إن العظيم المنان غني عن العالمين ، غني عنعبادتهم وطاعتهم ، لا تنفعه طاعة من أطاع ولا تضره معصية من عصاه ، ولِنعلم أننا ماو جدنا في هذه الحياة الدنيا إلا لعبادة الرحيم الرحمن ، فمن تقرب إليه شبرا تقربإليه ذراعا ، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا ، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة ، ومنأقبل عليه تلقاه ، ومن أعرض عنه ناداه ، ومن ترك من أجله أعطاه ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :-
** من أراد السعادة الحقيقية فليلزم عتبة العبودية**
(( كرر هذه المقولة في ذهنك عندما يقسو قلبك وتشعر بالضيقوالهم ))
فما أعظم من أن يضمد الإنسان جراح قلبه بعبودية الله عن نفسه حتى يكفيه اللهمؤونة الناس ...
وما أعظم أن يضمد الإنسان جراحه بأن يشتغل بالله عن الناس حتى يكفيه اللهمؤونة الناس ...
إلى كم ذا التخلفوالتواني *** وكم هذا التمادي والتمادي
فالطريق شاق ، والعاقل اللبيب لا يبيع الياقوت بالحصى ، ولا يرى لنفسه ثمناإلا الجنة ...
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَآَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْأَحْسَنَ عَمَلًا ) ...
أيها المسلم :-
حافظ على تكبيرة الإحرام ، وأفش السلام ، وصلالأرحام وصلِّ بالليل والناس نيام ...
كن للمعروف آمرا وللمنكر ناهيا ، وللخير داعماواعلم أن هناك ركعتين خير من الدنيا وما فيها وهي ركعتي الفجر ولا تنسى أن تبني لككل يوم قصرا في الجنة بمحافظتك على :
السنن الرواتب ...الحرصالحرص على متابعة الأذان والإحسان الإحسان فإن ذلك غاية أهل الإيمان ...
القرآن القرآن -- يا محبَّ القرآن ، القرآن القرآن -- يامحبَّ القرآن ، القرآن القرآن-- يا محبَّ القرآن ... جالسالصالحين ، وأكفل اليتيم ، وصاحب الأخيار المؤمنين ، وأكثر من الخلوة ، وأسبلالدمعة ، وخاف من يوم لا بيع فيه ولا ظلَّة ...
نفس كربا،أزل هما ، أكظم غيظا، عد مريضا، أستر مسلما ، أطعم جائعا فالله لا يضيع أجر منأحسن عملا ...
صل الضحى ، وأزل الأذى ، ومساجد الله أكثر إليها الخطى ...
علق قلبكبالمساجد ، وكن لله راكعا ساجدا وتعوذ بالله من كل شر وعائق ...
وفي حديث صلىالله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
(أوصاني خليلي بثلاث ، صيامثلاثة أيام من كل شهر ، وركعتي الضحى وأن أتوضأ قبل أن أنام)
الله الله فيبر الوالدين، الله الله في بر الوالدين والإحسان إليهما والأدب معهما واحترامهماوتوقيرهما ...
توكل على الله ، واجعل لسانك رطب بذكر الله ، واجعل الزهد والورع إزاركوالخشية ردائك ، والمراقبة لله أساس حياتك ...
ومن خلالرسمنا لهذه الوقفات نقف
مع الوقفة الثانية
وهيالحقيقة الغائبة عن نفوس أكثر المؤمنين ألا وهي استشعار عظمة الله سبحانه وتعالى فيالنفوس ...
أيها الموحد ...
عظمة عالمالغيوب غابت عن نفوسنا ، عظمة أكرم مسئول ، وأعظم مأمول تلاشت في حياتنا ، عظمةمفرج الكروب ، ومجيب دعوة المضطر غابت عن أذهاننا ...
أيها المسلم :-
لمن خرجناللصلاة ؟ ولمن حججنا وصمنا ؟ ومن ندعو ونرجو رضاه؟
إنهالـــلــــه ... إنه الـــلــــه ...
إنه الـــلــــه ...
فحقاعلينا أن تعرف على خالقنا ورازقنا ...
لا إله إلا الله ما قدرنا الجبار حق قدره ، وهو كليوم في شأن ، يغفر ذنبا، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين ، يحي ميتا ، ويميتحيا ، ويجيب داعيا ، ويشفي مريضا ، يعز من يشاء ويذل من يشاء ...
سمع نداءيونس في الظلمات ، واستجاب لزكريا فوهبه على الكبر هاديا مهديا ، أزال الكرب عنأيوب ، وألان الحديد لداود وسخر، الريح لسليمان ، وشق البحر لموسى ، وفلق القمرلمحمد صلى الله عليه وسلم ، ونجى هودا وأهلك قومه ، وجعل النار بردا وسلاما علىإبراهيم ...
يا رب ... يارب ... يارب ...
أمام بابك كل الخلق قد وقفوا *** وهم ينادون يا فتاح ياصمد
والخير عندك مبذول لـطالبه *** حتى لمن كفرو حتى لمن جحدوا
إن أنت يا رب لم ترحم ضراعتهم *** فليس يرحمهم من بينهمأحد
فأنت وحدك تعطي السائلينولا *** ترد عن بابك المقصود من قصدوا
ليس المقصود من معرفة الله الإقرار بوجوده فقط ... فهذا يعرفه كل الخلق انسهم وجنهم مؤمنهم وكافرهم ...
وإنما المقصود
المعرفة والاستشعار الذي توجب الحياء من الله
والخوف منه ،والإقبال عليه
ومحبته والانكسار بين يديه
والصدق في معاملته والرضاء بأمره ونهيه وقضائهوقدره
والأنـــــــس بــخــلـــــوتـــه
وحتى نكشف حالنا - - - نسأل أنفسنا عن حقيقةاستشعارنا لله في ...