شتّان ما بين هجومي ليفربول وتوتنهام، خلال لقاء الفريقين يوم السبت في افتتاح الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي، الذي انتهى بفوز الفريق الأحمر 2-1، ليحافظ على صدارة المسابقة بـ5 انتصارات متتالية.
ففي الوقت الذي ظهر الخط الأمامي الخاص بليفربول نشيطا، بوجود الثلاثي ماني وصلاح وفيرمينو، ومن خلفهم الديناميكي نابي كيتا، بدا هجوم توتنهام في حال يرثى لها، نتيجة الإرهاق الذي يمر به هاري كين، وغياب ديلي آلي وسون هيونج مين، الذي دخل تشكيلة الفريق في الشوط الثاني.
كثرت الكرات المقطوعة في منتصف الملعب من كلا الفريقين، وغابت الهجمات المنظّمة المعتمدة على الصبر في التنفيذ والتخطيط، ورغم ذلك فإن وتيرة المباراة كانت سريعة وعالية، بسبب قدرة كل منهما وخصوصا ليفربول، على تنفيذ الهجمات المرتدّة الخاطفة.
اعتمد مدرب ليفربول على خطّته المعتاد 4-3-3، مستعينا بتشكيلة أساسية في معظم لقاءاته منذ بداية الموسم، حيث استمرّت الشراكة بين جو جوميز وفيرجيل فان ديك في عمق الدفاع أمام الحارس البرازيلي أليسون بيكر.
ووقف ترينت ألكسندر أرنولد على الناحية اليمنى، وأندي روبرتسون على اليسرى، وتولّى جيمس ميلنر القيام بدور لاعب الارتكاز أمام الخط الدفاعي، مقابل قيام الهولندي جورجينيو فاينالدوم بدور محوري في التنقل بحرّية وخلق المساحات أمام زميله الغيني نابي كيتا، الذي قدّم مباراة مميّزة وكان قريبا من التسجيل في مناسبتين.
وظهر واضحا أن هناك تفاهما لافتا بين كيتا وماني، وهو الأمر الذي أثّر على وصول الكرة كثيرا إلى نجم الفريق صلاح، الذي قدّم مباراة عاديّة رغم اقترابه من التسجيل في الدقائق العشر الأخيرة من المباراة.
أمّا فيرمينو، فقدّم الأداء الذي اعتاد تقديمه الموسم الماضي، حركة دؤوبة وذكية وتفريغ ناجح لصلاح وماني.
ويجب التنويه بأنّه وعلى الرغم من أهميّة خط هجوم ليفربول في انتصارات الفريق مؤخّرا، إلّا أن الوسط يعتبر الورقة التكتيكية التي تجلب الاستقرار للفريق، فكل لاعب فيه يعرف دوره جيّدا، ولا يبالغ في امتلاك الكرة.
في الناحية المقابلة، لجأ مدرب توتنهام ماوريسيو بوكيتينو إلى طريقة اللعب 4-1-2-3، وهي طريقة فرضها غياب ديلي ألي للإصابة، فقام إريك داير بدور لاعب الوسط المتأخر، مانحا البلجيكي موسى ديمبلي حرّية أكبر للتقدّم نحو الأمام وصناعة الألعاب، بمساندة من الشاب هاري وينكس، وتكوّن الخط الأمامي من لوكاس مورا وكريستيان إريكسن وهاري كين.
سيطر خط الوسط على منطقة المناورة بشكل جيّد في الشوط الأوّل، لكن المشكلة كانت عند إعادة الكرة للوراء مع ضغط لاعبي ليفربول، فخسر توتنهام الاستحواذ كثيرا، بيد أن المشكلة التي حاصرت تطلّعاته تمثّلت في الخمول الذي أصاب الهجوم، لا سيما مورا.
وبدا واضحا أن كين يحتاج للراحة، بعدما أرهقته المشاركات المتكرّرة سواء مع توتنهام أو المنتخب الإنجليزي.