عقدة أوديب، على الرغم من أن الانطباع الأول للاسم قد لا يعطينا فكرةً عن ماهيّة هذه العقدة أو طبيعة دلالتها، إلّا أنها تعدُّ من أهم العقد النفسية وأكثرها انتشارًا. وتكمن خطورة عقدة اوديب في أنها تحدث عند الأطفال وتكون نتائجها ـ في حال لم يتجاوزها الطفل ـ سلبيّةً على تطوّره ونضوجه الفكري الطبيعي.
لكن ما هي عقدة اوديب بالضبط؟ ومتى وكيف تظهر عند الطفل؟ وما هي مظاهرها المميّزة؟ سنجيب عن جميع هذه التساؤلات في مقالنا هذا ونستعرض شرحًا وافيًا لمعالم عقدة أوديب وتفاصيلها الدقيقة.
تعريف عقدة اوديب
عقدة أوديب (بالإنكليزية Oedipus Complex) هي أحد العقد النفسيّة الشائعة والتي يغفل عنها الكثير من الآباء لأنهم غالبًا ما يتعاملون معها بشكلٍ عفويٍّ. تتمثّل عقدة اوديب بميل الطفل للجِنس الآخر من والديه ومعاداته للجِنس نفسه. بمعنى أن الطِفل يُطوّر ميلًا فطريًّا جِنسيًّا لوالدته ويرى والده خصمًا وندًّا له، ويغار منه في كثيرٍ من الأوقات، وقد يطلب من والده عدم الاقتراب من أمّه. ويحدث عكس ذلك بالنسبة للطفلة إذ تكون مُنجذبةً إلى أبيها وتُناهض وتُعادي والدتها بشكلٍ كبيرٍ نتيجةً لذلك، وتُدعى في بعض الأحيان بعقدة إلكترا (Electra complex).
أصل مُصطلح عقدة اوديب
ويعدُّ سيغموند فرويد أوّل من تحدّث عن عقدة أوديب في كتابه تفسير الأحلام (The Interpretation of Dreams)، إلّا أنّه لم يعتمد مُصطلح عقدة اوديب حتى عام 1910.
يُعتبر مُصطلح عقدة اوديب اقتباسًا من قصّة أوديبوس في الأساطير اليونانيّة، والذي تركه والداه صغيرًا ولم يعلم هويّتهما بسبب ذلك، ليكبر بعد ذلك ويقتل والده خطأً ويتزوّج أمّه دون أن يَعِيَ ذلك ويُدرك في النهاية أن من تزوّجها لم تكن سوى والدته.
تظهر عقدة اوديب عند الأطفال عادةً بين سن الثالثة والخامسة، حيث أشار سيغموند أن هذه الفترة تكون حرجةً وأساسيّةً للطفل، إذ يتطوّر لديه منطق الفروقات السايكولوجيّة بين أمه وأبيه.
تطور عقدة اوديب
كما ذكرنا سابقًا، فإن ميل الطفل لأمه أو الطفلة لأبيها يكون تصرّفًا لا واعيًّا، بمعنى أن الطفل لا يستوعب الميل الجِنسي الفطري للإنسان للطرف الآخر ولكنّه يُجسّده بطريقةٍ عفويةٍ من خلال بعض تصرّفاته، فعلى سبيل المثال قد تقول الطفلة بأنّها تحب أبيها وستتزوجه عندما تكبر، أو قد يطلب الطفل من أبيه الامتناع عن احتضان والدته أو تقبيلها كمظهرٍ من مظاهر الغيرة تجاه الجِنس ذاته من الأبوين.
علامات العقدة على الأطفال
إن علامات عقدة اوديب على الطفل ليس لها أبعادٌ جِنسيّةٌ حقيقيّةٌ كما قد يظن البعض من نظريّة سيغموند، فتصرّفات الطفل كما ذكرنا سابقًا نابعةٌ عن ميلٍ لا واعٍ لأحد والديه من الجِنس الآخر. غالبًا ما تكون علامات عقدة أوديب دقيقةً وغير واضحةٍ، حتى أن الأبوين بالكاد يميّزانها كشذوذٍ واضح على الطفل. وفيما يلي بعض التصرّفات التي قد تشير إلى وجود عقدة اوديب لدى طفلك:
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ رحيل على المشاركة المفيدة: