|
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~ | |
|
|
۩ قِصص القُرآن الكرِيم ۩ نُحلّق أروَاحنا عَبر صَفحات كِتاب الله لِنرتَشف أعذَب القِصص . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
قصة: كبرياء
قصة: كبرياء
قام من كرسيِّه واقفًا، أخذ نفسًا عميقًا ثم زفر بعدها مستنكرًا ما آلت إليه الأمور بعد وفاة عمِّه؛ إذ أصبح مجرد موظف عادي مثله مثل بقية الموظفين في الشركة، أما زبيدة، التي عرفها في طفولته، كان يلاحقها بنظراته الساخرة كلما مرَّت بجواره، هي اليوم مديرته في العمل. خرج من مكتبه متوجهًا إلى مكتبها، وفي يده ورقة الاستقالة، وطوفانُ الكبرياء يجرِف بروحه، وصورة الماضي تلاحقه؛ حين كان يرافق ابنة عمه عمدة البلدة، فيشير إلى زبيدة، قائلًا: انظري إلى الغجرية ابنة الفلاح، تبدو كنعجة من نعاجه في زريبة الحقل ...! فتضحك ابنة عمه. وقف لبُرهةٍ في ممرات الرواق بالشركة، تنفس ببطء، ثم دخل غرفة مكتبها رفقة الموظفين لتهنئتها بمنصب الإدارة، لمحها من خلف الموظفين الذين تقدموا قبله لتهنئتها، فقال مع نفسه: ها هي زبيدة تبدو مختلفة في شكلها، لكنها كما كانت بالأمس شامخة، تبتسم في كبرياء، تجلس على الكرسي مستقيمة كملكة، تُوقِّع الأوراق من دون رفع نظرها والتحديق بحامليها من الموظفين، تكفيها نظرة واحدة لملامحهم، ثم توقع وتسلمهم تلك المِلَفات، وتأمرهم بالانصراف بنبرة سيدة واثقة من نفسها، مع ابتسامة خفيفة تضيء ملامح وجهها. آهِ لو تعلم ابنة عمي أن شهرة والدها لم تنفعنا بعد وفاته! أسكتتْ حديثَه مع نفسه كلماتُ التهنئة من الموظفين لزبيدة، وتعقيبها لهم بالشكر. عضَّ شفته السفلى، وهو صامت في حضرتها، وسؤال يدور في خَلَدِه: لمَ هي؟ أجل لمَ هي من تكون مديرة الشركة؟ ولمَ هو مجرد موظف تحت إمرتها؟ لا يليق به أن يكون مجرد رجلٍ يعمل في شركة تديرها مَن كان يسخَر منها في طفولته! وماذا لو علمتْ أن ابنة عمي قد تركتني وفضَّلت الزواج برجلٍ غنيٍّ، وأنا بقيت وحدي بين جدران غرفة مكتبٍ قديمٍ، وأرواقٍ تتراكم عليَّ كل يوم؟ ستسخر مني، أجل، ستسخر مني ... وستقول: إن ابنة عمك التي كنتَ وإيَّاها تُقهقهان بالأمس عليَّ، اليوم سافرتْ بعيدًا متزوجة برجل غيرك ... وأنت - أيها المسكين - مجرد موظفٍ بسيط تعبث به الرياح، كما فعلت مع عمه، قبل أن يصاب بجلطة بسبب اكتشاف الآخرين ألاعيبه. وقف مكانه بعد ذهاب الجميع، ابتلع ريقه بعُسْرٍ، محاوِلًا النطق بكلمةٍ للتهنئة، فسبقته قائلة وهي تحدق بالورقة التي يضغط عليها بقوة بأصابعه. • لا أراك قد تغيرتَ يا ابن أخ العمدة السابق ... شعر بمكر بين ثنايا كلامها الذي بدت له فيه أنها تصطاد كبرياءه، فوضع يده التي يمسك بها الورقة خلف ظهره، ثم قال: • أما أنتِ يا زبيدة فقد تغيرتِ كثيرًا ... حدقت به بنظرات ثاقبة، ثم قالت: • الكل يتغير في هذا العالم يا ... ذكِّرني باسمك ... صُعق حين طلبت منه أن يذكِّرها باسمه، أهي تتذكره ولا تتذكر اسمه، كيف؟! يا لها من ماكرة! قالها في نفسه، فأعقبت: • لا تفكر طويلًا، فأنا لا أذكر اسمك من كثرة المتنمرين الذين قابلتهم ... من العادي جدًّا ألَّا يتذكر الإنسان أمثالهم، ففي الحياة هناك كُثُر يعتقدون أنهم الأفضل، والبقية لن يكون لهم نصيب في الحياة ... وكما ترى فإن الأمر ليس كذلك ... وقف صامتًا يحدق بها، أحس في نفسه بالمهانة من أفعاله الصبيانية الطائشة السابقة، تمنى لو يقول لها: إن تصرفات الصِّبا قد مرَّ عليها زمن، وعليها أن تتناساها كما تناست اسمه، ويعتذر ... لكنه لم يجد كلمات الاعتذار المناسبة في قاموسه، فأطبق صمتًا، تنهشُ نيران الكبرياء أعماقه. فقالت له مع ابتسامة: • حقًّا لا أذكر اسمك، ربما أصبحت ذاكرتي ضعيفة بسبب نيلي شهادة الدكتوراه مؤخرًا في فرنسا. • أنتِ حاصلة على دكتوراه يا زبيدة؟! قالها بفمٍ فارهٍ، وعيناه تدوران كالمغشيِّ عليه، فهو يذكر أن والدها كان فقيرًا، فمن أين لها بتلك الأموال لتصل فرنسا؟ قرأت ملامح وجهه فقالت: • ماذا كنت تظن حين غادرت البلدة؟ أكنت تظن أني تزوجت بغنيٍّ مثل ابنة عمك؟ ظلَّ في مكانه صامتًا يفكر فيما قالته، فأعقبت: • لقد ذهبت في بعثة دراسية، ولكن لمَ أنت مستغرب؟ رمى بنظره نحو النافذة الصغيرة بالمكتب، فكر مليًّا في لحظات العمر الماضية والحاضرة، حاول قنص جواب من شجيرات الليمون والتفاح، واللوز والزيتون المغروسة في حديقة الشركة، التي تذكره بحقل والدها، والمسلك الذي كان يعبر عليه مع ابنة عمه ذهابًا وإيابًا للمدرسة، وهما يسخران منها، لكنه لم يجد جوابًا لسؤالها، فأظهر ورقة الاستقالة يتفرس بها، فقالت له متسائلة: • ما تلك الورقة في يدك يا ... • جميل، اسمي جميل يا سيدتي ... وهذه الورقة تخص أعمالًا قديمة، سأحدث رئيس قسم الحسابات عنها ... قالها بتلعثم، ثم استأذن وعاد إلى مكتبه، وهو يُلَمْلِمُ كبرياءه ويكمش الورقة بيديه.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-15-2023 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
طرحَ عَذب ..!!
أختيآر أنيق وحضور صآخب سلة من الوردَ وآنحناءة شكر لسموك | |
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|