|
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~ | |
|
|
۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ نُحلّق أروَاحنا عَبر صَفحات كِتاب الله لِنرتَشف أعذَب القِصص . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
أمة لا يموت اجتهادها
سيَظلُّ إعداد الفرد للصَّلاح وإعمار الأرض أهم غايةٍ من غايات الوعي الإسلاميِّ؛ لكي تتفتَّح العقول، وتَهْتدي النُّفوس، وتَمْتلئ القلوبُ بالإيمان الذي يحرِّك الطاقات للعمل والإنتاج؛ كي تَسْمُو الحياةُ وتَرْتقي، ويُعالِج كثيرًا من المشكلات التي تُحدِث الاضطرابات في حياتنا، ويَمْحو الظُّلمات الفكريَّة التي تعطِّل نهضتنا الحضاريَّة المنشودة.
إنَّ الإسلام يريد أن يَبْني رجالاً يَمْلكون الرُّؤية المنهجيَّة اللازمة للبناء والانطِلاق، والوَعْي الصَّحيح الذي يُؤهِّلهم لبناء مشروعاتٍ عمَليَّة، خيريَّة، نهضويَّة، ترتقي بالأخلاق والسُّلوك، وتبني الأمجاد التاريخيَّة، والحضارية، وتتحرَّك بأشواق أصحابها نحو العزَّة، والمَجْد، والخلود. لقد أرسل الله - عزَّ وجلَّ - نبِيَّ الإسلامِ بالهُدَى والحقِّ لِيَنصره على الدين كلِّه، فتتوهَّج حقائقه، وتثري طموحات البشَر بالإيمان، والعقلانيَّة الواعية، والعَطاء، ولن نتمكَّن من قيادة العالَم، وأحوالنا مُضْطربة، ومسؤوليَّاتنا غير منظَّمة أو متوحِّدة، واجتهاداتنا الفكريَّة والحضارية حائرة، وغيرنا في موقع الفاعل، ونحن في موقع التَّقليد والتبعيَّة، ومآسي الانفِلات والتَّفريط تتكاثر يومًا بعد يوم في حياتنا. إنَّ الأُمَّة التي تنتمي للدِّين الحضاريِّ يَنْبغي أن تكون سلوكيَّاتُها قويمة، وعزيمتُها قويَّة، وجِهادُها عظيمًا، واجتِهادها مستمِرًّا بقوَّته المعرفيَّة، ودلالاته الجماليَّة، ورَوْنقه الحضاري، ولَم يَعُد مقبولاً التستُّر على الفوضى الفكريَّة التي تدمِّر نسيج حياتنا، وتُهدِّد مستقبلَنا، وتُحْدِث الاضطرابات في مُختلِف مظاهر حياتنا، إنَّ أمتنا بدون أخلاقٍ تَمقت الرَّذائل وتوفِّر العدالة الاجتماعيَّة لا تتحقَّق لها نهضة، ولا تقوم لَها رسالة، فضَعْف الأخلاق واليقين والطُّموح يؤدِّي إلى خسارة الدِّين والأعراض، وانفلات القِيَم والأخلاق. لا يَسْتغني عالَمُنا الإسلاميُّ عن رجوعِه إلى ماضيه؛ ليستلهم منه القِيَم الرُّوحية والحضاريَّة التي تَجْعله على قدر مسؤوليَّة التَّجديد الذي يُشبِع روحَه، ووجدانه، وينشط رسالته الأخلاقيَّة التقدُّمية، كما أنَّه لا يَستغني عن التَّجديد الذي يُحيِي ما مات من السُّنن، ويضَع أيدِيَنا على أَدْوائنا كي نُعالِجَها بوعي، وحكمة، وجدارة، فالاجتهاد باقٍ في أمَّتنا إلى قيام الساعة. لن تفقد الشخصيَّة المسلِمةُ إشعاعاتِها الرُّوحيةَ والأخلاقيَّة؛ فهي قادرةٌ على تعديل مَسار الكون والتاريخ، والحضارة بقوَّة إخلاصها وعطائها، وطلاقة إبداعها، وثورتها الدَّائمة على الظُّلم، والفساد، والجهل، والتخلُّف، وكل ما يُضعِف مسيرتها، فجَوانب كثيرةٌ من حياتنا تحتاج إلى نهوضٍ وتطوير، كما أنَّها تحتاج إلى الاجتهاد الذي هو حياتنا وروح المشروع الإسلامي العالَمي، وقد تواصلَت الشخصيَّة المسلمة في تاريخها الطَّويل مع كلِّ الحضارات، وهي قادرةٌ - بإذن الله - على تجديد هذا التَّواصل في المرحلة القادمة. لا يهدر طاقات البشَر إلاَّ الظُّلم والخيانة والاستبداد، ولا يُقوِّيها ويُعِينها على رسالتها إلاَّ الإيمان والعطاء الذي يقوم على العقل والعلم والرُّؤية الصحيحة، لا بدَّ أن نَغُضَّ الطَّرْف عن المُطاحنات التي تدور على السَّاحة في هذه المرحلة التي تمرُّ بها مجتمعاتُنا، قال - جلَّ شأنه -: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ﴾ [الأنفال: 46]، فهذا التَّنازع قد يؤدِّي إلى حالةٍ من القحط الثَّقافي، والبؤس المعنويِّ، والذُّبول الوجداني، والشُّحوب الفكري، والتشتُّت الاجتماعي بما يُعطِّل النَّهضة المرتقبة. نَحْتاج إلى فَهْمٍ أفضل للشَّريعة الإسلامية، كما نحتاج إلى حُسْن الإفادة من ثَوْرة الاتِّصالات والتكنولوجيا، كما نحتاج إلى توفير جيلٍ يَعِي تاريخ أمَّتِه، وإنجازاتها الحضاريَّة، ويعي واقِعَها واحتياجاته التربويَّة، والاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، كما نحتاج إلى عقليَّة إسلامية تفتح النَّوافذ الواسعة للإبداع، وتَسْتشرِف آفاقَ المستقبل؛ كي تُحَوَّل هذه الرُّوح الاستشرافيَّة إلى تخطيطٍ سليم يوظِّف المعرفة الإسلاميَّة في تأسيس انطلاقةٍ حضاريَّة للتغيير، والبناء، والإبداع والإصلاح، والإنجاز الذي يليق بِمَكانتنا، والدَّعوة إلى الله - عزَّ وجلَّ - على هدًى، وتَقْوى، وبصيرة. إنَّ الله عزَّ وجلَّ هو المُوفِّق لكلِّ فلاَحٍ بشَري، ولا يبني أمْجادنا القادمة إلاَّ شخصٌ ثابت على هُدًى الأنبياء، متجرِّد من حظوظ النَّفْس وأهوائها الدنيويَّة، مرتبط بالحقِّ في علاقاته، وتعاملاته ومظاهر حياته، وستَظلُّ المقارَنات بيننا وبين التقدُّم الغربي قائمةً حتَّى نُحقِّق نقلةً ملموسة، ونثبت ثقتنا العمَلِيَّة في نفوسنا وقدراتنا الفكريَّة والتنموية، ونعود أمَّة متعاونة يَسْعى شَرقُها لخير غَربِها، ونعيد روح العزَّة والمَجْد والكرامة الإنسانيَّة إلى كلِّ مجتمعاتنا الإسلاميَّة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
كلمة حلوة و كلمتين حلوة يا بلدي - داليدا | بنوته كيوت | 🎶 اليُوتيوب والمقَاطع المُتنوعـة 🎶 | 15 | 04-12-2024 02:41 PM |
بدل رجالى حلوة | ♡ Šąɱąя ♡ | 𓏬 مُعتكَـف آدم ، عَالـم الرجُـل 𓏬 | 29 | 04-09-2024 04:51 PM |
الفقير لا يموت جوعاً .. الفقير يموت قهراً وظلماً | شيخة رواية | ✦ هدِير الوَرق العَام ✦ | 27 | 09-14-2023 11:55 AM |
حمنة بنت جحش | ♡ Šąɱąя ♡ | ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ | 24 | 05-12-2023 04:10 PM |
(ما من عبديسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته، إلا حرم الله عليه الج | غلا الشمال | ۩ الرّسُول والصَّحابة الكِرام ۩ | 18 | 03-14-2023 03:23 PM |