ياأبـــن أدم ما اجــــبرك
ياأبـــن أدم ما اجــــبرك
يقول الله تبارك وتعالى
يا ابن آدم ما أجبرك!
تسألني، فأمنعك لعلمي بما يصلحك،
ثم تلح عليّ في المسألة،
فأجود برحمتي وكرمي عليك،
فأعطيك ما سألتني،
فتستعينبما أعطيك على معصيتي،
فأهمّ بهتك سترك،
فكم من جميل أصنعه معك،
وكم من قبيح تعملهمعي.
يوشك أن أغضب عليك غضبة
لا أرضى بعدهاأبدا.
يقول الله تبارك وتعالى
: عبدي،
الى كم تستمرعلى عصياني،
وأنا غذيتك برزقي واحساني،
أما خلقتك بيدي؟
أما نفخت فيك من روحي؟
أما علمت فعلي بمن أطاعني،
وأخذي لمن عصاني؟
أما تستحي تذكرني في الشدائد
وفي الرخاء تنساني؟
عين بصيرتك أعماها الهوى.
قل لي بماذا تراني،
هذا حال من لم تؤثر فيه الموعظة،
فالى كم هذا التواني؟
ان تبت من ذنبك، آتيتك أماني.
اترك دارا صفوها كدر،
وآمالها أماني.
بعت وصلي بالدون،
وليس لي في الوجود ثاني.
ما جوابك اذا شهدت عليك الجوارح
بما تسمع وترى:
{ يـوم تجـد كل نفــس ما عملـت مـــن خـير
محضـرا آل عمران 30.}
وأنشدوا:
تعصي الاله وأنت تدعي حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع