الفتنةُ نائمةٌ، ملعونٌ مَنْ أيقظَها،
وهى دوماً، سيئةُ الوقعِ، خطيرةُ الأثرِ،
ما أصابتْ أمةً إلا أنهكتها، وربما أهلكتها.
والمنافقون الضعيفةُ نفوسُهم، المتدنيةُ أخلاقُهم،
هم صُناعُ الفتنِ، فالخديعةُ أساسُ جميعِ الفتنِ،
ما ظهرَ منها وما بطن.
لماذا ذُكِرَ العنكبوتُ فى الْقُرْآنِ الكريمِ،
بصيغةِ الأنثى، رغمَ أنَّه ذكرٌ ؟ تقولُ الآيةُ :
«مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ
كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ..».
والعنكبوتُ مذكرٌ، نقولُ : هَذَا عنكبوتٌ،
فَلِمَ جاءَ الْقُرْآنُ الكريمُ، بتاءِ التأنيثِ،
مع كلمةِ العنكبوتِ، وقالَ : اتَّخَذَتْ؟!
حاولَ المُشككون اللعبَ فى هَذَا الأمرِ،
مُدَّعينَ وجودَ خطأٍّ لُغويٍّ فى كِتَابِ اللهِ،
وهَذَا مُحالٌ يقيناً..
ويشاءُ الخالقُ العظيمُ، أنْ يتركَ لنا معجزةً،
لتكونَ حُجةً راسخةً، تزيدُنا يقيناً،
وتزيدُ الكافرين، ذِلةً ومهانةً، فجاءَ العلمُ
الحديثُ، ليُثبتَ، بما لا يدعُ مجالاً للشكِ،
أنَّ أنثى العنكبوتِ، هى الوحيدةُ القادرةُ
على بناءِ البَيتِ، والشبكةِ العنكبوتيةِ،
أما ذكرُ العنكبوتِ، فلا حيلةَ، ولا قدرةَ،
ولا قيمةَ له، نهائياً، فلو كانَ اللهُ،
سُبْحَانَهُ وتعالى، قالَ:
كمثلِ العنكبوتِ اتَّخَذَ بيتاً، لكانتِ الآيةُ خاطئةً،
علمياً وبيولوجياً.
ثم تقومُ أُنثى العنكبوتِ، بقتلِ الذكرِ،
بعدَ أنْ تُنجبَ الأبناءَ،
وتُلقيه خارجَ البيتِ !
وبعدَ أنْ يكبُرَ الأبناءُ،
يقومون بقتلِ اﻷمِ،
وإلقائِها خارجَ المنزلِ أيضاً !
بيتٌ عجيبٌ وغريبٌ ،
من أسوأِ البيوتِ، بل أسوأُ البيوتِ،
على اﻹطلاقِ،
ولذا كانَ الوصفُ الرائعُ:
«وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ
لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون»..
كانَ الناسُ يعلمون مدى الوهنِ،
فى البيتِ الحسيِّ للعنكبوتِ، لكنَّهم
لم يدركوا الوهنَ المعنويَّ، إلا فى هَذَا العصرِ،
ولذلكَ : لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون..
ومع ذلكَ يُسمى اللهُ تعالى،
سورةً كاملةً، باسم هَذِهِ الحشرةِ،
سيئةِ السُمعةِ، ويتكلمُ عنها فى آيةٍ،
فيما السورةُ كُلُّها تتحدثُ، من أولِها
لآخرِها عن الفتنِ ؟
فما علاقةُ الفتنِ بالعنكبوتِ ؟
الجوابُ :
إنَّ تداخُلَ الفتنِ، يُشبهُ خيوطَ العنكبوتِ،
فالفتنُ متشابكةٌ ومتداخلةٌ، وخادعةٌ
، فلا يستطيعُ المرءُ، أنَّ يُميزَ بينَها،
وهى كثيرةٌ ومعقدةٌ، لكنَّها رغمَ ذلكَ،
هشةٌ وضعيفةٌ،
فقط إذا استعنتَ باللهِ..
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتور علــى