لقد نشطَتْ حركةُ المطاراتِ هذهِ الأيامُ يا أمَّاهُ
ونشطَتْ معها حركةُ الهواتفِ الرُّباعيةِ كتبُوا على أبوابِ المطاراتِ "خاصةٌ لحاملي الحقائبِ الدبلوماسيةِ" آهٍ من ذا يفتحُ حقيبةً واحدةً فقطْ؟ لأرى الخطوطَ الحمراءَ والسوداءَ؟ والمقاساتِ الجديدةَ لجسدِ وطني وطني الذي صارَ كلَّ يومٍ يُحملُ على طائراتٍ تتجاوزُ فيهِ سرعةَ الوهمِ.. ليحطَّ في عواصمِ العالمِ وهناكَ يدفعُ كلَّ شيءٍ.. ولا يكسبُ إلا مزيداً من الأوسمةِ عل صدورِ الساسةِ الأفذاذِ
••••
آهٍ من ذا يفتحُ هذهِ الحقيبةَ السوداءَ
لأرى رأسَ مَن فيها وخنجرَ مَن؟! يا أيارُ... يا شهرَ الطائراتِ التي تطوي السماءَ يا شهرَ الجسورِ المفتوحةِ والأفواهِ المحشوَّةِ بالرصاصِ يا شهرَ الخيامِ التي تُنْصَبُ على مفارقِ الطرقِ ومِن حولـِها مَن أطلقُوا عليَّ النارَ بالأمسِ القريبِ يا شهرَ الثمارِ الوخيمةِ التي أطلقَتْها البذورُ الفاسدةُ يا أيارُ!! من ذا يقرِّبُ من فتيلِكَ عودَ الثقابِ لتشعَّ في الوجهِ عينانِ عربيَّتانِ
••••
سامحيني يا أمي ليسَ من عادتي أن أكتبَ وأنا قابضٌ على قلبي إلى هذا الحدِّ ليسَ من عادتي أن أحكَّ أُذني اليُسرى بيدي اليُمنى ليسَ من عادتي أن أكتبَ على رسائلي عبارةَ:
"سريٌّ للغايةِ"
ليسَ من عادتي كلُّ ذلكَ.... ولكنَّها المرحلةُ يا أمَّاهُ.... لكنَّها المقصَلةُ.