تعرفي لمفهوم الفنون المرئية

الفنان إنسان ذو حس مرهف، تتخطفه الانفعالات، ذو ذائقة بصرية حادة، تجتذبه بعض الظواهر فيعيد صياغتها وهيئتها منتجاً شيئاً آخر مغايراً للمعتاد، مخالفاً للمألوف، وفق هويته الإبداعية، وذائقته المتفردة الابتكارية، فيبرز عناصر معينة ويُضغم أخرى، ويكرس أخرى ويبالغ فى أخرى، وهكذا يظل موتوراً بالعناصر التي أثرت فيه والبيئة التي احتضنته لتبدو الفنون المرئية التي تبهج النفس، وتُعمل العقل، وترقق الأحاسيس.
فالفنون المرئية هي مجموعة من الأشكال الفنية والإبداعات المحسوسة التي تستند أساساً إلى العناصر البصرية، وتحتاج إلى الرؤية البصرية لإدراكها وتذوقها.
يقول الفنان التشكيلي رياض شعبان لسيدتي: الفنون المرئية تمثل مجموعة متنوعة من الأشكال الفنية التي تعتمد بشكل أساسي على العناصر البصرية للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ولتحقيق الأهداف المطلوبة وتشمل العديد من الفنون منها: فن السيراميك، والطباعة، والنحت، والتصميم، والحِرَف اليدوية، وتصميم الفيديو، وصناعة الأفلام، بالإضافة إلى مجالات أخرى مثل الهندسة المعمارية.
الفنون المرئية تتطلب رؤية محسوسة لتذوقها

يقول الفنان رياض شعبان الفنون المرئية هو لفظ عام يشمل ثلاثة مناحٍ من الفن:
الفنون التشكيلية
الفنون التعبيرية
الفنون التطبيقية
والفنون عامة تعمد لإنتاج أعمال فنية إبداعية، تحتاج لتذوقها إلى الرؤية البصرية المحسوسة، كما ذكرنا آنفًا، على اختلاف الوسائط المُستعملة في إنتاجها، كالرسم والتلوين والنحت، ويمكن قياس أبعادها بوحدات قياس المكان "كالمتر والمتر المربع"، وهي بهذا تختلف عن الفنون الزمانيّة كالرقص، والشعر، والموسيقى، والتي تقاس بوحدات قياس الزمن "الدقائق والثواني" لتصبح لدينا الفنون السبعة بجمع الفنون التشكيليّة والزمانيّة معاً كالسينما "تشكيلية ، زمانية"، على أنه من قديم الزمن قديماً كانت الفنون المرئية تُعد تعريفاً جامعاً للفنون الجميلة مثل: الرسم، والتصوير، والنحت، والعمارة، واستُثنت الفنون التطبيقية، والمهارات الفنية الحرفية مثل: الخزف، والحياكة، والنجارة، وتصميم الحُليّ، والأزياء.
ويؤكد رياض أن مصطلح الفنون البصرية عامة يشير في مجمله إلى الماهية المحسوسة الفنية تلك التي تعبر عن رسالتها ومعناها وعاطفتها بشكل بصري. على أنه يمكن تصنيف الفنون البصرية على أنها فنون زخرفية أو تجارية أو جميلة، وغالباً ما يكون الفن ذاتياً ويمكن تفسيره بطرق مختلفة. ومع ذلك، فإن أحد القواسم المشتركة لجميع أشكال الفن البصري هو التواصل بصرياً، دون الحاجة إلى الحواس الأخرى مثل السمع أو اللمس.
الهدف من الفن المرئي

الفن المرئي يعمل على إرضاء ذائقة المشاهد البصرية - المصدر: pexels by antoni-shkraba
الأهداف التي يطمح إليها الفنان البصري تكون مختلفة منها:
إرضاء ذائقة المشاهد البصرية من خلال عمل فني جميل أو ممتع (الجمال لمجرد الجمال).
ترفيه المشاهد من خلال صور مثيرة أو مسلية وصولاً لقصة بصرية آسرة يراها أمامه أو يتخيلها ويرسم ملامحها بعقله.
إيصال رسالة فكرية أو أخلاقية أو التنديد بقضية.
لمجرد التعبير عن مشاعر وفكر الفنان وما يدور بداخله.
وقد يكون القصد هو صدمة المشاهد أو إزعاجه عبر الإضاءة على موضوع معين يستلزم إثارة تفكير المتلقي ودفعه لمناقشة هذا الموضوع أو القضية الملحة.
التصنيفات الفنية الثلاثة؟

تداخل الفنون المرئية بأنواعها سواء أكانت حركية أم زمانية أم تشكيلية فقط - المصدر: pexels by beatriz-braga
يقول الفنان رياض شعبان: في جميع الفنون المرئية، يتم استخدام ثلاثة تصنيفات لوصف العمل الفني. سواء كان العمل الفني ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد، فإنه سيندرج دائماً تحت أحد هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية.
الفن التمثيلي – الفن المجرد – الفن غير الموضوعي
الفن التمثيلي أو Representational Art
يمكن للفن التمثيلي أن يصف أي عمل فني يصور موضوعات يمكن التعرف إليها بسهولة، حيث يعمد الفنان لنقلها أو تصويرها. الفن التمثيلي أو التصويري هو الفن الأكثر قبولاً على نطاق واسع، والمعترف به من قبل الجماهير. تحتوي هذه المجموعة أيضاً على أكبر مجموعة فنية متاحة لأن النوعين الآخرين، المجرد وغير الموضوعي، هما أنماط أحدث نسبياً، وتندرج معظم الفنون القديمة والكلاسيكية ضمن فئة الفن التمثيلي. على الرغم من تصوير أشياء حقيقية، فإن الفن التصويري ليس دائماً واقعياً للغاية؛ ليس من الضروري إظهار الموضوع بدقة مثل الصورة الفوتوغرافية. ومن أمثلة الفنانين التمثيليين ليوناردو دافنشي، وفنسنت فان جوخ، ومايكل أنجلو، وإدوارد هوبر، وفريدا كاهلو.
الفن التجريدي أو Abstract Art
يأخذ الفن التجريدي موضوعات أو إلهاماً من الواقع، ولكنه يقدمها بطرق مختلفة عن الطريقة التي ننظر بها إلى نفس الموضوعات في واقعنا اليومي. يبلغ عمر التجريد حوالي 200 عام فقط، ولا يزال أسلوباً فنياً يُساء فهمه، على الرغم من تزايد شعبيته بسرعة. ومن أمثلة الفنانين التجريديين جورج براك، ومارك روثكو، وهنري ماتيس، وجاسبر جونز.
الفن غير الموضوعي أو Non-objective Art
الفن غير الموضوعي لا يأخذ شيئاً من الواقع. وقد يخطئ في التجريد ولكنه يختلف لأنه لا أساس له في الواقع. بدلاً من ذلك، يستخدم الفن غير الموضوعي العناصر والمواد والمبادئ الفنية بطريقة تخلق عملاً محفزاً بصرياً. ومن أمثلة الفنانين غير الموضوعيين جاكسون بولوك، وفاسيلي كاندينسكي، وبيت موندريان، وسونيا ديلوناي.

يقول شعبان: الفنون الجميلة هي أسلوب فني تم تطويره في المقام الأول ليكون جميلاً من الناحية الجمالية. وهذا التعريف يميز الفنون الجميلة ويرفعها فوق تلك الفنون الزخرفية والتجارية أو أي أشكال فنية أخرى، والتي تخدم أيضاً بعض الوظائف العملية. ويسمح الفن الرفيع بالتعبير الكامل وعرض خيال الفنان، دون تقييد بأي اعتبارات تجارية أو عملية مثل الوظيفة.
في حين أن الفنون الجميلة كمجموعة يمكن أن تشمل سبعة أشكال فنية، فإن الفنون المرئية الجميلة تقتصر تقليدياً على ثلاثة فنون بصرية: الرسم والنحت والهندسة المعمارية. ومع ذلك، فإن التفسيرات الأوسع للفنون المرئية الجميلة ستتوسع لتشمل الرسم. تعتبر رسومات الفنانين فنوناً جميلة في حد ذاتها، حتى لو كانت تمهيداً للوحات أو الأشكال الفنية ثلاثية الأبعاد.
تم استخدام مصطلح "الفنون الجميلة" للفن الغربي منذ فترات عصر النهضة فصاعداً لتمييز أشكال فنية معينة عن الأشكال الناشئة للتصميم التجاري أو أعمال الحرفيين.
قام العديد من الفنانين التشكيليين المعاصرين بتوسيع تعريف الفنون الجميلة من خلال أخذ الإلهام أو عناصر من الفنون البصرية الأخرى. ومع ذلك، فإن الطبيعة المحدودة والفريدة من نوعها لفنهم والرخصة الإبداعية غير المقيدة تحافظ على مكانة النخبة للفنانين التشكيليين المعاصرين. من بين الفنانين التشكيليين المعاصرين المشهورين في يومنا هذا ديفيد كراكوف، وجيف كونز، ويايوي كاسوما، وباربرا كروجر، وداميان هيرست، وآي وي وي.
عناصر الفنون المرئية
لفهم أي عمل فني في الفنون المرئية، يجب تحليل العناصر المكونة لهذا الفن، والتي تشكل البنية الأساسية لهذا العمل الفني، وتشمل العناصر الأساسية على سبيل المثال، الخط والشكل، والتناغم، واللون، وفهم هذه العناصر يمكننا من تحديد تأثير كلٍ منها على العمل الفني، مثل دراسة درجات التناغم والتباين والمشاعر التي يرغب الفنان في توصيلها لجمهوره ومحبيه، ويمكن استخدام هذه العناصر بعدة طرق مختلفة من خلال الاستعانة بالنمط والشكل والعمق والمسافة، والمشاعر الموجودة في اللوحة.
علي سبيل المثال نجد أن:

الخطوط المنحنية توحي بالانسيابية والراحة.
الخطوط الأفقية توحي بالمسافة والهدوء.
الخطوط العمودية توحي بالارتفاع والقوة.
الخطوط الخشنة توحي بالقلق والتوتّر وقسوة الشكل.
كذلك فضبط الدرجة اللونية في العمل الفني يغيّر من طابعه التعبيري، حيث يمكن استخدام الألوان لإظهار الضوء والظلال وخلق إحساس بالعمق والإيقاع.
علاقة الكتل ونسبها كذلك تؤثر في ماهية العمل الفني وتحدد مدى راحة العين أو توترها عند مشاهدته.
ومن ذلك نجد أن عناصر العمل الفني وطريقة تناولها وتوظيفها تؤثر تأثيراً كبيراً على العواطف، لإمكانية خلق حالة مزاجية أو جو للعمل الفني.

عاشق الغيم معجب بهذا

سلمت كفوفك لطيب الجهد
وَ تمُيز العطاء
لاحرمنا الله روائِع مجهوداتك

-













موضوع مميز وجميل
ابدعت وكثيرا لطرحك هذا الموضوع
يعطيك العافيه لتميزك
كنت هنا

-













موضوع مميز وجميل
ابدعت وكثيرا لطرحك هذا الموضوع
يعطيك العافيه لتميزك
كنت هنا

سلمت الأيادي
ويعطيك العافية لـ جمال الآنتقاء
لروحك جنائن الورد

-


شُكرًا على جمـال طرحك المميز
لا حرمنا الله من إبداعك المُستمر
و الله يعطيكِ الف عافيه .
لك