تأملوا معي قوله تعالى: (سَـابِقُــوا...)
هذا أمر منه سبحانه للمؤمنين بالمسابقة والإسراع..
فالتسابق والمسابقة والسباق هنا ليس لكسب اللهو واللعب والتفاخر والتكاثر؛ إنما السباق إلى هدف يعلو وأفق يسمو ليوصل العبد إلى ذلك المُلك العريض:
( جَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )
نعم هو سباق؛
بكل ما في طاقة الإنسان، يتدرب عليه ويبذل طاقتة بأقصى ما لديه من جهد، وفي أثناء السباق يضع المتسابق أمام عينيه أمران:
الخير القريب جدا منه، وكذلك الشر القريب منه،
ولهذا كان أمر الله تعالى للمؤمنين: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ...)،
فهذا هو الخير القريب للعبد، دلَّنا عليه الله برحمته، وحثَّنا على المبادرة والإسراع إلى الخيرات، وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرة،
من التوبة النصوح، والاستغفار النافع، والبعد عن الذنوب ومظانّها، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح، والحرص على ما يرضي الله على الدوام
فالحرص على ما يرضي الله تعالى على الدوام يوجب التسابق، والتسابق والسباق إلى المغفرة والجنات أدعى إلى ملازمة الحرص على مرضات الله تعالى.