إن إجابة الدعاء أمر وعد الله -تعالى- به عباده، وحاشاه -سبحانه- أن يخلف وعده بذلك، يقول الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).[١] قصص استجابة دعاء الصحابة لقد كان صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- نماذج عملية تؤكد كرم الله -تعالى- بإجابة دعائهم؛ وذلك لصدق إيمانهم وحسن توكلهم على الله -تعالى-، ومن ذلك ما يأتي: سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يرى رجلاً يشتم وينال من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ فساءه ذلك ونهاه عن ذلك، ولكنه أصر ولم ينته عن هذا القبيح من الأفعال، فدعا عليه سعد -رضي الله عنه- فلم يبرح مكانه حتى جاء بعير ناد هائج فخبطه حتى مات.[٢] أُبي بن كعب رضي الله عنه يخرج مع كتيبة بقيادة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وكان أبي بن كعب في مؤخرة القوم ومعه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، فهاجت سحابة فقال أبي بن كعب: "اللهم اصرف عنا أذاها"، فلما وصلوا لمقدمة القوم وجدوهم قد ابتلت رحالهم وما تحمله من متاع.[٣] هنا استغرب عمر بن الخطاب؛ حين رأى متاع مؤخرة القوم لم يصبه شيء من المطر، فقال ابن عباس لعمر: "إن أبي بن كعب دعا فقال: اللهم اصرف عنا أذاها"، فقال عمر: "فهلا دعوتم لنا معكم".[٣] سعيد بن زيد رضي الله عنه يقول: (إنَّ أَرْوَى خَاصَمَتْهُ في بَعْضِ دَارِهِ، فَقالَ: دَعُوهَا وإيَّاهَا، فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ بغيرِ حَقِّهِ، طُوِّقَهُ في سَبْعِ أَرَضِينَ يَومَ القِيَامَةِ، اللَّهُمَّ، إنْ كَانَتْ كَاذِبَةً فأعْمِ بَصَرَهَا، وَاجْعَلْ قَبْرَهَا في دَارِهَا، قالَ: فَرَأَيْتُهَا عَمْيَاءَ تَلْتَمِسُ الجُدُرَ تَقُولُ: أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ، فَبيْنَما هي تَمْشِي في الدَّارِ مَرَّتْ علَى بئْرٍ في الدَّارِ، فَوَقَعَتْ فِيهَا، فَكَانَتْ قَبْرَهَا).[٤] قصص استجابة الدعاء في زماننا المعاصر لم تقتصر إجابة الدعاء على جيل دون جيل ولا زمان دون آخر، لأن فضل الله عميم وكرمه عظيم،