|
|
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
|
|
|
|
عضويتي
»
1043
|
اشراقتي ♡
»
Jan 2019
|
كُـنتَ هُـنا
»
12-28-2022 (01:12 AM)
|
موآضيعي
»
3767
|
آبدآعاتي
»
137,708
|
تقييمآتي
»
135781
|
حاليآ في
»
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
حالتي الآن
»
|
آلعمر
»
20سنة
|
الحآلة آلآجتمآعية
»
» 🌹
|
تم
شكري
»
8,958
|
شكرت
»
15,206
|
الاعجابات المتلقاة
»
5
|
الاعجابات المُرسلة
»
0
|
مَزآجِي
»
|
мч ммѕ ~
|
|
|
|
خشخشة
كانت في غرفتها الحالكة ممددة على الحصير , تنظر إلى السقف بإمعان ثم بحركة خاطفة تحجبه عنها بأصابع يدها و كأنها قضبان , ثم تعود فتنظر إلى السقف مرة أخرى , و هكذا . كانت نظراتها تنتقل بالتناوب بين أصابع يدها و السقف دون سبب واضح . ربما رأت أن المرء يسمح له أحيانا بأن يقضي على الفراغ بأية وسيلة متاحة دون التدقيق في الأسباب التي تدعوه لهذه الوسائل .
الأجواء في البيت ساكنة و كأنه مقبرة , مع أن الجميع كانوا موزعين بين غرفتين أخريين و مطبخ ضيق و حمام و حديقة اعتادت دجاجات الجارة أن تتسلل إليها لتنال نصيبها من قوت - الله وحده يعلم - كيف تستدل عليه وسط هذا البؤس المدقع , و لكنهم على ما يبدو قد نذروا هذا اليوم للصمت .
إلى أن تناهت إلى مسمع الطفلة خشخشة أكياس , فوثبت سريعا و دست أرجلها الصغيرة في فردتي قبقابها كيفما اتفق ثم انطلقت تجري نحو مصدر الصوت و هي تنادي : " بابا .. بابا .. هل عدت؟ ماذا أحضرت ؟.. هل جئتني بها ؟ .. ؟ " . لقد توقعت بحكم العادة أن يكون القادم أباها , فلا أحد سواه ترافقه خشخشة الأكياس , و قد كانت تتحرق شوقا إلى هذه الخشخشة اليوم بالذات , لأن أباها وعدها بأن يشتري لها في هذا اليوم تلك اللعبة الضخمة ذات الأزرار الكثيرة و المصابيح المضيئة , و التي رأت مثيلتها لدى ابنة جيرانهم المتبجحة , و التي كانت دائما تستعرض هذه اللعبة أمامها قائلة بزهو و اعتزاز : " انظري كيف إذا وضعت قطعة نقدية من فئة مائة مليم في هذا الدرج ثم دفعته تجري تلك الكرة و تتواثب في تلك المتاهة دون عناء؟ " . لقد ظل هذا الغرور يعصرها عصرا و يشعرها بأن امتلاك لعبة مماثلة هي مسألة حياة أو موت . و قد رجت فعلا أباها أن يشتري لها تلك اللعبة , و قد دلته مرارا على المحل الذي يعرض هذا النوع من الألعاب " المزررة " على واجهته . و رغم حاجته إلى المال و الفقر الذي صار على مشارفه , فقد وعدها بأن يأتيها بهذه اللعبة في هذا اليوم .
وهي تركض نحو الباب أدركت أنها استنفدت صبرها و لم تعد تطيق هذه المسافة القصيرة بين غرفتها و الفناء , حتى لكأنها ظلت تركض أميالا لتصل إليه . و لكنها ما إن بلغت الممر حتى رأت أمامها رجلا غريبا , لم يسبق لها أن رأته في حياتها , و يبدو أن الخشخشة قد صدرت عن الكيس الأسود الذي كان يحمله في يده . رمقته بنظرة مستطلعة أنستها حتى اللعبة التي لم تكد تبرح ذهنها في هذه الأيام قط.
و سألته بينما هو يبادلها نظرة مبهمة المعنى : " من تكون؟ .. إن أبي ليس في البيت . "
فأجابها بعد أن أبعد عن عينيه نظارة شمسية مغبرة : " المعذرة , أ هذا بيت السيد جلال؟ "
فردت عليه وهي تهز رأسها : " نعم, هذا هو بيته . فمن تكون؟ "
فقال : " لقد جئت لأعلمك أن أباك قد اضطر إلى سفرة مفاجئة إلى بلدة " تلابت" ليقضي شؤونا مستعجلة هناك . و قد أوصاني أن أستدل على بيتكم و أسلم هذا الكيس إلى ابنته الصغرى . هل أنت هي نادية أم أن لك أختا أصغر تحمل هذا الإسم؟ " .
فأجابته بنبرة يمازجها شيء من ذهول : " اه ... أ .. أنا نادية عينها . .. شكرا على مجيئك . "
فرد يقول : " لا بأس . إن جلال صديق قديم و ما كنت لأرفض له طلبا . تفضلي هذا الكيس , و اسمحي لي بالمغادرة . عمتم مساء . "
و دون أن ينتظر جوابها استدار مغادرا و أغلق الباب وراءه .
و ما إن انقضت هنيهة من صمت , حتى بدأت تتحسس بيديها محتوى الكيس الأسود دون أن تفتحه , فإذ بيديها تجس علبة من كرتون مقوى , و بسرعة فتحت الكيس فإذ بها تلمح العلبة التي تحوي لعبتها المنشودة . رمقتها بعينين سعيدتين , كانت ألوانها مائلة إلى الزرقة السماوية , و لم يكن يسوءها هذا الإختلاف بين ألوان لعبتها و ألوان لعبة ابنة جيرانهم التي تمزج بين اللونين الوردي و البرتقالي .
لكن ذراعيها سرعان ما تهدلتا و قد خالجها في تلك اللحظة حزن ثقيل .
كم تمنت لو أن والدها هو الذي سلمها هذه الهدية بيده , فقد كان ذلك يشكل النصف الثاني من فرحتها باللعبة . و لكنها الان تشعر و كأنها تسلمت شيئا عاديا جدا , شيئا لا يستحق هذا الإنتظار الذي بُذِل لأجله و تلك الدنانير التي بُذِّرت لقاء شرائه , و التي كان يمكن لها أن تًبذَل في سبيل أشياء أخرى يحتاجها البيت , أو في سبيل أدوية أمها المصابة بالسل.
شعرت فجأة بحاجة لمعانقة أبيها و طلب الصفح منه و هي تعلل بكاءها بالقول : " لا أريد هذه اللعبة يا بابا .. أعدها إلى البائع و اشتر بثمنها معطفا لك عوضا عن هذا المعطف المرقع القديم الذي تلبسه , أو اشتر بثمنها أي شيء اخر تريد . خذ هذه اللعبة يا بابا .. لا أريدها ! " , و لكن سفره المفاجىء إلى " تلابِت " حرمها من هذا البكاء المريح و جعلها تحقد على تلك اللعبة بشكل متزايد شيئا فشيئا .
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ دره العشق على المشاركة المفيدة:
|
|
09-21-2020
|
#2
|
طرح راقي وموفق
من الاعماق اقدم الشكر
يعطيك العافية
|
|
يعطيك العافيه و تسلم الأيادي
أستاذي ومديري العزيز رهيف
جزيل الشكر والإمتنان
|
09-21-2020
|
#3
|
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُوحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
|
|
|
09-21-2020
|
#4
|
تِسَلّمْ الأيَادِيْ
ولآحُرمِناْ مِنْ جَزيلِ عَطّائك
دُمتْ ودامَ نبضُ متصفحك
متوهّجاً بِروَعَةْ مَا تِطَرحْ
لروحَكَ جِنآئِن وَرديهّ
|
|
اشكرك ياروحي
علي لاهداء الحلووه
اسعدني كثير والله
واناملك المبدعه يا جميله
اشكرك ياروحها علي شهاده فديت قلبك
غلاتك غير
فديتك ياروح اختك انتي
علي تهنئه الحلووه
الله لايحرمني منك
ويخليك لي يارب
|
09-21-2020
|
#5
|
| | | | |