رخّص الله -سبحانه وتعالى- للمُسافر رخصاً عديدةً، ومنها ما هو مُختصٌّ بالصَّلاة؛ حيث يُسنُّ للمُسافر أن يَقصُر الصّلاة الرُّباعية فيُصلّيها ركعتين بدلاً من أربعِ ركعات،[١] وبناءً على ذلك، يُصلّي المُسافر صلاة الظُّهر، والعَصر، والعشاء ركعتين فقط ما دام مسافراً، ويُصلِّي المغرب ثلاث ركعات في السَّفر وثلاث في الحضر؛ لأنَّ صلاة المغرب لا تُقصر، ويُصلِّي صلاة الفجر ركعتين في السَّفر كما يُصلِّيها في الحضر.[٢] ويُسنُّ أيضاً للمسافر بالإضافة للقصر؛ أن يجمع بين الصَّلوات المفروضة إذا جدَّ به السّير، وإن نزل في بلدٍ أو مكانٍ ما فيجمع على حسب الحاجة، بحيث يجمع بين صلاة الظُّهر والعصر، وبين صلاة المغرب والعشاء في وقت أحد هذه الصَّلوات، على أن يكون أداء الصَّلاة المجموعة مُرتَّباً؛ فيبدأ بالظُّهر ثم العصر عند جمعهما، سواءً كان الجمع تقديماً في وقت الظُّهر أو تأخيراً في وقت العصر، كما يبدأ بأداء صلاة المغرب قبل العشاء سواءً كان ذلك جمعُ تقديمٍ في وقت المَغرب، أو جمع تأخيٍر في وقت العشاء.[٣][٤] كما أنّ له الاختيار بين جَمع التَّقديم والتَّأخير في حال نزوله، أمَّا إن كان سائراً؛ فيُسنُّ إذا غابت الشَّمس قبل رحيله أن يَجمع بين صلاة المغرب والعشاء جمعَ تقديم -أي في وقت صلاة المغرب-، أمَّا إن رحل قبل غياب الشّمس فيَجمع بين المغرب والعشاء جَمع تأخير -أي في وقت صلاة العشاء-، كذلك إذا زالت الشَّمس قبل أن يرحل فيَجمع بين الظُّهر والعصر جمع تقديم، أمَّا إن بدأ بالسَّير قبل زوال الشَّمس يجمع بينهما جمعَ تأخير.[٣][٤]