في ليلة من الليالي الحزينة
وفي ركن من أركان غرفتي المظلمة
مسكت قلمي لأخطّ همومي وأحزاني
فإذا بقلمي يسقط منّي ويهرب
فسعيت له لأستردّه، فإذا به يهرب
فتعجّبت
وسألته : ألا يا قلمي المسكين، أتهرب منّي
أم من قدري الحزين..
فأجابني بصوت يعلوه الحزن والأسى
سيّدي ...
تعبت من كتابة معاناتك
ومعانقة هموم الآخرين
ابتسمت وقلت له: يا قلمي الحزين
انترك جراحنا، وأحزاننا دون البوح بها،
قال: اذهب وبُح بما في أعماق قلبك لإنسانٍ أعزّ لك من الرّوح
بدلاً من تعذيب نفسك، وتعذيب من ليس له، قلب أو روح
سألته: وإذا كانت هذه الجراح بسبب إنسان هو أعزّ من الرّوح
فلمن أبوح.. ؟
فتجهّم قلمي حيرة، وأسقط بوجهه عليّ ورقتي البيضاء
فأخذته، وتملّكته وهو صامتٌ
فاعتقدت أنّه قد رضخ لي وسيساعدني في كتابة خاطرتي
فإذ بالحبر يخرج من قلمي متدفّقاً
فتعجّبت... !
ونظرت إليه قائلاً: ماذا تعني؟
قال: سيّدي ألأنّني بلا قلب ولا روح
أتريدني أن أخطّ أحزان قلبك ولا أبكي فؤادك المجروح.
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ لَـحًـــنِ ♫ على المشاركة المفيدة: