تستمر وتبقى وتتعدد صورها هذه الأيام.. الصدقة الجارية.. «عطاء» لا ينقطع(1)

من أعظم العبادات لله سبحانه وتعالى إخراج الصدقات، وقد ذُكر فضلها في القرآن والسنة، والصدقة الجارية مددها بالخير والعطاء يسرى في حياة الإنسان وبعد مماته، فهي زكاة للنفوس، وتطهير للقلوب، لك أن تتخيل أن يظل عداد حسناتك يعمل حتى يوم القيامة، وربما الصدقة الجارية التي فعلتها لمرة واحدة في حياتك كانت المنجية لك من النار، ولم لا وهي التي تطفئ غضب الرب وتقي الإنسان ميتة السوء كما قال رسولنا الكريم، صور الصدقات الجارية متعددة في حياتنا المعاصرة فلم تعد تقتصر على سقي الماء وغرس الأشجار، بل أصبحت تشمل أوجهًا كثيرة، كما يوضح لنا ذلك علماء الدين والاجتماع أهمية الصدقات الجارية للمتصدق والمجتمع ككل.

الدكتور علوى أمين خليل أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يفرق بين الزكاة والصدقة فيقول: إن الزكاة فرض ولها ثمانية مصارف، والتى ذكرت فى سورة التوبة منها المؤلفة قلوبهم وفك الرقاب وابن السبيل، هؤلاء لم يعد لهم وجود فى الوقت الحالي، أما المسكين والفقير والغارمون والعاملون عليها وفى سبيل الله فئات لا تزال موجودة بيننا، ولو نظرنا إلى ابن السبيل فى حياتنا المعاصرة سنجد يندرج تحتها أكثر من مصرف كالمشروعات القومية، وإنشاء الطرق، وبناء المساكن، والمستشفيات. ويوضح الدكتور خليل أن الصدقات الجارية هى الشيء الزائد على الزكاة، ورغم أنها سُنة لكن ترفع إلى درجة الوجوب، خاصة فى ظل الظروف الصعبة التى يعانى منها الناس، وفى الحديث الشريف قال رسول الله «صلى الله عليه وسلم» إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».

فالصدقة الجارية هى كل ما يستمر ويبقى بعد حياة الإنسان، وتتعدد صورها خاصة فى هذه الأيام، فمن يريد إعانة شخص على مواجهة الحياة، يساعده فى فتح مشروع يكسب منه قوت يومه؛ لينفق منه على أسرته بما يحقق الاستدامة، لكن إذا ساعدته بوجبة أو بمبلغ مالي، فهذه مساعدة مؤقتة وسرعان ما تزول، كذلك المساهمة فى تزويج الشباب والإعانة على فتح بيت مسلم، ولأن الصدقة الجارية لها أهمية عظيمة، فقد أخذت بعض دول أوروبا فكرتها وطبقوهها لديهم فى الإنفاق على الأبنية التعليمية، كما حدث فى جامعتى هارفارد والسوربون، والتى أسهم بعض المعنيين بالإنفاق عليهما، وواصل خليل قوله إن المشروعات القومية التى تخدم الوطن وتحقق استقراره يجوز إخراج الصدقة الجارية له كصندوق تحيا مصر فمن خلاله يبنى الوطن، أيضا من صورها التبرعات بالدم والأعضاء لإنقاذ حياة شخص رغم أنها مسألة خلافية، لكن ما دام الجزء الذى يتم التبرع به دون مقابل فلا بأس. ويلفت علوى إلى ضرورة الاستمرارية فى إخراج الصدقات فالدائم القليل أفضل من المتقطع الكثير، وكل على قدر طاقته، فـ «لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها..»، لكن تحت أى ظرف لا يتوقف الإنسان عن إخراج الصدقات ولا يستصغرها، فكما قال أجدادنا «قلل من النذر وأوف». ويستطرد أن على المتصدق البحث عن الأقربين بداية من الجار الذى يعانى ظروفا صعبة مع مراعاة عدم إحراجه، فنعطيها له فى صورة هدية، لكن النية تكون على أنها صدقة -مرورًا بالبحث عن الأقارب الفقراء- مشددًا على تجنب المتسولين ومن يسألون الناس الحافًا وهم كُثر؛ فعطيتك تمثل معاونة لهم على الفساد لأنها أصبحت مهنة، مشيرًا أن على الشخص المسارعة فى عمل صدقة جارية له قبل انقضاء الأجل ولا ينتظر أحدًا يقوم بهذه المهمة بعد وفاته فحدوث ذلك غير مضمون، حتى ينال ثوابا
عظيما فى حياته وبعد مماته.
لكـم تحياتى وتقديرى
و
عيدكـم سعيد مبـارك
الدكتــور علـى

غـرام الشوق ,حاء معجبون بهذا

جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك

سلمت يمينك..
طرح فاائق الجمال ..والروعه
تحياتي لك..

جزاك المولى خير الجزاء ونفع بك
وألبسك لباس التقوى والغفران
وجعلك ممن يظلهم الله في يوم لا ظل إلا ظله
وعمر الله قلبك بالإيمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية
تحيتي لك

_


جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المولى الجنّة ونعيمها

شكراً لك
بإنتظار الجديد القادم
دمت بكل خير