صوت كورونا

شعر الأستاذ :حسن خلوي موكلي
من منطقة جيزان

صوت كورونا
=========
هذي كورونا تطوف الأرض جامحة
تهدد الناس تغتال الملايينا

تغزو الديار وتجتاز الحدود ولا
تخشى جيوشاولاتخشى قوانينا

جرت على الناس شرا ليس يرفعه
إلا إلهي إله العرش يكفينا

تواضع الناس جراها وحار بها
فطاحل العلم من كانوا أساطينا

جرثومة لاترى بالعين قد هزمت
من كان بالعلم مغرورا ومفتونا

ويدعي قدرة في العلم خارقة
تجلو الخفى وتستهوي المريدينا

أضحى أمام كرونا حائرا فزعا
مجردا من حلول الطب محزونا

يشكو إلى الله عجزا لم يمر به
من قبل يوماويقضي الوقت مسجونا

في غرفة العزل يخفي ضعف حيلته
ويغسل اليد عشريناوعشرينا

فلادواء لديه كي يقدمه
يشفي وينقذ أرواح المصابينا

ولالقاح من العدوى ّفيدفعها
يفك أسر أسارى العزل مأمونا

تعطلت كل أسباب الحياة فلا
لاصوت في الارض يعلو صوت كورونا

كل المدائن والأقطار مغلقة
فلامطار ولا مرسى ولا مينا

هذي التجارة قد بارت وقد كسدت
إذ أغلق الناس جراهاالدكاكينا

والنفط في السوق قل اليوم طالبه
يمسي ويصبح منقوصا ومغبونا

وغادرالناس من خوف ملاعبهم
اخلوا النوادي طرا والميادينا

هذي مساجدنا أضحت معطلة
والخوف يمنعنا والحزن يبكينا

إذا المؤذن نادى للصلاة بكى
ولامس الصوت أسماع المجيبينا

فاضت عيون ذوي الإيمان من حزن
ورددوه من الأعماق باكينا

ومزقت من بني الدنيا أواصرهم
وباعدت من محبينا وأهلينا

فإن دعانا صديق قال قائلنا
(أضحى التنائي بديلا عن تدانينا)

وانحاز كل إمام نحو أمته
فما رأيت إماما مثل راعينا

سلمان أهدى أيادي الخير أمته
مواطنيه وما استثنى المقيمينا

وحين ألقى على التلفاز خطبته
أخزى الحسود وقد أرضى المحبينا

فمن يجاري أبا فهد ونائبه
في المكرمات ومن يؤوي المساكينا

لئن تبارى ذوو السلطان في كرم
تلقى السوابق منا والمصلينا

يارب كن حارسا دوما لهم ولنا
ولاتكلنا إلى تدبيرنا حينا

وكن لنا ناصر ا في النائبات ولا
لا لاتدعنالدى البلوى وحيدينا

يارب هذا بلاء قد ألم بنا
وليس من عاصم إلاك يحمينا

وليس إلاك يرعانا ويكلؤنا
وليس إلاك يشفينا ويحيينا

وليس من كاشف للضر يرفعه
إلاك ندعوك يا ربي فتعطينا

ولا دواء من البلوى فيدفعها
إلا دواؤك نرجوه فتحبونا

يا خالق الكون يا رب العبادألا
لذنا ببابك قد بلت مآقينا

فالطف بخلقك من خوف ومن مرض
فليس غيرك من آس يداوينا