( سجادة حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية )  
 
 
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~
    حاء"     خاطري"     رحيل"     سكرة"     البرنس"     أمنية"     العز"     اميرت"     عشق"     جوهرة"     غلاتك"     غرام"     كلي"     لورد"     سيران"     احمد"

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم منذ /01-09-2023   #1

 
الصورة الرمزية Şøķåŕą

Şøķåŕą متواجد حالياً

 عضويتي » 1870
 انتسابي » Jun 2021
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 7,305,145
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
мч ѕмѕ ~
[IMG]https://up6.cc/2024/04/171315171756344.gif[/IMG]
мч ммѕ ~
MMS ~

Şøķåŕą متواجد حالياً

Q70 { سيقول السفهاء من الناس.. }

﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ ﴾



﴿ سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 142، 143].



﴿ سَيَقُولُ ﴾: إذا دخلت السين على المضارع أخلصته للمستقبل، أما المضارع إذا دخلت عليه "لم" أخلصته للماضي، وإذا كان مجردًا، فهو صالح للحاضر والمستقبل.



﴿ السُّفَهَاءُ ﴾ السَّفَهُ أصله الخفة، يوصف به الجماد، قالوا: ثوب سفيه؛ أي خفيف النسج والهلهلة، ورمح سفيه؛ أي خفيف سريع النفوذ.



والسفيه هو الذي لا يحسن التصرف لنفسه، وكل من خالف الحكمة في تصرفه فهو سفيه، فهؤلاء السفهاء سفهاء في دينهم، وقد يكونون في المال جيدين، وسفه الدين بيَّنه الله سبحانه وتعالى بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ﴾ [البقرة: 130].



﴿ مِنَ النَّاسِ ﴾، وفائدة وصفهم بأنهم من الناس مع كونه معلومًا هو التنبيه على بلوغهم الحد الأقصى من السفاهة؛ بحيث لا يوجد في الناس سفهاء غير هؤلاء، فإذا قُسِم نوع الإنسان أصنافًا كان هؤلاء صنف السفهاء فيُفهم أنه لا سفيه غيرهم على وجه المبالغة.



وحكمة الإخبار به قبل وقوعه تخفيفُ أثره على نفوس المؤمنين؛ إذ يفقد نقدهم المرير عنصر المفاجأة فيه؛ فلا تضطرب له نفوس المؤمنين.



قال ابن عاشور: "والذي استقر عليه فَهْمي أن مناسبة وقوع هذه الآية هنا مناسبة بديعة؛ وهي أن الآيات التي قبلها تكرر فيها التنويه بإبراهيم وملته والكعبة، وأن من يرغب عنها قد سفه نفسه، فكانت مثارًا لأن يقول المشركون: ما ولَّى محمدًا وأتباعه عن قبلتهم التي كانوا عليها بمكة؛ أي استقبال الكعبة، مع أنه يقول أنه على ملة إبراهيم، ويأبى عن اتباع اليهودية والنصرانية؟ فكيف ترك قبلة إبراهيم واستقبل بيت المقدس؟ وقد علم الله ذلك منهم، فأنبأ رسوله بقولهم، وأتى فيه بهذا الموقع العجيب؛ وهو أن جعله بعد الآيات المشيرة له، وقبل الآيات التي أُنزلت إليه في نسخ استقبال بيت المقدس، والأمر بالتوجه في الصلاة إلى جهة الكعبة، لئلا يكون القرآن الذي فيه الأمر باستقبال الكعبة نازلًا بعد مقالة المشركين ويشمخ بأنوفهم، يقولون: غيَّر محمد قبلته من أجل اعتراضنا عليه، فكان لموضع هذه الآية هنا أفضل تمكن وأوثق ربط، وبهذا يظهر وجه نزولها قبل آية النسخ؛ وهي قوله: ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 144]؛ الآيات؛ لأن مقالة المشركين أو توقعها حاصل قبل نسخ استقبال بيت المقدس، وناشئ عن التنويه بملة إبراهيم والكعبة.



