{ ذكـــريـــات كمســيل الدّمـــوع }
فرغت علبة المناديل من كثرة استعمالها
اشتريتها صباحا ممتلئة بالمناديل البيضاء النقيّة
لكن هاهي بعد ساعات تلوّثت بدموعي الطّاهرة
لا أدري كيف تلوّثت بالطّهارة
لكنّ الشّيء الّذي أنا متأكّد منه أنها رغم كثرتها إلّا أنّ بحر دموعي لم يجف
فكيف يجفّ بينما مطر الذّكريات ما زال منهطرا بكلّ قسوة
جاعلا منّي أشعر بإحساس الضّحيّة الّتي قتلت على يدي صاحبها
*************
تذكّرتها حينما أخبرتني عن كلام أحزنها
" كيف هو شعور العنكبوت الّتي قتلت على يديك بعدما ظنّتك طيلة عمرها جارها في السّكن؟ "
سألتني عن شعور العنكبوت
لكنّي لم أعرف الإجابة في ذاك الوقت
بخلاف يومي هذا
فقد عرفتها وحفظتها عن ظهر قلب
**********
ذكرى ثانية زارتني لتجعلني أغوص في بحر أحزاني
عذرا, إنّه ليس بحرا كما سبق وقلت
بل هو محيط ضخم
ماءه دموعي كائناته ذكرياتي أمّا أمواجه فهي شهقاتي
كنّا نتمشّى تحت قطرات المطر الّتي لا تصلنا بسبب مظلّتي السّوداء
رفضت استعمال مظلّتها بعذر أنّ مظلّتي تكفي وتجعل من إمساك كلينا لها شعورا مرهفا مليئا بالدّفئ
سألتني حينها سؤال فاجأني
" ما هو شهور المحبّ عند فقدان حبيبته؟ "
أجبتها حين ذاك بعدم اهتمام كبير للموضوع
" ربّما حزن أو رغبة في عدم رؤية أحد "
حزن؟ رغبة في عدم رؤية أحد؟
أحقّا كنت بتلك البلاهة لأظنّ ذالك؟
الأمر ليس بتلك البساطة
إنّها مسألة فقدان عزيز
فقدان حبيب
فقدان قلب مليء بالأحاسيس
**********
مازالت قطرات الذّكريات تنهطر
ومازلت أنا أغرق عميقا عميقا
يبدوا أنّني لم ولن أصل لقاع محيط أحزاني الآن
مسافة طويلة مازالت تنتظرني
فأصل لمرحلة اللّا شعور
وطبعا ستقابل رحلتي هذه تلك الذّكريات الّتي كنت أظنّها جميلة لأتفاجئ بخيانتها لي وجعلي ضحيّة لها
وطبعا أنا مستسلم كلّ الاستسلام
وما زلت أسبح من التيّار
لحظة من فضلكم
ما الّذي أنا بفاعل؟
هل أغرق أم أسبح؟
ما هذا التّناقض الغريب؟
لحظة أخرى
آسف على الخطئ مجدّدا
إنّ هذا ليس تناقضا
فكلتا الحالتين تجعلاني أصل للقاع بسرعة
صدق المثل الّذي قال:
" كلّ الطّرق تؤدّي إلى روما "
************