المكتبة الآسلامية

في حبي إليك



كم من الرسائل كُتبت إلى الكثير من الحبيبات وبطياتها تحمل من جهد

الصدق والكذب والمبالغة والخيال تعبيراً غزلياً لمحبتي لأجل نيل القبول

وكم من الأقلام نفقت بعد أن استنفذت آخر ما لديها من قطرات حبر الوريد

وكم من زينة اتخذتها في نظافة جسد ورونق لباس ورائحة وتسريحة شعر

لأجل مواعيد اللقاء .



كم من هدية غالية الثمن بيدي قدمتها ومثلها إلى يدي قُدمت

وكم من الليالي أشرقت شمس صباحاتها على عيني وهي مستيقظة لأجل

الحبيب نتجاذب أطراف الحديث متأملاً بعمق في رسم صورة له .



كل ذلك قد ينهي عمري بأكمله دون أن أدرك مدى خطأي وغبائي حين

لم أكتب رسالة واحدة لك يا الله

وبورقة واحدة لم تكلف القلم سوى بضع قطرات إليك أنت يا من تستحق

كل هذا الحب وأكثر منه وأن تكون بالمقدمة في قلبي وعقلي علماً بأنك

قدمت لي الكثير من الرسائل في كتابك القرآن الكريم الذي لو اجتمع

عليه الأنس والجن على أن يأتوا بمثله ما استطاعوا وفيها تعرفني بمدى

عظمتك وتريني صورتك في كل شيء سواء كان بمنأى عن العين أو بما

يدركه البصر من حولي وأجد أكثرها قرباً بمرآتي وما يضج بنبضه

صدري وتزيدني من ذلك وضوحاً ودقة لصورتك بعطفك ورحمتك

وكرمك ومغفرتك وكل صفاتك التي برغم جمالها لو كان قليل قليلها

لمخلوق لمَ احتملها وكذلك تخبرني معرفتك بي حتى قبل أن يوجد لي رئة

تتنفس نعمة هوائك وكيف أحببتني قبل أن أكون وبعد أن كنت وقبل أن

اعرف ماذا يعني الحب كتابة ومعنى .



كل تلك الرسائل منك والتي بكل ما فيها ناطقة بالحب حتى ما كان يتوعد

بالجحيم ولم اقل لك احبك بقدر ما قلتها لبشر وكيف لم أتفنن بقولها بكل

أشكالها بالشكر والعبادة والإستقامه مع علمي بأن أخطائي لو تكاثرت بعدد

حبات الرمل وقطرات الماء في هذه الأرض لمحوتها حين اطلب مغفرتك

وهذا مالا يفعله كل أحبتي من البشر .



كيف اكبد نفسي عناء زينتها للقاء بشر من أجل قبلة أو ما عساه قد يكون

وأنا اعلم إن ما لديك يستحق لهفتي وكل زينتي من أعمال الخير لتكافئني

بما لا يستطيع أن يقدمه كل البشر مع علمي بأن العمر يجرني إليك حتى

لو لم أرد ولكنني لا أريد لهذا اللقاء أن يكون مع غضبك بل مع رضاك

كما رضيت عني بالدنيا فأوجدتني ومنحتني الكثير من عطاياك مثل الحياة

والعافية والرزق وكل نعمة بهذا الجسد حتى بمرضي وبلائي أنقصت من

ذنوبي وزدتني أجراً لم أجهد نفسي بالتعب للحصول عليه وكذلك تمهلني

برغم طغياني وفسادي وظلمي في حين انك لست بحاجتي وبأنك قادراً

على أن تخسف بي الأرض فلا أكون ذا ذكر وليس هذا وحسب بل قد

قد أجزلت علي العطاء بما يميزني من الهبات والقوى والعطايا التي قد

يقتتل البشر من أجل الحصول عليها .



فأين من هذا يكون حب البشر الذي قد يتم خلعي أو نسياني أو استبدالي

لمجرد زلة صغيرة قد تكون هي من تعيد لي الصواب والهدى .



كل هذا الحب الذي اتفانا بمنحه لبشري مثلي أكان حبيبة أو صديقاً أو أخاً

أو لوالدة ووالد فأنت يا ألله قد قدمته لي في أجل وأروع صوره وليس

مشروطاً بما أقدم مقابله فأنا لا املك ما تملكه وإنما لأعترف به ولا أجحده

وأن أشكرك بكل عبادتك حتى تعطيني المزيد مما لا يخطر على قلب بشر

فكيف بعد هذا أن أعطيك من الحب أقل مما أعطيه لمن هو مثلي وكيف

لا أنطقها قولاً وفعل وأجعل كلمة احبك مكررة بثلاثة وثلاثون مرة بخاتمة

كل صلاة مع تسبيحي وتكبيري وحمدي .

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

وهنا بين حنايا متصفحك
دوما نرتوي حد الإرتواء
رذاذ بــ طعم الجنآئن
يتأجج إبـداعك جمالا
وتتـوهج ذائقتك نوراً براقاً
لقلبك عناقيد التوت
ولروحك الأرجوان.