﴿ مَا وَلَّاهُمْ ﴾: ما صرفهم؛ أي: المسلمون، والاستفهام مستعمل في التعريض بالتخطئة، واضطراب العقل، ﴿ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ﴾، التحول من استقبال بيت المقدس إلى استقبال الكعبة بمكة؛ لأن النسخ عند اليهود باطل، فقالوا: الانتقال عن قبلتنا باطل وسفه، فردَّ الله تعالى ذلك عليهم بقوله: ﴿ قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾، وفيها عموم ملك الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ﴾؛ فهو المالك سبحانه وتعالى للجهات يُصرِّف إليها العباد كيف يشاء، ونحن ليس علينا إلا السمع والطاعة، أينما وُجِّهنا توجَّهنا؛ هذا المهم، لا أن تتجه إلى كذا، أو إلى كذا؛ فالسجود لغير الله شرك، وكان بالنسبة للملائكة حين أمرهم الله بالسجود لآدم طاعة، وعبادة، وقتل النفس بغير حق - ولا سيما قتل الولد - من أكبر الكبائر، وحين أمر الله تعالى إبراهيم أن يذبح ابنه كان قربة وعبادة؛ فالاعتبار بطاعة الله سبحانه وتعالى.



﴿ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ ﴾، الطريق الواسع الذي يسهل سلوكه، والمراد به هنا شريعة الله التي شرعها لعباده، ﴿ مُسْتَقِيمٍ ﴾، ففرق بين ما كان هداية، وما كان سفهًا.



وفيه الثناء على هذ الأمة بأنها على الصراط المستقيم.



وفيه أيضًا فضيلة هذه الأمة؛ حيث هداها الله إلى استقبال بيته الذي هو أول بيت وضع للناس؛ وروى الإمام أحمد في مسنده عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ: آمِينَ)).



واعلم أن اليهود يستقبلون بيت المقدس، وليس هذا الاستقبال من أصل دينهم؛ لأن بيت المقدس إنما بُنيَ بعد موسى عليه السلام، بناه سليمان عليه السلام، فلا تجد في أسفار التوراة الخمسة ذكرًا لاستقبال جهة معينة في عبادة الله تعالى والصلاة والدعاء، ولكن سليمان عليه السلام هو الذي سنَّ استقبال بيت المقدس، وأن الله تجلَّى لسليمان وقال له: قد سمعت صلاتك وتضرعك الذي تضرعت به أمامي، وهذا يدل على أن استقبال بيت المقدس شرط في الصلاة في دين اليهود، وقصاراه الدلالة على أن التوجه نحو بيت المقدس بالصلاة والدعاء هيئة فاضلة، فلعل بني إسرائيل التزموه لا سيما بعد خروجهم من بيت المقدس، أو أن أنبياءهم الموجودين بعد خروجهم أمروهم بذلك بوحيٍ من الله.



وأما النصارى، فإنهم لم يقع في إنجيلهم تغيير لما كان عليه اليهود في أمر الاستقبال في الصلاة، ولا تعيين جهة معينة، ولكنهم لما وجدوا الروم يجعلون أبواب هياكلهم مستقبلة لمشرق الشمس بحيث تدخل أشعة الشمس عند طلوعها من باب الهيكل على الصنم صاحب الهيكل الموضوع في منتهى الهيكل - عكسوا ذلك؛ فجعلوا أبواب الكنائس إلى الغرب، وبذلك يكون المذبح إلى الغرب، والمصلون مستقبلين الشرق، وذكر الخفاجي أن بولس الذي أمرهم بذلك، فهذه حالة النصارى في وقت نزول الآية، ثم إن النصارى من العصور الوسطى إلى الآن توسعوا فتركوا استقبال جهة معينة؛ فلذلك تكون كنائسهم مختلفة الاتجاه، وكذلك المذابح المتعددة في الكنيسة الواحدة.



﴿ وَكَذَلِكَ ﴾ كما جعلنا قبلتكم أفضل قبلة، جعلناكم أفضل الأمم، ﴿ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ ووسط كل شيء خياره وأعدله، فمن أجل ذلك صار معنى النفاسة والعزة والخيار من لوازم معنى الوسط عرفًا؛ فأطلقوه على الخيار النفيس؛ كما قال تعالى: ﴿ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴾ [القلم: 28].



والآية ثناء على المسلمين؛ لأن الله قد ادخر لهم الفضل وجعلهم وسطًا بما هيأ لهم من أسبابه في بيان الشريعة بيانًا جعل أذهان أتباعها سالمة من أن تروج عليهم الضلالات، التي راجت على الأمم السالفة؛ قال فخر الدين: يجوز أن يكونوا وسطًا بمعنى أنهم متوسطون في الدين بين المفرط والغالي والمقصر؛ لأنهم لم يغلوا كما غلت النصارى فجعلوا المسيح ابن الله، ولم يقصروا كما قصرت اليهود فبدلوا الكتب واستخفوا بالرسل.



واستدل أهل أصول الفقه بهذه الآية على أن إجماع علماء الأمة المجتهدين حجة شرعية فيما أجمعوا عليه.



﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ﴾، فأهلناكم بذلك للشهادة على الأمم يوم القيامة إذا أنكروا أن رسلهم قد بلغتم رسالات ربهم.



وفيه عدالة هذه الأمة؛ لأن الشاهد قوله مقبول، والمراد بالأمة هنا أمة الإجابة؛ ومن هنا نعرف حذق أهل الفقه؛ حيث قالوا: إن "العدل" من استقام على دين الله؛ يعني: هذه الأمة أمة وسط إذا كانت على دين الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتكون شهيدًا، وتُقبَل شهادتها إذا استقامت على دين الله، وكانت أمة حقيقية، فعليه يُؤخَذ من هذا حدُّ "العدل" أن العدل من استقام على دين الله.



﴿ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾، وأنتم لذلك لا تشهد عليكم الأمم، ولكن يشهد عليكم رسولكم بأنه بلغ البلاغ المبين، وفي هذا من التكريم والإنعام ما الله به عليم.



روى البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ يَا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ شُهُودُكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ؟ فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ؛ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]؛ قَالَ: عَدْلًا ﴿ لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143])).



كما في قوله تعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]، فالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شهيد علينا، يشهد بأننا بُلِّغنا، وأُقيمت علينا الحجة، وما بقي لنا عذر بأيِّ وجه من الوجوه؛ ولهذا لا عذر لأحد بعد أن يتبين له الهدى أن يشاق الله ورسوله؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].



قال ابن عاشور: وقد دلت هذه الآية على التنويه بالشهادة وتشريفها، حتى أظهر العليم بكل شيء أنه لا يُقضَى إلا بعد حصولها، ويُؤخَذ من الآية أن الشاهد شهيد بما حصل له من العلم وإن لم يَشْهَدْهُ المشهود عليه، وأنه يشهد على العلم بالسماع والأدلة القاطعة، وإن لم يَرَ بعينيه أو يسمع بأذنيه، وأن التزكية أصل عظيم في الشهادة، وأن الْمُزَكِّيَ يجب أن يكون أفضل وأعدل من الْمُزَكَّى، وأن الْمُزَكَّى لا يحتاج التزكية، وأن الأمة لا تشهد على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ولهذا كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في حجة الوداع: ((ألا هل بلغت؟ فيقولون: نعم فيقول: اللهم اشهد))، فجعل الله هو الشاهد على تبليغه، وهذا من أدق النكت.



﴿ وَمَا جَعَلْنَا ﴾؛ بمعنى: شرعنا، و"الجعل" يأتي بمعنى الشرع في القرآن الكريم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ ﴾ [المائدة: 103]؛ أي: ما شرع؛ يعني: ما شرعنا القبلة التي كنت عليها - وهي اتجاهك إلى بيت المقدس - إلا لنعلم من يتبع الرسول إذا صرفناك عنها، ممن ينقلب على عقبيه.



﴿ الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ ﴾، المراد بالعلم هنا علم حصول ذلك؛ وهو تعلق علمه بوقوع الشيء الذي عُلِم في الأزل أنه سيقع.



فالمراد علم ظهور، أو علم يترتب عليه الجزاء؛ لأن علم الله الكائن في الأزل لا يترتب عليه الجزاء حتى يُمتحن العبد ويُنظر، أو علم ظهور؛ أي علم بأن الشيء حصل، فيعلمه أنه حاصل، وأما العلم به قبل وقوعه، فهو علم بأنه سيحصل، وفرق بين العلم بالشيء أنه سيحصل، والعلم بأنه قد حصل.



﴿ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ ﴾، فثبت على إيمانه وطاعته وانقياده لله ولرسوله، والرسول هو محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأظهر وصفه في موضع الإضمار تنويهًا بصدقه، وحثًّا على اتباعه؛ إذ مقتضى السياق - لولا ذلك - أن يقال: إلا لنعلم من يتبعه.



﴿ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾ ممن يؤثر فيه نقد السفهاء، فتضطرب نفسه ويجاري السفهاء فيهلك بالردة معهم، وهذا وصف أشد مما لو قال: ممن لم يتبع الرسول؛ لأن الانقلاب على العقب أشد نفورًا، واستنكارًا ممن وقف.



وفيه: أن الله سبحانه وتعالى قد يمتحن العباد بالأحكام الشرعية إيجابًا، أو تحريمًا، أو نسخًا، فمن امتحانه – مثلًا - أن الله حرم الصيد على المحرِم، ثم أرسله على الصحابة وهم محرِمون حتى تناله أيديهم، ورماحهم.



