ولم يكن تورعه مقتصرا على ذاته بل كانت سياسة عامة ، كان يطلب من رجال دولته وعماله أن يكونوا متورعين أشحة على أنفسهم أسخياء على المسلمين ، يعتقد أن الدرهم دم فلا يجوز أن يجري في غير عروقهم ، ولا يرى أن يضيع في الكماليات والشكليات .
طلب منه أحد عماله قراطيس يكتب عليها في مصالح ولايته فأجاب : ” إذا جاءك كتابي هذا فأرق القلم ، واجمع الخط ، واجمع الحوائج الكثيرة في الصحيفة الواحدة ، فإنه لا حاجة للمسلمين في فضل قول أضر ببيت مالهم ، والسلام عليكم ” .
وشكا إليه أحد العمال ما أصاب بيت المال من نقص وخسارة ، لسبب إسقاط الجزية عن الذين كانوا يسلمون – فإنه لا جزية على المسلمين – فأجاب :
” إن الله جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا إلى الإسلام ولم يبعثه جابيا ” .