما خَلا عن التعسُّف، وإلاَّ فَهُم أهلُ هذا الشَّأن، والسَّابقون بالمعاني الحِسان، نحو:
|
|
|
03-07-2022
|
#755
|
أَجِدَّكِ مَا تَدْرِينَ أَنْ رُبَّ لَيْلَةٍ كَأَنَّ دُجَاهَا مِنْ قُرُونِكَ يُنْشَرُ
سَرَيْتُ بِهَا حَتَّى تَجَلَّتْ بِغُرَّةٍ كَغُرَّةِ يَحْيَى حِينَ يُذْكَرُ جَعْفَرُ[70]
|
|
|
03-07-2022
|
#756
|
فانظُر إلى هذا المخلص السَّهل الذي لا يشعُر سامعه إلاَّ وقد وقع في المعنَى الثَّاني، مع سهولة الألفاظ، وكقوله في مدْح منْصور:
لَمَّا رَأَتْ أَدْمُعِي جَادَتْ سَحَائِبُهُ وَدُرُّهُ لِنِظَامِ العِقْدِ مَنْثُورُ
قَالَتْ فَدَيْتُكَ كَمْ جُودٍ؟ فَقُلْتُ لَهَا مَقَالَةً مَا بِهَا مَيْنٌ وَلا زُورُ
إِنَّ البَخِيلَ لَمَخْذُولٌ وَإِنْ كَثَُرَتْ أَنْصَارُهُ وَحَلِيفُ الجُودِ مَنْصُورُ[71]
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:29 PM
| | | | | |