وفيه أن التقدم حقيقة إنما يكون بالإسلام، وأن الرجعية حقيقة إنما تكون بمخالفة الإسلام؛ لقوله تعالى: ﴿ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ﴾، فإن هذا حقيقة الرجوع على غير هدًى؛ لأن الذي ينقلب على عقبيه لا يبصر ما وراءه، فمن قال للمتمسكين بكتاب الله وسنة رسوله رجعيون، قلنا له: بل أنت الرجعي حقيقة؛ لأن الله تعالى سمى مخالفة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انقلابًا على العقب، ولا أبلغ من هذا الرجوع أن الإنسان يرجع على عقبيه رجوعًا أعمى - والعياذ بالله - لا يدري ما وراءه.



﴿ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً ﴾ شاقة شديدة على النفس صعبة لا تُطاق إلا بجهد كبير؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ ﴾ [الأنعام: 35]، وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صاحبي القبر: ((إِنَّهُمَا ليُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ))؛ [البخاري]؛ أي: في أمر شاق عليهما.



﴿ إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ﴾، إلا على الذين هداهم الله إلى معرفته ومعرفة محابه ومكارهه، فهم لذلك لا يجدون أي صعوبة في الانتقال من طاعة إلى طاعة، ومن قبلة إلى قبلة، ما دام ربهم قد أحب ذلك وأمر به.



فالهداية هنا هداية العلم، وهداية التوفيق؛ هداية العلم؛ لأنهم إذا علموا خشوا الله سبحانه وتعالى، ولم يكرهوا شريعته، ولم يكبر ذلك عليهم، ولم يشق، كذلك هداية التوفيق وهي المهمة: إذا وُفِّق العبد للانقياد لله سبحانه وتعالى سهل عليه دينه، وصار أيسر عليه من كل شيء.



وهذا يقع كثيرًا للإنسان؛ تشق عليه بعض الأوامر الشرعية، واجتناب بعض النواهي الشرعية، لكن بتمام الإيمان تزول هذه المشقة، وتكون سهلة، والعلماء اختلفوا: أيهما أفضل رجل يفعل العبادة بمشقة، ويترك المعصية بمشقة، وآخر يفعل العبادة بيسر، ويترك المعصية بيسر؟ قال بعض العلماء: الأول أفضل؛ لأنه مجاهد يجاهد نفسه، فيتعب، وقال آخرون: بل الثاني أفضل؛ لأن العبادة كأنها امتزجت بدمه ولحمه، حتى صارت سجية له، ويسيرة عليه، لا ينشرح صدره إلا بها، والصحيح أن يُقال: أما الذي يفعلها بسهولة ويسر وانقياد، فهذا أكمل حالًا بلا شك؛ لأنه مطمئن بالإيمان، فرِح بالطاعة، أما الثاني، فحاله أدنى، ولكنه يُؤجَر على مجاهدة نفسه على الطاعة، وعلى ترك المعصية، على أن هذا الثاني الذي قلنا: إنه مفضول، وله أجر المشقة ربما يمن الله عز وجل عليه - وهو أكرم الأكرمين - حتى تكون العبادة في نفسه سهلة، ويفعلها بارتياح، وهذا هو معنى قول بعض أهل العلم: "طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله"؛ فالإنسان قد يفعل العبادة في البداية بمشقة، ويكون عنده نوع من التعب في تنفيذها، لكن إذا علم الله من نيته صدق القصد والطلب، يسر الله له الطاعة حتى كانت سجية له.



﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ ﴾؛ يتركه سدًى بدون مجازاة عليه، ﴿ إِيمَانَكُمْ ﴾: صلاتكم التي صليتموها إلى بيت المقدس قبل التحول إلى الكعبة، وهي صلاة قرابة سبعة عشر شهرًا، وكنى عن الصلاة بالإيمان لما كانت صادرة عنه، وهي من شُعبِه العظيمة، وكان ذكر الإيمان أولى من ذكر الصلاة، لئلا يتوهم اندراج صلاة المنافقين إلى بيت المقدس.



روى البخاري عَن الْبَرَاءِ ((أَنَّهُ مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا، فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143])).



وفي سنن الترمذي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ((لَمَّا وُجِّهَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الكَعْبَةِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ بِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ مَاتُوا وَهُمْ يُصَلُّونَ إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ﴾ [البقرة: 143])).



