كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ
صحيح مسلم 373
#شرح_الحديث
قالَ تَعالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} الأحزاب: 41، والذِّكرُ قد يكونُ بالقلبِ وقد يكونُ باللِّسانِ،
وفي هذا الحديثِ تَروي عائشةُ أمُّ المؤمِنينَ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ ﷺ كانَ يَذكُرُ اللهَ تَعالَى في كلِّ أحوالِه وفي كلِّ أوقاتِه، إلَّا الحالاتِ الَّتي يُمتَنَعُ فيها عنِ الذِّكرِ، كقَضاءِ الحاجةِ، وحالةِ الجِماعِ، ونحوِها، حيثُ كانَ النَّبيَّ ﷺ شَديدَ الحِرصِ على ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، كالتَّسبيحِ والتَّهليلِ، والتَّكبيرِ والتَّحميدِ، ونحوِها مِنَ الأذكارِ، وقد علَّمَنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أفضَلَ الأذكارِ وأحسَنَها أجرًا، ومنها ما يَصلُحُ في جَميعِ الأوقاتِ، ومنها ما يَختَصُّ بوَقتٍ أو مَكانٍ، وأيضًا مِنَ الأذكارِ ما لا يَختَصُّ منها بعدَدٍ، ومنها المقيَّدُ بعدَدٍ. وفي قولِها: «على كلِّ أحيانِه» إشارةٌ إلى أنَّ ذِكرَ اللهِ لا يَختَصُّ بهَيئةٍ مُعيَّنةٍ كالَّتي تَختَصُّ بالصَّلاةِ والطَّوافِ وبقِراءةِ القُرآنِ؛ مِنَ الطَّهارةِ والوُضوءِ ونحوِهما، ويَكونُ المقصودُ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَذكُرُ اللهَ تَعالَى مُتطهِّرًا، ومُحدِثًا، وجُنبًا، وقائمًا، وقاعِدًا، ومُضطجِعًا، وماشِيًا.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|