03-05-2023
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
|
|
03-05-2023
|
#2
|
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة الأموي القرشي (ت:35هـ)
هجرته إلى الحبشة ثم إلى المدينة
لقي عثمان رضي الله عنه أذى من قومه في أوّل الإسلام؛ فصبر على ما أصابه في سبيل الله حتى أذن له النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى الحبشة؛ فهاجر ومعه رقية في جماعة من المسلمين قبل جعفر وأصحابه.
ثمّ عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة بأهله، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أوس بن ثابت النجاري أخو حسان وزيد، ووالد شداد بن أوس وقد استشهد بأحد.
وكان بيت عثمان في وِجَاه بيوت النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال ابن شهاب الزهري: أخبرني عروة، أن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أخبره أن المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه، فقصدت لعثمان حتى خرج إلى الصلاة، قلت: إن لي إليك حاجة، وهي نصيحة لك، قال: (يا أيها المرء أعوذ بالله منك).
فانصرفت، فرجعت إليهم إذ جاء رسول عثمان فأتيته، فقال: ما نصيحتك؟
فقلت: إن الله سبحانه بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، وكنتَ ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فهاجرت الهجرتين، وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورأيت هديه، وقد أكثر الناس في شأن الوليد.
قال: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: لا، ولكن خلص إليَّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها.
قال: (أما بعد، فإنَّ الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق، فكنت ممن استجاب لله ولرسوله، وآمنت بما بعث به، وهاجرت الهجرتين كما قلتَ، وصحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعته، فوالله ما عصيته ولا غششته حتى توفاه الله عز وجل، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلفت، أفليس لي من الحقّ مثل الذي لهم؟
قلت: بلى.
قال: (فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟
أما ما ذكرت من شأن الوليد، فسنأخذ فيه بالحقّ إن شاء الله، ثم دعا علياً، فأمره أن يجلده فجلده ثمانين). رواه أحمد والبخاري.
- وقال بشار بن موسى الخفاف: حدثنا الحسن بن زياد البرجمي إمام مسجد محمد بن واسع، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: خرج عثمان رضي الله عنه مهاجراً إلى أرض الحبشة ومعه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فاحتبس على النبي صلى الله عليه وسلم خبرهم، وكان يخرج يتوكَّف عنهم الخبر؛ فجاءته امرأة فأخبرته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صحبهما الله، إن عثمان أوّل من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط». رواه الطبراني في الكبير، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني.
لكن بشار بن موسى مختلف فيه؛ فكان الإمام أحمد يروي عنه ويثني عليه لقيامه بالسنة، وقال علي بن المديني: ما رأيت ببغداد أصلب بالسنة منه، وقال يحيى بن معين: من الدجالين، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة.
والحسن بن زياد البرجمي مجهول الحال، فالحديث ضعيف الإسناد، قد روي نحوه من حديث زيد بن ثابت، وحديث ابن عباس، ومرسل محمد بن إبراهيم التيمي، لكنها روايات ضعيفة جداً لا تصلح للاعتبار.
مشاهده مع النبي صلى الله عليه وسلم
تجهّز عثمان لشهود بدر مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنّ النبي صلى الله عليه وسلم خلَّفه على ابنته رُقيَّة لما اشتدّ بها مرضها، وضرب له بسهمه، وأخبره أنّ له أجر من شهدها.
وزوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم بأمّ كلثوم بعد رقية فسُمّي ذا النورين.
وشهد عامّة المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا غزوتين فيما ذكر أهل السير لم يشهدهما استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فيهما على المدينة، وهما غزوة ذي أَمَرّ، وغزوة ذات الرقاع على خلاف فيها.
وكان هو سببَ بيعة الرضوان لما أشيع خبر مقتله، وكان النبي صلى الله عليه وسلم أرسله إلى أهل مكة لما حصروهم عن البيت؛ فبايع الصحابةُ وأخذ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال: هذه عن عثمان، فبايع عنه، فكانت بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه منقبة من مناقبه.
- قال عثمان بن موهب عن ابن عمر أنه قال في عذر عثمان لما تغيّب عن بدر وعن بيعة الرضوان: (وأما تغيّبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة)، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا، وسهمه»
وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعزَّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان، وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: «هذه يد عثمان». فضرب بها على يده، فقال: «هذه لعثمان»رواه أحمد والبخاري والترمذي.
علمه وفقهه
كان عثمان رضي الله عنه من علماء الصحابة وقرائهم وفقهائهم وموسريهم، ومن دلائل سعة علمه أمور:
أولها: أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وطالت صحبته له، وصاهره، وجاوره في منزله، وكان من خاصة أصحابه فاستفاد منه علماً غزيراً مباركاً، ثم صحب أبا بكر وعمر وكان من وزرائهما وأعوانهما وخاصتهما، حتى روي أنه هو الذي كتب عهد أبي بكر لعمر بالخلافة؛ فاستفاد من علومهما وهديهما.
وثانيها:أنه قرأ القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع القرآن في عهده، وشهد كثيراً من وقائع التنزيل، فكان من أعلم الناس بالقرآن.
وقد يُسّرت له تلاوة القرآن؛ فكان سريع القراءة، كثير التلاوة، طويل التهجد، حتى روي عنه أنه ربما قرأ القرآن كلّه في ليلة، وله في ذلك أخبار مأثورة.
وثالثها: أنه كان ممن يكتب الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم، بل روي عنه أنه أوّل من خطّ المفصّل.
ورابعها: أنه كان يفصل بين اختلاف القراء في زمان خلافته لما جمع القرآن على رسم واحد، وما كان يتهيّأ له ذلك إلا بعلم وإتقان للقراءة، ومعرفة بما يلزم من علوم القرآن.
وخامسها: أنه كان ممن يُعلّم القرآن، وقد قرأ عليه جماعة من التابعين قبل أن يتولى الخلافة؛ فلما تولى الخلافة شغل بأمر المسلمين، وممن قرأ عليه: المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وزر بن حبيش، وأبو الأسود الدؤلي.
وكان مع كل ذلك يتوقّى الإكثار من رواية الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من الوعيد الشديد لمن قال عليه ما لم يقل؛ فلذلك آثر السلامة.
- قال شعبة، عن سماك بن حرب، قال: سمعت عباد بن زاهر أبا رُوَاع، قال: سمعت عثمان يخطب، فقال: (إنا والله قد صحبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر والحضر، فكان يعود مرضانا، ويتبع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناساً يعلموني به، عسى أن لا يكون أحدهم رآه قط). رواه أحمد في المسند.
- وقال عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت عثمان بن عفان، يقول: ما يمنعني أن أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون أوعى أصحابه عنه، ولكني أشهد لَسَمِعْتُه يقول: « من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار». رواه أحمد في المسند، والبخاري في التاريخ الكبير، والبزار في مسنده.
- قال محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: لما قدم المصريون دخلوا على عثمان رضي الله عنه؛ فضرب ضربة على يده بالسيف، فقطر من دم يده على المصحف وهو بين يديه يقرأ فيه على {فسيكفيكهم الله}
قال: وشدَّ يده وقال: «إنها لأول يد خطَّت المفصل»). رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
- وقال ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: (لما ضَرب الرَّجلُ يدَ عثمان قال: «إنها لأول يد خطت المفصل»). رواه الطبراني وابن أبي عاصم.
- وقال عبد الرحمن بن عثمان التيمي: « قمت خلف المقام وأنا أريد أن لا يغلبني عليه أحد تلك الليلة، فإذا رجلٌ يغمزني فلم ألتفت، ثم غمزني فنظرت، فإذا [هو أمير المؤمنين] عثمان بن عفان فتنحيت، فتقدَّم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف» رواه ابن سعد، وعبد الرزاق والشافعي والدارقطني وغيرهم من طرق متعددة عن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي، وهو ابن أخي طلحة بن عبيد الله، أسلم يوم الفتح وهو في عداد الصحابة رضي الله عنهم.
- وقال يوسف بن يعقوب الماجشون: سمعت ابن شهاب يقول: (لو هلك عثمان بن عفان وزيد بن ثابت في بعض الزمان لهلك علم الفرائض إلى يوم القيامة، ولقد جاء على الناس زمان وما يعلمها غيرهما). رواه أحمد في فضائل الصحابة، والدارمي في سننه، والبيهقي في السنن الكبرى.
- وقال معاذ بن معاذ العنبري، عن ابن عون، عن محمد بن سيرين قال: (كانوا يرون أن أعلم الناس بالمناسك عثمان بن عفان، وبعده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما). رواه ابن أبي شيبة، والبيهقي في المدخل إلى السنن.
ورواه ابن سعد من طريق سليم بن أخضر البصري عن ابن عون به.
خشيته وبكاؤه
- قال القاضي هشام بن يوسف الصنعاني: حدثني عبد الله بن بحير القاصّ، عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى، حتى يبلّ لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا؟
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (( القبر أول منازل الآخرة، فإن ينج منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه، فما بعده أشد منه)).
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما رأيتُ منظراً قطّ إلا والقبر أفظع منه)). رواه البخاري في التاريخ الكبير، وعبد الله بن الإمام أحمد في مسند أبيه، وابن ماجه، والحاكم في المستدرك.
زهده وتواضعه
- قال أبو جعفر الرازي، عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، قال: «رأيت عثمان قائلاً في المسجد في ملحفة، ليس حوله أحد، وهو أمير المؤمنين». رواه أحمد في فضائل الصحابة، وأبو نعيم في الحلية.
- وقال ثابت بن يزيد الأحول، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي أنَّ عبداً للمغيرة بن شعبة تزوج، فدعا نفراً وعثمان بن عفان، فلما جاء وسّع له وقيل: أمير المؤمنين، فأخذ بسجفي الباب وقال: «إني صائم، ولكني أحببت أن أجيب الدعوة، وأدعو بالبركة». رواه عمر بن شبة في تاريخ المدينة.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-05-2023
|
#3
|
بارك الله فيك على الطرح القيم
جزاك ربك خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
دمت بحفظ الرحمن
سمأأأأأرا
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-05-2023
|
#4
|
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-06-2023
|
#5
|
_
جَزاك الله جنّةٌ عَرضهَا السموَاتِ والأَرض
وَ لا حَرمك الأجر يَارب.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
03-06-2023
|
#6
|
كل الشكر وكل التقدير
لحضرتك
على روعة ما قدمت لنـــا
من موضوع اكثر من رائع
اللهم اكرمك وأسعدك وبارك فيك
ربنا يجعل كل ما تقدمونه
في موازين حسناتكم
ويجازيك عنا خير الجــزاء
يااااااااااااااااارب
لك كل تحياتى وتقديرى وحبى
الدكتــور علــى
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:41 PM
| | | | | |