مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن
والأثر عند المحدثين يطلق على الحديث الموقوف والمقطوع كما يقولون جاء في الآثار كذا، والبعض يطلقه على الحديث المرفوع أيضًا كما يقال جاء في الأدعية المأثورة كذا[1].
رابعًا: سبب تسميتهم بأهل الأثر:
وسُمو بأهل الأثر؛ لأنهم على أثر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى أثر القرون المفضلة سائرون.
خامسًا: بعض معاني الأثر في القرآن:
قال تعالى: ﴿ وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ ﴾ [يس: 12].
وقوله (وآثارهم) يعني: وآثار خطاهم بأرجلهم، وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم أرادوا أن يقربوا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليقرب عليهم[2]، "وفي قوله تعالى: ﴿ وَآثَارَهُمْ ﴾ قولان:
أحدهما: أعمالهم التي باشَروها بأنفسهم، وآثارهم التي أَثَرها مَن بعدهم، فنجزيهم على ذلك أيضًا؛ إنْ خيرًا فخيرٌ، وإنْ شرًّا فشرٌّ...
والقول الثاني: أن المراد بذلك آثارُ خُطاهم إلى الطاعة أو المعصية، وهذا القول لا تَنافيَ بينه وبين القول الأول، بل في هذا تنبيه ودلالة على ذلك بطريقة الأَولى والأحرى؛ فإنه إذا كانت هذه الآثار تُكتَب، فلأنْ تكتب التي فيها قدوة بهم من خير أو شر بطريق الأَولى، والله أعلم"[3].
وقال تعالى في وصف الصحابة - رضي الله عنهم -: ﴿ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ﴾ [الفتح: 29]؛ أي: يعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم من أثر سجودهم في الدنيا[4].
وقال تعالى: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا ﴾ [الحديد: 26]؛ أي: ثم أتبعنا على آثارهم برسلنا الذين أرسلناهم بالبينات على آثار نوح وإبراهيم برسلنا[5].
وقال تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ ﴾ [الكهف: 6]، ﴿ عَلَى آثَارِهِمْ ﴾،من بعدهم [6].