«كان زواج صالونات ولم يكن زواجا عن حب» كثيرا ما نسمع هذه العبارة بعد حدوث الطلاق، لتبرير عدم التوافق بين الزوجين، والمقصود به أن الزواج تم عن طريق ترشيحات الأهل والأصدقاء وحدث بين الطرفين قبول من نوع ما وعلى أثره تم الاتفاق على كافة الترتيبات
والشروع فى الزواج، فطالما حدث القبول فكل شيء على ما يرام، وهو ما ينتج عنه الكثير من المشكلات وعدم التوافق بين الزوجين للخلط ما بين الإعجاب المبدئى والانجذاب الشكلى بين الطرفين وبين التوافق الفكرى والثقافي، فعادة ما يكون المتقدم للزواج بهذه الطريقة مستعداً ماديا
للزواج وبعد أيام قليلة من اللقاء الأول يدخل العريس البيت وتبدأ تجهيزات الزفاف دون إعطاء فرصة للطرفين للتعارف الحقيقى والتقارب والانشغال بالماديات وحسابات العقل أكثر من التفاهم والتواصل الحقيقى والتعارف الجاد.
ترى د.إيمان عبدالله أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس فاللقاء الأول هدفه التعارف وهو بداية فقط وحدوث نوع من القبول الشكلى أو الاهتمام المبدئى لا يعنى أن الموافقة أو القبول أو الاقتناع بل هو نوع من التسرع وقبل اتخاذ قرار لابد من التواصل الحقيقى والحوار الجيد الممتد بأسئلة
جيدة نكتشف بها شخصية الطرف الآخر وتبدأ من المتعارف عليها عن العمل والسن والأسرة والهوايات والاهتمامات وفيها لابد من التأكد من وجود توافق فكرى وعاطفى ونفسى لكن كثيرين لا يحسنون استغلال وقراءة ما بين سطور هذه اللقاءات فيتزوجون زيجات غير مناسبة تنتهى
بمشكلات تؤدى إلى الطلاق لذا يجب استغلال هذه اللقاءات بوعى فى التعرف على الشخصية من كل جوانبها (المهنة؛ العمر؛ الدراسة؛ نمط الشخصية؛ المزايا؛ العيوب؛ التخطيط للمستقبل) كذلك كل المعلومات الخاصة بالأسرة مثل وظيفة الأم والأب والأخوات والمستوى التعليمى
والاجتماعى والثقافى والعلمي، ولابد من استطلاع رؤية كل منهما لمستقبله ومستقبل شريكه وان تتطابق هذه الرؤى مع بعضها ومع تصورات المستقبل فقد تكون الفتاة راغبة فى العمل فى حين يرغب المتقدم للزواج فى أن تكون زوجته ربة منزل أو غير ذلك.ويفضل عموما أن تكون الجلسة الأولى خارج المنزل فإذا تم الاتفاق والقبول جرى الانتقال للمرحلة التالية وهى اللقاء فى المنزل.
وحيث إن الانطباع الأول يدوم فلابد من الاهتمام بالمظهر والعطر ومساحيق التجميل البسيطة التى لا تغير شكل الملامح ولا بد من الاهتمام بقواعد الإتيكيت فإذا كان اللقاء خارج المنزل يتحمل العريس تكلفة اللقاء ولابد من إغلاق الهواتف النقالة أثناء اللقاء الأول وهنا يجب أن ننتبه
إلى أن القبول الذى يحدث ليس حبا لأن الحب لا يحدث قبل 6 أشهر ولابد أن يشعر كل منهما بأن مشاعره قد تحركت تجاه الآخر ولابد أن يكون القرار بالقبول نابعاً من معلومات صحيحة متكاملة ومن المهم أن يشترك والدا الطرفين فى هذا اللقاء وفى طرح الأسئلة ويجب على
الطرفين التواصل دون خجل وبصفة مطلقة فى النفس كما يجب تجنب النظر إلى الساعة والنظر فى أى مكان بل يجب النظر فى عيون من نحدثه ولابد من إخفاء المشاعر وتجنب ما يؤدى إلى الشعور بالضغط النفسى لأى طرف من الطرفين.
ويرى محمد أسامة أخصائى العلاقات الأسرية أنه على الرغم من أن «القبول» شرط أساسى للبدء فى أى علاقة غير أنه لا يكفى وحده كأساس لبدء علاقة زوجية فأول ما يجب السؤال عنه هو (خلفية) الطرفين الاجتماعية والنفسية بمعنى أن يكون للطرفين نفس الاهتمامات وذلك حتى
يضمن الطرفان استمرار التوافق وعدم وجود خلافات أما ثانى أهم شيء فهو وجود هوايات مشتركة أو تطلعات مشتركة فى حياتهما كذلك لابد من وجود قدر من المرونة عند الطرفين والقدرة على التوصل لحلول وسط وإلا تعرض الطرفان لصدامات متكررة ومستمرة. أما الأمر الأكثر
أهمية فهو تأكد الطرفين من انتمائهما لنفس المستوى الاجتماعى فالزواج رحلة مشتركة بين اثنين لذا يجب أن يكونا منسجمين حتى إذا تطورت لم يختلفا. وعلى الطرفين منح العلاقة فرصة للتطور والاقتناع الكامل تجنبا لحدوث مشاكل فى المستقبل.
لكم خالص تحياتى وحبى
الدكتــور علــى