قصة اول من قام بركوب الخيل من الانبياء

قيل أنَّ سيدنا إسماعيل عليه السلام، هو أول من قام بركوب الخيل من الأنبياء، وجاء ذلك في كتاب الأوائل لـ “أبو هلال العسكري” أنَّ الخيول كانت وحوشًا ضارية إلى أن قام سيدنا إسماعيل بترويضها، فأصبحت مُستأنسة، واتخذ ولده منه طريقة ترويضها فكانت صنعته، لهذا السبب كان العرب وحدهم على علمٍ، ومعرفة تامة بالخيول.

اركبوا الخيل فَإِنَّهَا ميراث أبيكم إسماعيل

كان ذلك الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- دليلاً، على أنَّ اول من قام بركوب الخيل من الانبياء هو سيدنا إسماعيل.
جاء نص حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم قائلاً {اركبوا الخيل، فإنها ميراث أبيكم إسماعيل} إذ كان سيدنا إسماعيل أول من يركب الخيول بعد أن روضها، لأنّها كانت كسائر الحيوانات المستوحشة، حيثُ قال الله -عز وجل- لسيدنا إسماعيل وإبراهيم {إني مُعطيكمَا كنزًا ادخرته لكما}.
وأكمل الله قائلاً {أخرج أجياد فادع يأتيك الكنز} وأجياد مكان معروف يُدركه إسماعيل جيدًا، وبالفعل خرج سيدنا إسماعيل عليه السلام إلى أجياد، فألهمه الله -عز وجل- دعاء ولما ردده إسماعيل جاءت إليه جميع الفرس في أرض العرب، وذللها الله له.. والله تعالى أعلىَ وأعلم.[1][5]
أول من ركب الخيل في سبيل الله
المقداد بن الأسود الكندي .
قد ذُكِرَ أنَّ المِقْدَاد بن الأسود الكندي هو اول من ركب الخيل في سبيل الله، في معركة بدر، وأكد البعض هذا الأمر إذ قال القاسم بن عبد الرحمن “أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود”.
كما قالوا أيضًا “وشهد المقداد بدرًا وأُحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-” إذ ذُكر المقداد كأحد الرماة، وقال عليّ “ما كان فينا فارسًا يوم بدر غير المقداد”.[2]
ماذا يسمى الذي يركب الخيل
الفارس.
الخيَّال.

يُعرف مُصطلح الفروسية عند العرب بفن ركوب الخيل، ومن هُنا جاءت تسمية من يركب الخيل بالفارس، والفروسيّة بشكلٍ عام مهارة لا يُجيدها الكل، بل تتطلَّب العديد من الإمكانيات والقدرات المختلفة، فلا يقتصر الأمر على ركوب الخيل والثبات عليه فحسب، بل يأخذ الأمر مُنحنى معنوي أيضًا يكمُن في روح الفروسية.
بدأت الفروسيّة كجانب من جوانب الحياة قديمًا عند العرب، وتحديدًا منذ عصر الجاهلية، إذ كان الخيل وسيلة للخوض في التحديات، حتى أنهم كانوا يذكرون الخيل ويتغنُّون به في قصائدهم.

من هو سيدنا إسماعيل عليه السلام

هو الابن الأكبر لسيدنا إبراهيم عليه السلام من السيدة هاجر .
رُزِقَ إبراهيم عليه السلام بسيدنا إسماعيل وهو يبلغ من العمر ستًا وثمانين سنة، إذ تركه مع أمه السيدة هاجر في وادٍ يخلو من الزرع، وكان إسماعيل لا يزال رضيعًا، لكنه ترك لهما بعض التمر، والماء عادًا هو إلى فلسطين كما أمره الله -عز وجل- لهذا السبب اطمأنت السيدة هاجر لإرادة الله تعالى، بالرغم من المكان الذي لم يكن سوى منفى، حيثُ قالت “فإذًا لن يضيعنا الله”.
وعندما فنِىَ الزاد والماء، ظلت السيدة هاجر تبحث عن الماء، حتى أنّها اضطرت إلى صعود جبل الصفا، ولكنها لم تجد شيئًا، من ثم هبطت إلى الوادي تبحث يمينًا ويسارًا، لتُقرر الصعود إلى جبل المروة ولكنها أيضًا تعود خالية اليدين، إلى أن تكرر هذا الأمر سبع مرات.
بعد البحث الطويل شعرت السيدة هاجر بصوتٍ ضعيف يأتي من بعيد، فإذا بجبريل عليه السلام يضرب في الأرض بالقرب من قدمي إسماعيل عليه السلام، فيظهر الماء وتذهب السيدة هاجر للارتواء من ماء زمزم.[3]

من اول من روض الخيل في التاريخ

إسماعيل عليه السلام .
بما أنَّ سيدنا إسماعيل عليه السلام هو اول من قام بركوب الخيل من الانبياء، بالتالي فهو أيضًا من قام بترويضه، حيثُ كان الخيل حُرًّا كغيره من سائر الحيوانات، فلا يمتطيه أحدًا، لذا كان لا بد من ترويض الخيل لسهولة التّعامل معه، فقام إسماعيل عليه السلام بهذه المهمة وتعلمها منه ولده.[1]

ماذا قال القران عن الخيل

ذُكِر الخيل في عدّة آيات دليلاً على مكانة الخيل العظيمة في الإسلام، فجاء في قول الله تعالى -عز وجل- ما يلي عن الخيل:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ}.
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ}.
{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}.
جاء الإعجاز القرآني في الخيل لما له من مكانة كبيرة، وأهمية لا يمكن إهمالها ظهرت تحديدًا في حياة الرُّسل والأنبياء، كذلك ذكر القرآن الكريم في آياته العديد من الحيوانات كان لهم دورًا واضحًا في قصص الأنبياء، إلى جانب الخيل، إذ ذُكِر الحوت عن سيدنا يونس عليه السلام، والثُّعبان عن سيدنا موسى عليه السلام، والناقة عن صالح عليه السلام… وغيرهم.[4]
فوائد الخيل في الإسلام
لم يتم تعزيز قيمة الخيل في الإسلام من فراغ، بل لفوائده التي لا تُعد ولا تُحصى، فبخلاف استخدام الخيول في المعارك ضد أعداء الإسلام، إلا أنَّ لركوب الخيل فوائد جسدية كثيرة:
تنشيط الدورة الدموية.
تعلّم مهارة التَوازن.
تقوية مستوى التركيز لدى الفارس.
تقوية عضلات الجسم، والحد من تقلصاتها.
تحسين صحة القلب.
تعزيز أداء الأوعية الدموية، وشرايين القلب.
زيادة الثقة في النفس.
تعلُّم قيمة الصبر.
الحفاظ على وزنٍ ممشوق، والتخلُّص من السعرات الحرارية الزَّائدة.
تقليل تشنّجات المفاصل.[6]

حديث الرسول عن فضل الخيل

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {الخَيْل مَعقُودٌ في نَوَاصِيهَا الخَيْر إلى يوم القِيامة}.
ومعنى الحديث أنَّ الخيل دائمًا يُلازمه الخير حتى قيام الساعة، وجاءت الاستنتاجات عن الحديث بأهمية اقتناء الخيل وترويضها، ودليلاً أيضًا على تفضيل القرآن الكريم، والسّنة النبويّة للخيل عن غيره من الحيوانات. والله تعالى اعلم

احمد حماد معجب بهذا