لم يكن أكثر المتشائمين يتوقّع خسارة مانشستر سيتي مباراته الأولى على أرضه بمسابقة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، أمام ليون الفرنسي بنتيجة 1-2، في افتتاح منافسات المجموعة السادسة.
في النهاية، حدث ما لا يحمد عقباه، وسقط "المواطنون" على أرضهم أمام فريق رغم عراقته، يبتعد حاليا بسنوات ضوئية في المؤهلات والإمكانيات عن مانشستر سيتي.
قبل المباراة صرّح المدرّب المساعد في مانشستر سيتي ميكيل أرتيتا، بأن فريقه يملك أفضل تشكيلة من اللاعبين في العالم، وهو ما يعد في الواقع أمرا ليس بعيدا عن المنطق، لكن من أجل الفوز بلقب بطولة مثل دوري الأبطال، تحتاج لأكثر من تشكيلة مثالية، حيث يمكنك الفوز على أقوى منافسيك، ثم تخسر أمام أضعفهم.
أمام ليون، وضع مانشستر سيتي نفسه في موقف حرج، وبات مطالبا بتحقيق نتائج إيجابية أمام الفريقين الآخرين في المجموعة وهما شاختار وهوفنهايم، وإلّا سيرى حلمه القاري يتأجّل مرة أخرى.
ما الذي حدث في مانشستر سيتي؟ لم يتواجد المدرّب الإسباني جوسيب جوارديولا في المنطقة القنّية نتيجة حرمانه بسبب طرده في مباراة فريقه الأخيرة بالمسابقة الموسم الماضي أمام ليفربول، فكان أرتيتا من يوجّه الفريق، بيد أنّه فشل في ترك بصمته على التشكيلة التي ارتكبت بعض الهفوات التي يعود أغلبها إلى ابتعاد كثير من اللاعبين عن المستوى المأمول منهم.
ولجأ سيتي إلى طريقة اللعب 4-3-3، فوقف إيميريك لابورت إلى جانب جون ستونز في عمق الدفاع بمساندة من الظهيرين كايل ووكر وفابيان ديلف، الذي لعب في غياب المصاب بينجامين مندي.
وقام فرناندينيو كما هو معتاد، بدور لاعب الوسط المدافع، تاركا مهمّة صناعة الألعاب لإلكاي جوندوجان ودافيد سيلفا، فيما تكوّن الخط الأمامي من رأس الحربة البرازيلي جابرييل جيسوس، والجناحين برناردو سيلفا ورحيم سترلينج.
نقطة صعف مانشستر سيتي الرئيسية تمثّلت في الظهيرين، بسبب غياب الظهير الأيسر الأساسي المصاب بنجامين مندي، وافتقاد ووكر لمستواه الحقيقي، فيما غابت الفاعلية في مركز صناعة الألعاب مع أداء عادي لدافيد سيلفا، في وقت افتقد فيه سيتي خدمات البلجيكي كيفن دي بروين الذي سيغيب لفترة طويلة.
وتجدر الإشارة أيضا إلى الأداء المخيّب للآمال من قبل جيسوس الذي لعب مكان أجويرو بالتشكيلة الأساسية نتيجة معاناة الأخير من إصابة طفيفة، وفي حكم المؤكّد أن يخفّف جوارديولا من الاعتماد على مهاجمه البرازيلي في الفترة المقبلة.
في الجهة المقابلة، اعتمد مدرب ليون برونو جينيسيو على طريقة اللعب 4-4-2، فقام البرازيلي مارسيلو بأداء جيّد في العمق الدفاعي رغم تشتيته الخاطئ في بعض الأحيان.
لكن نجم الفريق الحقيقي في اللقاء كان لاعب الوسط المتأخر نانجي ندومبيلي الذي أعاد للأذهان ما فعله تيموي باكايوكو أمام مانشستر سيتي في الموسم قبل الماضي، عندما كان لاعبا في صفوف موناكو.
وأبان ماكسويل كورنيت عن مؤهّلات فنّية استثنائية كجناح أيمن، ولعب ممفيس ديباي دور المهاجم الوهمي، ليمنح القائد نبيل فقير حريّة الحركة حوله، خصوصا عند القيام بهجمات مرتدّة.