عندما نظرت الى المرآة لم تصدق عينيها
فمدت يدها لتمسح تلك المرآة
لعلها تحمل على صدرها بعض الأتربة أو قد أصابعا التلف
لكن يدها عادت تحمل الخيبة لتخبرها أن المرآة سليمة وفى حالة جيدة
وأن وجهها هو الذى نالت منه عوامل الزمن
الذى حفر على وجنتيها أخاديد ورسم التجاعيد
ابتسمت إبتسامة باهتة وخلعت وشاحها ليتدلَّى من رأسها شعرها الأبيض
الذى ينزلق على صدر صلعتها مُعلناً رحيل الشباب ودنو الأجل و إقتراب موعد الرحيل
ترقرقت عينيها الذابلتين وسقطت منهمادمعة ساخنة
شقَّت أخدوداً على وجنتيها ألماً وحزناً من قسوة الزمن
الذى عبث بشبابها الجميل
وحزناً على أجمل سنوات عمرها التى ذهبت ولن تعود
وتنهدت تنهيدة زفيرها يكاد يحرق الصدر والشفاة
وقالت فى قرارة نفسها .. الآن أصبحت إمرأة غير مرغوبة
ولم يعد لها أي قيمة ..
ولن يلتفت اليها أي رجل .. ولن يشعر بوجودها أحد
وأصبحتُ ثقيلة على الأرض التى تقلًّنى والسماء التى تظلِّنى
مجرد عجوز تتعثَّر في ثياب ذكرياتها
ثم أمسكت المرآة بكلتا يديها وقذفتها على الأرض بعنف ..
وهى فى تلك الحالة السيئة قطع حبل أفكارها نداء إبنها عليها…
لكنها أبت الصمت ولم ترد.. بحث عنها في كل أرجاء البيت تلهفاً لرؤيتها
وعندما رآها اقترب منها.. وجسى على ركبتيه ..يمسح بيديه الدمع الذى ملأ عينيها
تابعته بنظرها … ثم انحنت لتجمع أشلاء مرآتها المكسورة
لترى أن تلك الصورة المشوهة هى أجمل صور حياتها
التى رأت فيها جمالها الخفي الذي لم تكن تراة من قبل
وأدركتْ أن لكل زمان جمالهُ…وأنها الآن ليست سوى ملكة متربعة على عرش جمال هذا الزمان..!
بقلم
2:41 PM بتوقيت القاهرة
الخميس 10 مايو 2018
2 أعضاء قالوا شكراً لـ الجوكر على المشاركة المفيدة: