أرسلَ قيصرُ الرومِ، إلى معاويةَ بنِ أبي سُفيانَ،
وقالَ له : عَلِمْنا بما وقعَ بينَكم ،
وبينَ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ،
وإنَّا لنرى أنَّكُم أحقُ منه بالخلافةِ، فلو أمرتني،
أرسلت ُلكَ جيشاً، يأتون إليكَ، برأسِ عليٍّ .
فردَّ معاويةُ : من معاويةَ إلى هرقل،
أخَوانِ تشاجرا، فما بالُك تدخلُ فيما بينَهما،
إنْ لم تخرسْ، أرسلتُ إليكَ بجيشٍ،
أولُه عندَك، وآخرُه عندي،
يأتونني برأسِك ، أقدمُه لعليٍّ ..
أرسلَ خالدٌ بنُ الوليدِ، رسالةً إلى كسرى ،
وقالَ:أسلمْ، تسلمْ، وإلا جئتُك برجالٍ يُحبون الموتَ،
كما تُحبون أنتم الحياةَ.
فلما قرأَ كسرى الرسالةَ،
أرسلَ إلى ملكِ الصين، يطلبُ المَددَ والنجدة
فردَ عليه ملكُ الصينِ قائلاً: ياكسرى،
لاقوةَ ليَّ بقومٍ،
لو أرادوا خلعَ الجبالِ، لخلعوها !!
قالَ العالمُ الفيزيائيُّ الفرنسيُّ، بيير كوري :
لو لم تحرقْ كُتُبُ المسلمين،
لكُنا نتجولُ اليومَ بينَ المجراتِ !!
في العهدِ العثمانيِّ ،
كانَ على أبوابِ المنازلِ، مطرقتان،
إحداهُما صغيرةٌ ، والأُخرى كبيرةٌ ،
فحينَ تُطرَقُ الكبيرةُ، يُفهَمُ أنَّ بالباب رجلاً،
فيذهبُ رجلُ البيتِ، ويَفتحُ البابَ،
وحينَ تُطرَقُ الصغيرةُ، يُعرفُ أنَّها امرأةٌ،
فتذهبُ سيدةُ المنزلِ ، وتَفتحُ البابَ .
وكانَ يُعَلَقُ على بابِ المنزلِ،
الذي به مريضٌ، وردٌ أحمرُ، ليعلمَ الناسُ،
أنَّ بداخلِه مريضاً،
فلا يُصدِرون أصواتاً عاليةً ..
في ليلةِ معركةِ حطين،
التي استعادَ بها المسلمون، بيتَ المقدسِ،
وهُزِمَ فيها الصليبيون،
كانَ القائدُ صلاحُ الدينِ الأيوبيُّ،
يتفقدُ خيامَ الجنودِ، فيسمعُ هَذِهِ الخيمةَ،
أهلُها قيامٌ يُصَلون، وهَذِهِ أهلُها يذكرون،
وتلكَ يقرأون القُرآنَ، حتى مرَّ بخيمةٍ،
كانَ أهلُها نائمين،
فقالَ لِمَنْ معه: مِن هَذِهِ الخيمةِ سنؤتى !!
أي من هَذِهِ الخيمةِ ، ستأتينا الهزيمةُ .
قالَ أبو عبيدةَ بنِ الجراحِ،
مواسياً عُمرَ بنَ الخطابِ، رضي اللهُ عنهما:
هوِّنْ عليك! فما هي إلا دنيا،
أيامٌ ونَمْضِي، فلا تحزنْ، فكُلُّ ما فيها مُتعِبٌ،
وكُلُّ مَنْ فيها مُتعَبٌ ، الحَمدُ للّهِ أنَّها ليسَتْ دَارَنا،
ولا دِيارَنَا، وأنَّ المُستقرَ بجوارِ رَبِّ العَالمين،
الحمدُ للهِ أنَّها دُنيا وسَتنقضى،
وعسَانا فى الجنةِ، نأنَسُ ويُؤنَسُ بنا،
لبَّيكَ إنَّ العيشَ عيشُ الآخرة ..
وهكذا كانَ يقولُ عمرُ :
نحْنُ قَوْمٌ اعْزِنا اللَّهُ بِالْإِسْلَام،
فَإِن ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ اذْلَّنَا اللَّه ..
قالوا: ما أشدَّ المحنةَ .
قالَ: ما أعظمَ الأجرَ !
قالوا: كادَ الأملُ أنْ ينفذَ .
قالَ: أوشكَ الفرَجُ أن يأتيَّ !
قالوا : أوَ كُلما كلمناك بشئٍّ ،
كلمتنا بنقيضه ؟!
قالَ : كذلكَ قالَ اللهُ من قبلُ :
«وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا
وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ..»
أحسنوا الظنَ باللهِ ..
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضـان كريــم
الدكتور علـــــى
عضويتي 
من وحى القلم ... أخَوانِ تشاجرا ( 23 )
العرض العادي
