• متى يُصبِح حب التملك شيئًا عاديًّا؟
• هل هو مذموم على طول الخط؟
• متى تتدخَّل الأسرة؟ وكيف؟
كثير من الأمهات تشكون تلك الصفة في تربيتها لأطفالها، وتتردَّد العديد من الأسئلة، فالطفل دون السادسة لا يميِّز بين ما له وما لغيره، فنزعة التملُّك تظهر عنده بطريقة تلقائية، دون وعي أو إدراك، فلا يستطيع بدون التربية السليمة والتوجيه الواعي أن يضبط رغباته.
حب التملك صفة مذمومة إلا في مرحلة الطفولة، لكن بشرط أن يكون حب التملك ينحصر على ممتلكات الطفل وما يخصُّه هو فقط.
أما إذا كانت رغبتُه قد تعدَّت إلى الحصول على ما يخص غيره، وقتها يأتي دور الأسرة، فلهم الدور الأساسي في تكوين هذا المفهوم وضبطه، إما بتقويتها في حال سوء التدخل، أو بتخفيفها، بل واختفائها إذا تم وضع حدود واضحة مناسبة في تهذيب تلك الصفة بتلك الكيفية:
1 - لا بد من إشباع رغبة الطفل في امتلاكه لأشيائه، عن طريق تحديد الوالدين للملكيات الخاصة بالطفل، ومنحه صلاحيات فيما يخصه، ففي حالة أن تعدَّى أحد إخوانه أو أقربائه على ممتلكاته، وامتنع الطفل عن الاستجابة له، فلا يُعنَّف الطفل حينئذٍ؛ لأن ذلك يعكس تفهمه لحدود ممتلكاته، ويأتي دَور الوالدين في وضع بدائل للآخرين؛ حيث يقيهم الوقوعَ في الحرج الاجتماعي.
2 - يُعدُّ الحرج الاجتماعيُّ له دورٌ في دفع أحد الوالدين إلى تصرفٍ يزيد مِن تعميق ذاك السلوك في نفس الطفل، وربما لفت انتباهَه وإصراره عليها، وتحولها مِن حب تملك إلى قلة عطاء وأنانية، فالطفل بحاجة إلى تقبُّل تقلباته واحترام رغباته في حال عدم تعارضها مع مصالح أو رغبات الآخرين.
3 - تعليم الطفل المشاركةَ والتعاون، ويتم ذلك بإقناع الطفل حتى تلقى الفكرة قَبولًا عنده، مع ضرورة التدرُّج في تعليمه تلك المهارة وذاك السلوك؛ حيث يتعلم أولًا معنى الملكية الخاصة، وكيفية احترامها؛ حتى لا يشعر الطفل بنوع من التهديد لأشيائه التي يعتزُّ بها، فمن واجب الأم أن تعلمه في دائرة الأسرة الصغيرة أن هناك أشياءَ خاصةً به، عليه المحافظة عليها، وهناك أشياءَ خاصةً بإخوانه، ثم تعلمه بعد ذلك المشاركة المتبادلة بحيث إنه بإمكانه اللعب بلعب شقيقه إذا سمح له بذلك، وإعادتها إليه مرة أخرى، حينها سوف يتمكن الطفل مع دخوله المدرسة والاختلاط بأقرانه أن يميز تدريجيًّا بين ما يخصه وما لا يخصه.
4 - تُعدُّ أفضلُ طريقة وأسلوب في التربية التربيةَ بالقدوة، وغرس طريقة التعامل الصحيحة من قِبَل الأبوين، وكيف يتعامل كل منهما فيما يخصه وفيما يخص الغير.
أما الأنانية، فتزداد في نفس الطفل، وتصبح إحدى خصاله؛ نتيجةَ أخطاء تربوية، ونهج انتهجه الأهل في تربيتهم لطفلهم منذ الصغر، فربما تعوَّد الحصول على ما يريد، حتى وإن لم يكن ملكَه، والإفراط في الدلال الزائد، فلا بد من ضرورة توجيه الطفل، وإشباع حاجته، دون حرمان أو إفراط في الوقت نفسه.
[/align]
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ لَـحًـــنِ ♫ على المشاركة المفيدة: