سؤال:من هو الأعشى؟
ولماذا لقلب في هذا اللقب
أكتب عن حيات الشاعر
"
هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. لقب بالأعشى لأنه كان ضعيف البصر،
"
موطن الأعشى هي بلدة منفوحة في ديار القبائل البكرية التي تمتد من البحرين حتى حدود العراق. وأصبحت منفوحة قرية الأعشى اليوم حيا من أحياء الرياض القديمة بعد تمدد الرياض العمراني، وفي منفوحة نشأ أبو بصير شاعر بني قيس بن ثعلبة. وكانت دياره أرضًا طيبة موفورة الماء والمرعى بغلالها وثمار نخيلها. ولئن كان الأعشى قد رأى الحياة في بلدته منفوحة وأقام فيها فترة أولى هي فترة النشأة والفتوّة، فالراجح أنّه بعد أن تتلمذ لخاله الشاعر المسيّب بن علس، خرج إثر ذلك إلى محيطه القريب والبعيد فنال شهرة واكتسب منزلة عالية بفضل شاعريته الفذّة في المديح بخاصة والاعتداد بقومه البكريين بعامّة. فاتصل بكبار القوم، وكان من ممدوحيه عدد من ملوك الفرس وأمراء الغساسنة من آل جفنة وأشراف اليمن وسادة نجران واليمامة. ومن أبرز الذين تعدّدت فيهم قصائده قيس بن معد يكرب وسلامة ذي فائش وهوذة بن علي الحنفي
معلقتة
أما معلقته والتي تسمى لامية الاعشى فمطلعها:
ودِّع هرغŒرةَ إنَّ الرکبَ مرتحلُ وهل تطغŒقُ وداعًا أغŒُّها الرجلُ
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريثٌ ولا عجل
تسمع للحلي وسواسًا إذا انصرفت كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها لولا تشددها إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
إذا تلاعب قرنًا ساعةً فترت وارتج منها ذنوب المتن والكفل
صفر الوشاح وملء الدرع بهكنةٌ إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها للذة المرء لا جافٍ ولا تفل
هركولةٌ، فنقٌ، درمٌ مرافقها كأن أخمصها بالشوك ينتعل
إذا تقوم يضوع المسك أصورةً والزنبق الورد من أردانها شمل
ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل
يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل
يومًا بأطيب منها نشر رائحةٍ ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
علقتها عرضًا وعلقت رجلًا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
و علقته فتاة ما يحاولها ومن بني عمها ميت بها وهل
و علقتني أخيرى ما تلائمني فاجتمع الحب، حبٌ كله تبل
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه ناءٍ ودانٍ ومخبولٌ ومختبل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا جهلًا بأم خليدٍ حبل من تصل
أ أن رأت رجلًا أعشى أضر به ريب المنون ودهرٌ مفندٌ خبل
قالت هريرة لما جئت طالبها ويلي عليك وويلي منك يا رجل
إما ترينا حفاةً لانعال لنا إنا كذلك ما نحفى وننتعل
و قد أخالس رب البيت غفلته وقد يحاذر مني ثم ما يئل
وقد أقود الصبا يومًا فيتبعني وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا أن هالكٌ كل من يحفى وينتعل
نازعتهم قضب الريحان متكئًا وقهوةً مزةً راووقها خضل
لا يستفيقون منها وهي راهنةٌ إلا بهات وإن علوا وإن نهلوا
يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ مقلصٌ أسفل السربال معتمل
و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه إذا ترجع فيه القينة الفضل
الساحبات ذيول الريط آونةً والرافعات على أعجازها العجل
من كل ذلك يومٌ قد لهوت به وفي التجارب طول اللهو والغزل
و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ للجن بالليل في حافاتها زجل
لا يتنمى لها بالقيظ يركبها إلا الذين لهم فيها أتوا مهل
جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل
بل هل ترى عارضًا قد بت أرمقه كأنما البرق في حافاته شعل
له ردافٌ وجوزٌ مفأمٌ عملٌ منطقٌ بسجال الماء متصل
لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه ولا اللذاذة في كأس ولا شغل
فقلت للشرب في درنا وقد ثملوا شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
قالوا نمارٌ، فبطن الخال جادهما فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل
فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته حتى تدافع منه الربو فالحبل
حتى تحمل منه الماء تكلفةً روض القطا فكثيب الغينة السهل
يسقي ديارًا لها قد أصبحت غرضًا زورًا تجانف عنها القود والرسل
أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل
ألست منتهيًا عن نحت أثلتنا ولست ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرةً يومًا ليوهنها فلم يضرها وأوهن قرنه الوعل
تغري بنا رهط مسعودٍ وإخوته يوم للقاء فتردي ثم تعتزل
تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا أرماحنا ثم تلقاهم وتعتزل
لا تقعدن وقد أكلتها خطبًا تعوذ من شرها يومًا وتبتهل
سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
و اسأل قشيرًا وعبد الله كلهم واسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
إنا نقاتلهم حتى نقتلهم عند اللقاء وإن جاروا وإن جهلوا
قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا والجاشرية من يسعى وينتضل
لئن قتلتم عميدًا لم يكن صددًا لنقتلن مثله منكم فنمتثل
لئن منيت بنا عن غب معركةٍ لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل
لا تنتهون ولن ينهى ذوي شططٍ كالطعن يذهب فيه الزيت والفتل
حتى يظل عميد القوم مرتفقًا يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل
أصابه هندوانٌي فأقصده أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل
كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً جنبي فطيمة لا ميلٌ ولا عزل
قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل
قد نخضب العير في مكنون فائله وقد يشيط على أرماحنا البطل
قصيدتة
من قصيدة "هيفاء مثل المهرة":
صَحَا القَلبُ مِن ذِكرَى قُتَيلَةَ بَعدَمَا يَكُونُ لَهَا مِثلَ الأَسِيرِ المُكَبَّلِ
لَهَا قَدَمٌ رَيَّا، سِبَاطٌ بَنَانُهَ قَدِ اعتَدَلَت فِي حُـسنِ خَلقٍ مُبتَّلِ
وَسَاقَانِ مَارَ اللَّحمُ مَورًَا عَلَيهِما إلَى مُنتَهَى خَلخَالِهَا المُتَصَلصِلِ
إذَا التُمِسَت أُربِيّتَاهَا تَسَانَدَت لَهَا الكَفُّ فِي رَابٍ مِنَ الخَلقِ مُفضِلِ
إلَى هَدَفٍ فِيهِ ارتِفَاعٌ تَرَى لَهُ مِنَ الحُسنِ ظِلًا فَوقَ خَلقٍ مُكَمَّلِ
"
"
"