|
.>~ { للجمال عنوان وهنا عنوانه { نشطاء منتدى روآية عشق لهذا الأسبوع } ~ | |
|
|
♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن . |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
قصة وفاء فرس
قصة وفاء فرس أصيلة من كفرمالك
دمعة من مقلة فرس أصيلة قرأت قصصا عجيبة عن وفاء الخيول الأصلية لأصحابها ، ولم أعرف أن في تاريخ كفرمالك قصة مثلها أو أغرب حتى سمعت قصة فرس أبو نعيم من أحد أحفاده ، وقبل أن أسرد القصة كما سمعتها لا بد أن أذكر السامعين الكرام بأن الخيل العربية الأصيلة يضرب بها المثل في رشاقة القوام وسرعة الجري ، وفوق ذلك هي صاحبة أخلاق عالية من أهمها الوفاء لصاحبها ، وأنها خيل فيها عزة وكبرياء ، وهي بذات الوقت قوية الذاكرة وذكية حتى أنها تستطيع تمييز وقع أقدام صاحبها قبل أن تراه ، هذه الحقائق من الضروري معرفتها قبل قراءة قصة فرس أبو نعيم . أحمد أبو نعيم من دار عوض ، ينتسب له اليوم دار انعيم ، توفي سنة 1915 أو فريبا منها ، كان يسكن في حوش دار عوض وسط البلد حيث تقع حاليا ساحة المسجد الرئيسي ، وتبرع بها أهلها صدقة جارية وقفا لصالح المسجد ، وهدمت عام 1995 . عرف عن أحمد أبو نعيم أنه كان من وجوه القرية ، وعين في شبابه أحد مخاتيرها ، وكانت له علاقات واسعة وتربطه صلات صداقة مع الكثير من أهالي القرى امتداد المنطقة ، حتى نابلس جنوبا ، وكان كثير التنقل بين القرى يزور المعارف ويقضي حاجات الناس , ومن أشهر ما عرف به أبو نعيم فرسه الأصيلة التي كانت مضربا للمثل في جمالها ووفائها له ، وكان أحمد يعتني بالفرس ويهتم بها غاية الاهتمام ، فكانت عنده مكرمة مدللة كأحد أبنائه ، وكان أحمد والفرس قرينان لا يفترقان في الحل والترحال ، واشتهرت علاقته بفرسه بين أهل المنطقة . ذات يوم عاد أحمد من زيارته لإحدى القرى التي اعتاد زيارتها ، ولكنه ما لبث أن شعر بألآم شديدة في معدته ، قيل أنها كانت ناتجة عن طعام أكله في تلك القرية ، حيث كان الناس لا يهتمون كثيرا بعوامل النظافة في عياب الوسائل الحديثة مثل اليوم ، وبسبب غياب الوعي الصحي والرعاية الطبية في تلك الأيام تدهورت حالة أحمد الصحية بسرعة مما ادى إلى وفاته عن عمر قريب من الأربعين عاما . وترك خلفه زوجته وولدين هما حسن وحسين في الرابعة عشرة والخامسة عشرة من عمرهما . دفن المرحوم في مقبرة البلد الرئيسية ، وكانت الفرس أحد أهم المشيعين لصاحبها كعادة الناس في تلك الأيام ، وعاد الناس من المقبرة ، وأقاموا العزاء . أصابت وفاة أحمد أهالي القرية بحزن عم جميع سكانها ، كما ظهرت معالم الحزن والتأثر في القرى المجاورة ، فأقيم له بيت عزاء على بياد الحارة الشامية في وسط البلد ، واستمرت الوفود تقدم للعزاء لمدة وصلت لحوالي الشهرين ، كالعادة عندما يفقد الناس رجلا مهما في تلك الأيام . خلال أيام العزاء الطويلة حاول بعض الناس تجربة ركوب الفرس لغرض أو لرغبة ، العجيب أن الفرس لم تقبل أي فارس يركبها بعد صاحبها الراحل ، ولم تقبل بأي أحد إلا أولاد المرحوم رغم صغر سنهما . فيما بعد حاول بعض أبناء العائلة والأصحاب ركوب الفرس دون جدوى ، ويذكر أنهم صحبوها إلى عرس في قرية المزرعة الشرقية كي يزف العريس عليها كنوع من التقدير ، ولكن الفرس أحرنت ، وأسقطت العريس عن ظهرها ، ثم هربت من العرس ، وظلت تركض حتى وصلت بيت صاحبها في القرية . كعادة الناس في تلك الأيام تزوجت أرملة المرحوم ، وتغيرت معاملة الفرس من قبل أصحابها الجدد ، فصارت تهان وتعامل بدون احترام كما كانت مدللة عند صاحبها المرحوم ، ولما شعرت الفرس الأصيلة بسوء المعاملة ما كان منها إلا أن أضربت عن الطعام ، وعندما حاولوا إكراهها على الأكل غصبا ، ثارت غضبا ، وقطعت رباطها ، وراحت تركض جامحة في أزقة القرية حتى وصلت إلى المقبرة ، وهناك وقفت عند قبر صاحبها الميت أحمد أبو النعيم ، وراحت تضرب تراب القبر بيديها ، وتصهل بحزن وألم ، وشوهدت الدموع تسيل من عينيها ، وظلت كذلك حتى سقطت فوق قبر صاحبها ميتة ، ودفنت الفرس بجانب قبر صاحبها ، وكان الناس في القرية يعرفون قبر كبير في المقبرة الرئيسة اسمه قبر القرس .. رحم الله أموات المسلمين ، وعاش الوفاء بين الأهل والأصحاب رمزا للأصالة |
11-11-2020 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
موضوع رائع
تسلم الايادي دمت بخير تحياتي
|
|
|