﴿ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ ﴾ تنبيه على عنايته بهم إيقاظًا لهم ليشكروه، ﴿ لَرَؤُوفٌ ﴾ الرأفة أشد الرحمة، ﴿ رَحِيمٌ ﴾ والآية جارية مجرى التعليل لما قبلها؛ أي للطف رأفته وسعة رحمته، نقلكم من شرع إلى شرع أصلح لكم وأنفع في الدين، أو لم يجعل لها مشقة على الذين هداهم، أو لا يضيع إيمان من آمن، وهذا الأخير أظهر.



أو تأكيد لعدم إضاعة إيمانهم، ومنة، وتعليم بأن الحكم المنسوخ إنما يلغي العمل في المستقبل لا في الماضي.








 توقيع : Şøķåŕą
 

 

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-09-2023   #2

 
الصورة الرمزية نور القمر

نور القمر متواجد حالياً

 عضويتي » 751
 انتسابي » Jul 2018
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 8,063,554
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
мч ммѕ ~
MMS ~

نور القمر متواجد حالياً

افتراضي

سلمت أناملك على طرحك القيم
وسلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
تحيتي وتقديري








 توقيع : نور القمر
 





اشكرك ياروحي
علي لاهداء الحلووه
اسعدني كثير والله
واناملك المبدعه يا جميله

 

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-10-2023   #3

 
الصورة الرمزية شيخة الزين

شيخة الزين متواجد حالياً

 عضويتي » 73
 انتسابي » Jul 2017
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 534,336
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
мч ммѕ ~
MMS ~

شيخة الزين متواجد حالياً

افتراضي

الله يعطيك العافيه على الطرح القيم
سلمت يمينك بارك الله فيك








 توقيع : شيخة الزين
 


يعطيك العافيه و تسلم الأيادي
أستاذي ومديري العزيز رهيف
جزيل الشكر والإمتنان


 

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-10-2023   #4

 
الصورة الرمزية فرآشه ملآئكيه

فرآشه ملآئكيه متواجد حالياً

 عضويتي » 922
 انتسابي » Oct 2018
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 659,899
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Palestine
мч ммѕ ~
MMS ~

فرآشه ملآئكيه متواجد حالياً

افتراضي

~`










انتقاءگ جميــل
يعطيگ العافيہ يارب , ع الموضوع ! دمت ودام ابداعگ
ودي








 توقيع : فرآشه ملآئكيه
 

 

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-10-2023   #5

 
الصورة الرمزية نور القمر

نور القمر متواجد حالياً

 عضويتي » 751
 انتسابي » Jul 2018
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 8,063,554
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
мч ммѕ ~
MMS ~

نور القمر متواجد حالياً

افتراضي


يِعَطُيّك العإأآفِيـــةْ ..
عْطائكَ ممُـيزٌورائعَ
بَآقَآتْ مِنْ ألجُورِي
تُعطِر أنفَآسكْ..~~








 توقيع : نور القمر
 





اشكرك ياروحي
علي لاهداء الحلووه
اسعدني كثير والله
واناملك المبدعه يا جميله

 

  رد مع اقتباس
قديم منذ /01-11-2023   #6

 
الصورة الرمزية عٍشُق♡

عٍشُق♡ متواجد حالياً

 عضويتي » 2075
 انتسابي » Jun 2022
 آخر حضور » ()
جنسي  »  Female
آبدآعاتي » 1,458,885
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
мч ммѕ ~
MMS ~

عٍشُق♡ متواجد حالياً

افتراضي

_









جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.








 توقيع : عٍشُق♡
 


رحيل
أمتناني لجمآل تصميمك يا جميلة الروح
يسعدك ربي

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فايرفوكس سيقوم قريبًا بتحذير المستخدم من المواقع التي تم اختراقها رامي كاكا ϟ الكمبيُوتـر والبَــرامج ϟ 20 منذ أسبوع واحد 04:01 PM
لو تكلم الميت معنا.. ماذا سيقول؟ رحيل ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 17 11-23-2022 03:54 PM
تفسير: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم) ضامية الشوق ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 20 07-01-2022 06:09 AM
ويندوز 10 سيقوم تلقائيًا بحجز مساحة من الهارد للتحديثات بنت الشام ϟ الكمبيُوتـر والبَــرامج ϟ 31 05-13-2022 07:46 AM
سيقول الذين أشركوا لو شاء الله... Şøķåŕą ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 28 04-09-2022 10:20 AM

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


الساعة الآن 08:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2024, Trans. By Soft
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع