11-12-2021
|
#2
|
- ومن الخطوات التي سلكها ابن تومرت تحديد موقفه من دولة المرابطين والتي كانت تبسط سلطانها السياسي على بلاد المغرب، وقد جاء عمله بهذه الخطوة إذا ما قورن بالخطوتين السابقتين؛ وذلك لأن ابن تومرت لم يرد أن يحدد موقفه من دولة المرابطين، إلا بعد أن يشيع بين الناس ذكره، ويكوّن قاعدة شعبية يتكئ عليها في ساعات الخطر.
فلما أطمأن إلى وجود هذه القاعدة، وإلى أنه لم يصبح نكرة عند كثير من الناس، أعلن رأيه في دولة المرابطين، متخذاً الأمر بالمعروف ستاراً لتحقيق غايته وطريقاً لإظهار مفاسد دولة المرابطين، فبدأ بالطعن في عقيدة المرابطين، ووصفهم بالتجسيم والكفر والنفاق، كما قال لأتباعه بأن غزوهم ومقاومتهم أوجب من حرب النصارى والمجوس.
وعندما أدرك ابن تومرت المخاطر التي تهدده من قبل المرابطين، لاسيما أن دعوته قد وصلت إلى مرحلة الظهور والجهر بالأهداف، قرر الانتقال إلى بلاد السوس مسقط رأسه حيث نزل على قومه وقبيلته مصمودة سنة 515هـ؛ وذلك لضمان الحماية اللازمة لدعوته ضد خطر دولة المرابطين. وفي بلاد السوس أسس ابن تومرت مسجداً يجتمع به مع تلاميذه وزعماء قبيلته، حيث التفت حوله الكثير من المؤيدين والأنصار، فاختار منهم نخبة لتكون قاعدة لدعوته ضد خطر دولة المرابطين.
ورسخ دعاة ابن تومرت في أذهان القبائل بأن الفساد والظلم والجور، لا تزال إلا بالمهدي؛ لذا فالإيمان به واجب، ومن يشك فيه فهو كافر، وأن هذا الوقت وقته وأنه سيفتح المشرق والمغرب، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
ولما اقتنع ابن تومرت بأن جهوده قد أثمرت، وأن نفوس أتباعه قد تشربت بفكرة المهدية، قرر أن يعلن بأنه هو المهدي المنتظر. فبعد أن جمع أصحابه قام فيهم خطيباً موضحاً لهم أن جميع صفات المهدي متوفرة فيه، فبادر إليه العشرة الملازمين له فبايعوه على الوقوف بجانبه في العسر واليسر، وتتابع بعد ذلك عليه البربر مبايعين على نصرته وبذل مهجتهم دونه، ولما كملت بيعته لقبوه المهدي القائم بأمر الله، وكان قبل ذلك يلقب بالإمام. وكان تاريخ هذه البيعة على الراجح في جبل إيجليز في عام 518هـ - 1124م.
لقد كان على مقدرة عظيمة من القدرة على التخطيط، وكانت خطواته محكمة نحو تأسيس قواعد دولة الموحدين وساعده على نجاحه ما كان يتسم به كثير من أفراد القبائل البربرية من سذاجة وجهالة، فضلاً عما كان يتمتع به ابن تومرت من ذكاء، وعلم وقدرة فائقة على التنظيم والتأثير.
بداية ظالمة
لقد ركب الحرام، فسفك الدماء، وهتك الأعراض، وغصب الأموال من أجل أهدافه المنحرفة، وكان من شعره الذي يردده على أصحابه قبل خروجه بالمغرب:
إلي وفي النفس أشياء مخبأة ... لألبـس لهـــــــا درعــــاً وجلبـــابــــا
كيما أطهر دين الله من دنس ... وأوجب الفضـــل للســــــادات إيجابا
تالله لو ظفرت كفي بمطلبهـا ... ما كنت عن ضرب أعناق الورى آبي إن ابن تومرت بعد مبايعته بالمهدية نظم جبهته الداخلية بعناية فائقة، فقسم أتباعه إلى طبقات حسب أسبقيتهم إلى بيعته. وسُمي الأتباع بشكل عام بالموحدين تعريضاً بالمرابطين، واتهمهم بالتجسيم وهم براء منه. وبعد أن فرغ من تثبيت ركائزه اللازمة لدولته المستقبلية، رأى أنه من غير المناسب بقاءه في جبل إيجليز؛ لقربه من العاصمة المرابطية فانتقل إلى تينمل في قلب جبال الأطلسي الكبير عام 518هـ - 1124م، واتخذه قاعدة لدولته الناشئة، وقد بقي فيها حتى وفاته عام 524هـ -1129م.
لقد كانت حركة ابن تومرت حركة تدميرية؛ عملت على هدم أركان دولة المرابطين، تلك الدولة التي قامت على تعاليم الإسلام النقية، واتخذت من جهاد النصارى في الأندلس هدفاً أسمى لوجودها، فما أفزعهم من مقر حكمهم في مراكش إلى الأندلس سوى الغيرة على الإسلام عندما أخذت معاقل المسلمين تتهاوى تحت مطارق الفونسو السادس؛ وبذلك أخروا سقوط الأندلس بيد النصارى عدة قرون.
ولكن ما إن بدأت ثورة المهدي بن تومرت حتى أخذت تشغلهم بعض الشيء عن واجبهم المقدس في الأندلس؛ فأخذ أمير المسلمين يستصرخ قواده العظام من الأندلس أمثال تاشفين بن علي لمقارعة الموحدين؛ وأدى ذلك إلى ازدياد ضغط النصارى على المسلمين في الأندلس، وبدؤوا يلتهمون المدن الأندلسية الواحدة بعد الأخرى في هذا الوقت استطاع ابن تومرت - بواسطة المؤمنين بمهديته - أن يطيحوا بدولة المرابطين، فأثلج ذلك قلوب النصارى الذين أدركوا أن الخلاص من الوجود الإسلامي في الأندلس أضحى وشيكاً.
ويعلق الدكتور السرجاني على ذلك بقوله: "وإضافة إلى هذا المنهج العقيم وتلك الصفة السابقة - التساهل في أمر الدماء - فقد كان محمد بن تومرت حين يعلم أن أتباعه ينظرون إلى الغنائم التي حصّلوها من دولة المرابطين في حربهم معهم كان يأخذها كلها فيحرقها.. وكان يعذّر بالضرب من يفوته قيام الليل من جماعته. فنشأت جماعة من الطائعين الزاهدين العابدين، لكن على غير نهج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لم يكن يحرق الغنائم أو يضرب المتباطئين أو المتثاقلين عن قيام الليل، أو يتبع مثل هذا المنهج وتلك الرهبنة المتشددة، فكره كثير من الناس مثل هذا الأسلوب، لكنهم مع ذلك اتبعوه.
ويعلق الصلابي: إن رجال الإصلاح في تاريخنا الإسلامي هم الذين ساروا على منهج أهل السنة والجماعة في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات، أما الذين كذبوا وسفكوا الدماء وهتكوا الأعراض، وكفّروا المسلمين الأولى بنا أن نطلق عليهم رجال التدمير والإفساد. وإنها لمغالطة تاريخية وخيانة للأمانة العلمية عندما نضفي على المفسدين ثوب الإصلاح ونجعلهم من زعماء الأمة ومن قادتها العظام. إن حركات الإصلاح في التاريخ الإسلامي هي التي التزمت بكتاب ربها وسنة نبيها واستوعبت فقه التمكين وأخذت بأسبابه وحرصت على تنفيذ شروطه جديرة بالدراسة الواعية من أجل إخراج فقهاً للعاملين في مجال الدعوة الإسلامية، وإنها لكفيلة بربط الحاضر بالماضي وجديرة بإثراء واقعنا بفقه بناء الدول وأسباب النهوض وعوامل السقوط وكيفية الأخذ بأسباب النجاح واتقاء المزالق.
وعندما توفي ابن تومرت كفنه عبد المؤمن بن علي وصلى عليه، ودفنه سراً بمسجده كما أوصاه. وقد كتم أصحابه وفاته مدة ثلاثة أعوام، ولم يعلنوها إلا في عام 527هـ - 1132م بعد أن اتفقت كلمتهم على عبد المؤمن بن علي.
عبد المؤمن بن علي أول الحكام
كان عبد المؤمن بن عليّ (487- 558هـ / 1094 - 1163م) أول حاكم لدولة الموحدين، وحينما تولى حكم الموحدين أصلح البلاد، وأعادها إلى ما كانت عليه أيام المرابطين.
نسبه وقبيلته:
هو عبد المؤمن بن علي بن مخلوف بن يعلى بن مروان، أبو محمد الكومي، نسبته إلى كومية (من قبائل البربر)..ولد في مدينة "تاجرت" بالمغرب قرب "تلمسان"، ونشأ فيها طالب علم، وأبوه صانع فخار.
وفي وصف عبد المؤمن بن عليّ قال عبد الواحد المراكشي في المعجب: وكان أبيض، ذا جسم عمم، تعلوه حمرة شديد سواد الشعر، معتدل القامة، وضيء الوجه، جهوري الصوت، فصيح الألفاظ جزل المنطق. وكان محبباً إلى النفوس لا يراه أحد إلا أحبه. وبلغني أن ابن تومرت كان ينشد كلما رآه:
تكاملت فيك أخلاق خصصت بها ... فكلنـا بك مســـرور ومغتبــــــط
فالسن ضاحكـة والكـف مانحــة ... والصدر منشرح والوجه منبسط وذكر الذهبي في كتابه (العبر)، وابن العماد في (شذرات الذهب) أنه كان ملكًا عادلًا، سائساً، عظيم الهيبة، عالي الهمة، متين الديانة، كثير المحاسن، قليل المِثل.
وكان يقرأ كل يوم سُبُعاً من القرآن العظيم، ويجتنب لبس الحرير - وهذا يعني أن لبس الحرير كان عادة وإلفًا في زمانه - وكان يصوم الاثنين والخميس، ويهتم بالجهاد والنظر في الْمُلْك كأنما خُلق له. ثم بعد هذه الأوصاف نجد هذه العبارة التي تحمل كثيرًا من علامات الاستفهام، حيث يقول: وكان سفّاكا لدماء من خالفه.
وقال عنه الزركلي في (الأعلام): وكان عاقلًا حازمًا شجاعًا موفقًا، كثير البذل للأموال، شديد العقاب على الجرم الصغير عظيم الاهتمام بشؤون الدين، محبًا للغزو والفتوح، خضع له المغربان (الأقصى والأوسط)، واستولى على إشبيلية وقرطبة وغرناطة والجزائر المهدية وطرابلس الغرب وسائر بلاد أفريقية، وأنشأ الأساطيل، وضرب الخراج على قبائل المغرب، وهو أول من فعل ذلك هنالك..ومثل هذه الأوصاف ذكرها ابن كثير أيضاً في البداية والنهاية، وأضاف أنه كان يعيبه كثرة سفك الدماء لمن عارضه من أتباعه أو من غير أتباعه.
ووصفه ابن خلكان وغيره بأنه كان فصيحاً مفوهاً فقيهاً عالماً بالأصول والجدل والحديث، مشاركاً في كثير من العلوم الدينية والدنيوية..وأقبل طلبة العلم منذئذ على الأصول، ودفع عبد المؤمن بن علي أولاده إلى أهل الحديث؛ ليحفظوه مع كتاب الله.
وعلى ما يبدو فقد كانت فكرتا العصمة والمهدية اللتين ادّعاهما محمد بن تومرت واقتنع بهما أتباعه من بعده لم يكن عبد المؤمن بن عليّ مقتنعا بهما؛ لأنه أبداً ما ادّعى أياً منهما، كما أنه لم يدّع فكر الخوارج الذي كان قد اعتقد به أو ببعضه محمد بن تومرت.
لكن عبد المؤمن بن عليّ لم ينف مثل هذه الأفكار الضالة صراحة؛ وذلك لأن أكثر شيوخ الموحّدين كانوا على هذا الفكر وذلك الاعتقاد؛ فخاف إن هو أعلن أن أفكار محمد بن تومرت هذه مخالفة للشرع أن ينفرط العقد ويحدث التفكك في هذه الفترة الحرجة من دولة الموحدين.
وكان له من الولد ستة عشر ذكراً، وهم محمد وهو أكبر ولده وولي عهده، وهو الذي خُلع. وعلي وعمر ويوسف وعثمان وسليمان ويحيى وإسماعيل والحسن والحسين وعبد الله وعبد الرحمن وعيسى وموسى وإبراهيم ويعقوب.
وكان عبد المؤمن بن علي صاحب شخصية قوية وصاحب فكر سياسي عالٍ، فبدأ وبطريقة عملية منظمة وشديدة في تأسيس وبناء دولته الفتيّة الناشئة، فعمل على ما يلي:
أولاً: العلم والمعرفة:
أطلق حرية العلوم والمعارف وأنشأ الكثير من المدارس والمساجد، وكان هذا على خلاف نهج محمد بن تومرت صاحب الفكر الأوحد، فأصبح الناس يتعلمون أكثر من طريقة ومنهج وأكثر من فكر وفقه، وأصبحوا لا يرتبطون بقطب واحد كما كان العهد أيام محمد بن تومرت.
ولما تولى يعقوب بن يوسف الملقب بالمنصور السلطة سنة 580 هـ، كان هذا الاتجاه قد استقر وتوضح، وبلغ يعقوب المنصور من العلم بالكتاب والسنة والفقه مبلغاً عظيماً.
لكن هذا لم يكن ليغضّ الطرف عن كون عبد المؤمن بن عليّ ذا فرديّة في نظام الحكم والإدارة، أي أنه كان - بلغة العصر - حاكما ديكتاتوريِاً، فردي الرأي لا يأخذ بالشورى.
ثانياً: الاهتمام بالجيش
عمل عبد المؤمن بن عليّ على إقران الخدمة العسكريّة بالعلوم التثقيفية، وأنشأ مدارس كثيرة لتعليم وتخريج رجال السياسة والحكم، وكان يمتحن الطلاب بنفسه، فأنشأ جيلاً فريداً من قوّاد الحروب والسياسيين البارعين في دولة الموحدين، وكان يدربهم على كل فنون الحرب، حتى إنه أنشأ بحيرة صناعية كبيرة في بلاد المغرب لتعليم الناس كيف يتقاتلون في الماء، وكيف تكون الحروب البحرية، وكان أيضاً يختبر المقاتلين الموحدين بنفسه.
وأقام مصانع ومخازن ضخمة وكثيرة للأسلحة، وأصبحت دولة الموحدين من أقوى الدول الموجودة في المنطقة من الناحية العسكرية.
هذا كله في بلاد المغرب العربي، ولم تكن بلاد الأندلس بعد قد دخلت في حسابات عبد المؤمن بن عليّ في ذلك الوقت؛ لأنه كان يحاول أن يستتب له الأمر أولاً في بلاد المغرب العربي حيث أنصار المرابطين في كل مكان.
وقد نجح الموحدون في إسقاط دولة المرابطين بعد سلسلة طويلة من الصراع المرير، استخدم فيه الطرفان مختلف الخطط ضد بعضهما البعض..وبعد دخول الموحدين مراكش أصبح عبد المؤمن سيد المغرب الأقصى كله، فكان لابد من توطيد أركان دولته الجديدة في الأندلس والمغرب الأدنى والأوسط.
اهتمام عبد المؤمن بالأندلس:
بعد استتاب الأمر لعبد المؤمن وجه نظره إلى الأندلس، وكانت كثير من مدنها قد استغلت الصراع بين المرابطين والموحدين، فأعلنت ثوراتها وانفصالها عن المرابطين، وزادت عنفاً هذه الثورات بعد وفاة تاشفين بن علي في عام 539هـ.
وكان علي بن عيسى بن ميمون من بين هؤلاء الثوار، فاستقل بقادس ودخل في طاعة الموحدين، وخطب أول خطبة لهم في قادس سنة 540هـ.
كذلك قام أحمد بن قيس الصوفي الثائر في مرتلة، فلما استولى أبو محمد سدراي على مرتلة أجاز ابن قيس إلى عبد المؤمن بمراكش عام 541هـ، ورغبه في احتلال الأندلس وضمها إلى دولة الموحدين.. وتمت سيطرة الموحدين على الأندلس عام 556هـ..ووصلت بحدود دولة الموحدين إلى ما كانت عليه أثناء دولة المرابطين إضافة إلى ليبيا، وقد اقتربت حدود الدولة من مصر كثيراً، وكان عبد المؤمن يفكر في أن يوحّد كل أطراف الدولة الإسلامية تحت راية واحدة تكون لدولة الموحدين.
سياسته مع النصارى واليهود
عندما استولى عبد المؤمن على مراكش، قتل المقاتلة، وكفَّ عن الرعية، وأحضر اليهود والنصارى وقال: إن المهدي أمرني أن لا أُقرَّ الناس إلا على ملة الإسلام، وأنا مُخيركم بين ثلاثٍ، إما أن تُسلموا، وإما أن تلحقوا بدار الحرب، وإما القتل.
فأسلمت طائفة ولحقت أخرى بدار الحرب، وخرَّب كنائسهم، وعملها مساجد، وألغى الجزية، فعل ذلك في جميع مدائنه، وانفق بيوت الأموال.. وأقام كثيراً من معالم الإسلام مع سياسة كاملة، ونادى: من ترك الصلاة ثلاثاً فاقتلوه، وأزال المنكر، وكان يؤمُّ بالناس، ويتلو في اليوم سبعاً، ويلبس الصوف الفاخر، ويصوم الاثنين والخميس، ويقسم الفيء بالشرع فأحبوه، وكان يأخذ الحق إذا وجب على ولده، ولم يدع مشركاً في بلاده لا يهودياً ولا نصرانياً، فجميع رعيته مسلمون.
ورأى عبد المؤمن أنه من الحزم والفطنة أن يضع للدولة نظماً موطدة الدعائم، فأطلق حرية العلوم والمعارف، وسار في كل ذلك مع نهج الدين الحنيف، وبنى عدداً من المساجد والمدارس الفخمة التي غدت مراكز للعلوم.
لقد استطاع عبد المؤمن في نحو عشرين سنة أن ينشئ نظاماً جديداً للدولة، إذ لم يبق من قدماء الموظفين المعارضين من يعمل على مناوأته.
وكان أشد ما يعنى به عبد المؤمن - وهو من أعظم قادة عصره - تنظيم شؤون الحرب والجهاد التي بعث فيها بجهوده ومتابعته، نهضة إحياء شاملة.
ومن أعمال عبد المؤمن: مسح جميع أراضي مملكته، وحصل من الولاة على بيانات دقيقة عن سكان كل ولاية، وعن خواصها وثروتها وغلاّتّها. وكان يرمي من ذلك إلى تقرير الضرائب من ناحية، وأن تتخذ هذه البيانات أساساً لتقرير عدد الجند وأنواعه من ناحية أخرى، فسكان الثغور في المغرب والأندلس يقدمون البحارة والسفن، والمناطق الصحراوية والفنية بالخيل تقدم الفرسان ودواب الحمل والجمال، وعلى الولايات الأخرى في المدن الداخلية تقديم الجند المشاة والسلاح، كل بنسبة سكانها.
وكان عبد المؤمن يحتفظ بالسلاح بكميات وافرة، وبمقادير جيدة في المخازن المعدة له. وأنشأ مصانع السلاح في كثير من قواعد مملكته تعطي القسيَّ والنُّشَّاب والخوذات والدروع والسهام.. وآلات الرمي والمنجنيقات التي تستخدم في الحصار.
لكنه جعل الحكم وراثياً؛ مما ساهم في إيجاد تنافس شديد وتنازع مميت بين أبناء عبد المؤمن فيما بعد، بل سفكت دماء، وحيكت مؤامرات دنيئة بين الإخوة في سبيل تولي الحكم؛ وكان من نتيجة ذلك كله ضعف الدولة، وتدهورها السريع في فترة ليست بالطويلة.
لم يكتف عبد المؤمن ببيعة الموحدين لابنه بل قام بتعيين أبنائه على أغلب ولايات الدولة، وجعل إلى جانبهم وزراء من الطلبة ليكونوا مرشدين وناصحين لهم.
وهذه قائمة بأسماء خلفاء دولة الموحدين:
1 - عبد المؤمن بن علي (524 - 558 هـ = 1129- 1163م).
2 - أبو يعقوب يوسف (558 - 580 هـ = 1163- 1184م).
3 - أبو يوسف يعقوب المنصور (580 - 595 هـ = 1184- 1199م).
4 - أبو محمد عبد الله الناصر (595 - 610 هـ = 1199 - 1213م).
5 - أبو يعقوب يوسف المستنصر (611 - 620 هـ = 1213- 1224م).
6 - عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن (620 - 621 هـ = 1224م).
7 - أبو عبد الله بن يعقوب المنصور (العادل) (621 - 624 هـ = 1224- 1227م).
8 - يحيى بن الناصر (624 - 627 هـ = 1227- 1230م).
9 - المأمون بن المنصور (627 - 630 هـ = 1231- 1232م).
10 - الرشيد بن المأمون بن المنصور (630 - 640 هـ = 1232- 1242م).
11 - السعيد علي أبو الحسن (640 - 646 هـ = 1242- 1248م).
12 - أبو حفص عمر المرتضى (646 - 665 هـ = 1248- 1266م).
3 - أبو دبوس الواثق بالله (665 - 668 هـ = 1266- 1269).
العصر الذهبي لدولة الموحدين
بعد وفاة يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ تولى من بعده ابنه يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن عليّ، وقد لُقب في التاريخ بالمنصور، وكان له ابن يُدعى يوسف فعُرف بأبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي.
وقد تولى أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي حكم دولة الموحدين خمس عشرة سنة متصلة، من سنة 580 هـ - 1184م وحتى سنة 595 هـ - 1199م، وكان أقوى شخصيه في تاريخ دولة الموحدين، ومن أعظم الشخصيات في تاريخ المسلمين بصفة عامة، وقد عُدّ عصره في دولة الموحدين بالعصر الذهبي.
قال عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان: أبو يوسف يعقوب بن أبي يوسف بن أبي محمد عبد المؤمن بن علي، القيسي الكومي صاحب بلاد المغرب.. كان صافي السمرة جداً، جميل الوجه أفوه أعين شديد الكحل ضخم الأعضاء جهوري الصوت جزل الألفاظ، من أصدق الناس لهجة وأحسنهم حديثاً وأكثرهم إصابة بالظن، مجرباً للأمور، ولي وزارة أبيه، فبحث عن الأحوال بحثاً شافياً. وطالع مقاصد العمال والولاة وغيرهم مطالعة أفادته معرفة جزئيات الأمور. ولما مات أبوه اجتمع رأي أشياخ الموحدين وبني عبد المؤمن على تقديمه فبايعوه وعقدوا له الولاية ودعوه أمير المؤمنين كأبيه وجده ولقبوه بالمنصور. فقام الأمر أحسن قيام، وهو الذي أظهر أبهة ملكهم، ورفع راية الجهاد، ونصب ميزان العدل، وبسط أحكام الناس على حقيقة الشرع، ونظر في أمور الدين والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأقام الحدود حتى في أهله وعشيرته الأقربين كما أقامها في سائر الناس أجمعين، فاستقامت الأحوال في أيامه وعظمت الفتوحات.
ولما مات أبوه كان معه في الصحبة، فباشر تدبير المملكة من هناك، وأول ما رتب قواعد بلاد الأندلس، فأصلح شأنها وقرر المقاتلين في مراكزها ومهد مصالحها في مدة شهرين. وأمر بقراءة البسملة في أول الفاتحة في الصلوات وأرسل بذلك إلى سائر بلاد الشام التي في مملكته. فأجاب قوم وامتنع آخرون.
واستطاع أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي أن يغير كثيراً من أسلوب السابقين له، فكان سمته الهدوء والسكينة والعدل والحلم، حتى إنه كان يقف ليقضي حاجة المرأة وحاجة الضعيف في قارعة الطريق، وكان يؤم الناس في الصلوات الخمس.
وكان زاهدا يلبس الصوف الخشن من الثياب، وقد أقام الحدود حتى في أهله وعشيرته، فاستقامت الأحوال في البلاد وعظمت الفتوحات.
بلغت أعمال أبي يوسف يعقوب المنصور الموحدي الجليلة في دولته أوجها، حتى وصلت إلى أن حارب الخمور، وأحرق كتب الفلاسفة، واهتم بالطب والهندسة، وألغى المناظرات العقيمة التي كانت في أواخر عهد المرابطين وأوائل عهد الموحدين.
وقد أسقط الديون عن الأفراد، وزاد كثيراً في العطاء للعلماء، ومال هو إلى مذهب ابن حزم الظاهري، لكنه لم يفرضه على الناس، بل إنه أحرق الكثير من كتب الفروع، وأمر بالاعتماد على كتاب الله وعلى كتب السنة الصحيحة.
وفي دولته اهتم أيضا أبو يوسف بالعمران، وقد أنشأ مدينة الرباط وسمّاها رباط الفتح، وأقام المستشفيات وغرس فيها الأشجار، وخصّص الأموال الثابتة لكل مريض، وكان رحمه الله يعود المرضى بنفسه يوم الجمعة، وأيضاً كان يجمع الزكاة بنفسه ويفرقها على أهلها، وكان كريما كثير الإنفاق.
ويُعدّ أبو يوسف يعقوب أول من أعلن صراحة فساد أقوال محمد بن تومرت في فكرة العصمة والمهدية، وقال بأن هذا من الضلالات، وأنه ليس لأحد عصمة بعد الأنبياء. وكان مجلسه رحمه الله عامراً بالعلماء وأهل الخير والصالحين.
وقد ذكر الذهبي رحمه الله في العبر أنه كان يجيد حفظ القرآن والحديث، ويتكلم في الفقه ويناظر، وكان فصيحاً مهيباً، يرتدي زي الزهّاد والعلماء ومع ذلك عليه جلالة الملوك.
وعدم اعتراف المنصور الموحدي بأفكار ابن تومرت المخالفة للكتاب والسنة يجعله من أهل السنة والجماعة ومن الفئة الصالحة المصلحة التي يحقق الله بها النصر والتمكين لدينه والعزة والمنعة لأهله.
وكما يقول الدكتور فاروق حمادة فإن المنصور - رحمه الله - أراد أن يؤصل للاجتهاد، وينفخ فيه روحاً جديداً في ربوع مملكته، فأضاف إلى السنة المطهرة بعد القرآن أن أمر بجمع المسائل التي أجمع عليها المسلمون من قبل؛ حتى لا يتخطاها أهل العلم، وأمر بجمع كتب الفقه المذهبي على اختلافها، واعتنى بالكتب التي تبسط المسائل مع أدلتها من القرآن والسنة.
إضافة إلى أعماله السابقة في دولة الموحدين بصفة عامة، فقد وطد أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي الأوضاع كثيراً في بلاد الأندلس، وقوى الثغور هناك، وكان يقاتل فيها بنفسه، وقد كانت أشد الممالك ضراوة عليه مملكة البرتغال ثم من بعدها مملكة قشتالة.
عوامل السقوط دولة الموحدين
يقول الدكتور السرجاني: قد يفاجأ البعض ويتعجب باحثًاً عن الأسباب والعلل من هول هذا السقوط المريع لهذا الكيان الكبير بهذه الصورة السريعة المفاجئة. ويؤكد أن هذا السقوط لم يكن مفاجئا؛ فدولة الموحدين كانت تحمل في طياتها بذور الضعف وعوامل الانهيار، وكانت كثيرة، ذكر منها ما يلي:
- تعاملها بالظلم مع دولة المرابطين، وقتلها الآلاف ممن لا يستحقون القتل.. وإن طريق الدم لا يمكن أبداً أن يثمر عدلاً، يقول ابن تيمية: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
إن عاقبة الظلم وخيمة وربما تتأخر عقوبة الظلم، لكنها بلا شك تقع على الظالم فالله تعالى يمهل ولا يهمل، وقد أسرف الموحدون كثيراً في إراقة دماء من خالفهم من المسلمين بل في سفك دماء من يشكون في ولائه لهم ممن كانوا معهم، وهذا أمر في غاية الخطورة، لقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً من العداء بين المسلم وأخيه المسلم ومن التدابر والتحاسد والتناجش والتباغض.
- العقائد الفاسدة التي أدخلها ابن تومرت على منهج أهل السنة، وبالرغم من أن يعقوب المنصور رحمه الله قاومها بشدة، إلا أن أشياخ الموحدين ظلّوا يعتقدون في عصمة محمد بن تومرت وفي صدق أقواله، حتى آخر أيام دولة الموحدين.
إضافة إلى تكفير المرابطين وقد بنى ابن تومرت على هذه الفكرة جواز قتلهم وحرقهم وسبي نسائهم وهدم دولتهم وتقويض بنيانها من القواعد.
إن سلامة العقيدة وصفائها أهم عامل في بناء الأمم والأفراد، فمتى أصابه الخلل كان الانهيار السريع والمدوي.
- كان من عوامل سقوط دولة الموحدين أيضاً الثورات الداخلية الكثيرة التي قامت داخل دولة الموحدين، وكان أشهرها ثورة بني غانية، والتي كانت في جزر البليار، وأيضاً في بلاد الأندلس وفي تونس.
- انفتاح الدنيا على دولة الموحدين، وكثرة الأموال - في أيديهم - التي طالما غرق فيها كثير من المسلمين، وكذلك أيضاً الترف والبذخ الشديد الذي أدى إلى التصارع على الحكم وإلى دعة الحكام وإلى الحركات الانفصالية كما ذكرنا.
- بطانة السوء المتمثلة في أبي سعيد بن جامع وزير الناصر لدين الله، ومن كان على شاكلته بعد ذلك.
- إهمال الشورى من قبل الناصر لدين الله ومَنْ بعده من الأمراء.
وعدم الأخذ بمبدأ الشورى هو مخالفة صريحة للقرآن الكريم فالله عز وجل يقول: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وقال الله تعالى في صفات المؤمنين: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38].
- إضافة إلى ذلك النزاع على الخلافة بين الموحدين، ولم يستطيعوا أن يضعوا نظاماً ثابتاً لتولي الخلافة عندهم.
كان لهذا النزاع آثار وخيمة على الدولة ومصيرها، فمنذ وفاة المستنصر أصبح من المعتاد أن يكون على رأس الدولة أكثر من خليفة.
كذلك الصراع بين الوزراء على الوزارة، ففي السنة التي توفي فيها عبد المؤمن (558هـ) كان التنافس بين ثلاثة وزراء (العادل بن زريك، وشاور، وضرغام)، ويقول ابن الأثير: "فلما تمكن ضرغام من الوزارة قتل كثيراً من الوزراء المصريين؛ لتخلو له البلاد من منازع؛ فضعفت الدولة بهذا السبب حتى خرجت البلاد عن أيديهم"، وبعد صراع طويل بين أمراء البيت الحاكم بدأ سقوط الدولة تدريجياً.
- الانهيار العسكري الذي أصاب دولة الموحدين، وتغير أهداف الجيش الموحدي، فالنزاع السياسي وضعف الهيكل الإداري للدولة تركا أثراً بالغاً في التنظيم العسكري للدولة.
ولقد كانت قوات الموحدين العسكرية على مستوى رفيع من التعبئة المعنوية والاستعداد المادي؛ ولذلك حققوا انتصارات هائلة على خصومهم، وحفظوا دولتهم من الطامعين في إسقاطها، إلا أن جيش الموحدين في زمن السلطان الناصر فقد قدرته على الضبط والربط وعلى وضع الخطط الحربية وضعاً صحيحاً وتنفيذاً أكيداً.
وظهر ذلك العجز القيادي والقدرة القتالية في معركة (العقاب) التي انهزم فيها الموحدون وتأثرت معنوياتهم القتالية، ولم يستطيعوا بعد تلك الكسرة العنيفة في موقعة العقاب أن يغدوا جيشاً قادراً على تحقيق انتصارات بل تابع جيش الموحدين مسيرته الهابطة، فتكرس انحلاله وتفككه في الهزائم المتكررة أمام النصارى في الأندلس، وأمام بني مرين في المغرب الأقصى.
لقد ساهم في ضعف وانحلال الجيش ضعف مبادئ الموحدين في نفوس الجند الذين أصبح همهم الأوحد الغنائم وجمعها لا القتال في سبيل المعتقد والمبدأ والفكرة.
ولقد تبدل هدف القادة في استعمال الجيش، فبدلاً من ردع الثوار المحاربين وجهاد الأعداء، تحول الجيش إلى أداة سياسية للاستعلاء وفرض النفوذ لحساب أشخاصهم أو لحساب غيرهم؛ ولذلك فتحت أبواب الانضمام للجيش من المرتزقة من عرب وعجم، الذين لا هم لهم سوى السلب والنهب واكتساب المال، ولا يعرفون نظاماً ولا يتقيدون بأوامر. وبعد النزاع بين السادة والتسلط من مراكز القوة، وجد هؤلاء العربان سوقاً رائجة وتجارة رابحة؛ ففي كل فتنة تنشب وكل حرب تندلع كان لهم دور بارز يشايعون هذا أو ذاك متوخين مصلحتهم المادية، ولا يتورعون عن بيع قائدهم مقابل جُعل من المال فينهزمون ساعة الصدام الحاسمة.
ومن الأمور المهمة والأحداث ذات الدلالة في تاريخ دولة الموحدين - كما يقول الصلابي - ظهور التكلات التي ساهمت في إضعاف الدولة.
الخلاصة
يتضح مما سبق أن ظهور دولة الموحدين كان لأهداف لا تتعلق بخدمة المسلمين، بل كان لأهداف ومطامع خاصة بمؤسسها. وقد حاول بعض حكام الدولة تصحيح مسارها، وتوجيهه لصالح الأمة، ونجحوا في ذلك..ويلاحظ أن هذا النجاح كان في ظل قادة صالحين مصلحين أقوياء، غايتهم مصلحة الأمة الإسلامية.
لكن المشكلة تكمن في تغلل عوامل الضعف وأسباب السقوط التي غرسها مؤسس الدولة.. وأهم تلك العوامل والأسباب الانحرافات في المنهج والفكر؛ وبالتالي لم أصبح تاريخ الدول يسوده كثير من الشوائب الدينية والسياسية والاجتماعية، وأصبحت مظاهر التفكك والانهيار ملازمة للدولة طوال أكثر من قرن من الزمان، إلى أن كان السقوط النهائي على يد بني مرين عام 668هـ - 1269م.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
- (الكامل في التاريخ)، ابن الأثير.
- (صفحات من التاريخ الإسلامي في الشمال الأفريقي .. دولة الموحدين)، الدكتور علي محمد الصلابي.
- (دولة الموحدين)، د. راغب السرجاني.
- (النهضة الفقهية في ظلال الدولة الموحدية)، الدكتور فاروق حمادة – مجلة التاريخ العربي.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة:
|
|
11-12-2021
|
#3
|
تميز في الانتقاء
سلم لنا روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا عطائك
لكـ خالص احترامي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-12-2021
|
#4
|
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-13-2021
|
#5
|
سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-13-2021
|
#6
|
يعطيك العافيه على الطرح القيم
جعله الله في موازين حسناتك
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:10 PM
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
| | | | |