إدريس عليه السلام اختلف العلماء في النبي الذي جاء بعد شيث بن آدم عليه السلام، حيث قال بعضهم ومنهم ابن كثير -رحمه الله- أنه إدريس عليه السلام، بينما قال بعضهم الآخر أنه نوح عليه السلام
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السلام، وهذا ما عُرف من نسبه ولا يقين فيه، بيد أن المعلوم عنه قربه من فترة آدم، وقد يكون بينهم خمسة أشخاص، فهو بذلك يكون زمانه قبل زمان نوح عليه السلام، في حين ذُكر في التوراة بإسم [ أخنوخ ] ، وهو أحد أنبياء الله ورُسله الذين ذكرهم في القرآن الكريم بشكل مُختصر،
فقد وصفه جلّ وعلا بالصبر والصلاح، وعُرف عنه بأنّه [ أوّل من خط بالقلم وخاط الثياب ولبسها ] ، بالإضافة إلى نظره في علم النجوم وسيرها وعلم الحساب،
ومن الجدير بالذكر أن أغلب المعلومات التي عُلمت عن سيدنا إدريس عليه السلام مأخوذة من الإسرائيليات، وعلى ذلك فليس بها علم اليقين والقطع.
ما ورد في نبوته ووصفه
ذُكر عن نبي الله إدريس أنّه كان رجلاً طويل وضخم الجسد به بقعة سوداء بلا برص، متقارب في خطاه عند المشي، لديه أذن أكبر من الأخرى، كثير شعر الرأس وقليل على الجسد، يملك رقّة في صوته ونُطقه، ويكون والد جد نوح عليه السلام بن لمك بن متوشلخ بن إدريس،
لماذا سُمي بهذا الاسم ؟؟
وقد سُمّي بذلك لكثرة دراسة الصحف، فقد أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة، ورُفع إلى السماء وقد بلغ من العمر ثلاثمئة وخمس وستون سنة، كما ورد أنه عليه السلام عندما وُلد سقط صنم عظيم، فأخبر إبليس الملك أن هناك من وُلد سيكون عدواً لك وسبب في فساد الآلهة، فسعوا إلى هلاكه، فبعث الله ملائكة تحميه من إبليس وأعوانه.
رفع إدريس إلى السماء
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).
كما ورد في الصحيحين عن الرسول أنّه رأى إدريس في السماء الرابعة ليلة المعراج، وهذا الثابت في القرآن والسنّة، إلّا أن العلماء اختلفوا في كونه رُفع إلى السماء قبل موته كالنبي عيسى، فيما رأى آخرون أن المقصود هو وجود روحه بصورة بدنه في السماء ليلة المعراج وبدون جسده،
وفي قول آخر أن إدريس عليه السلام صعد إلى السماء يحمله أحد الملائكة، فلقيهم ملك الموت نزولاً في السماء الرابعة، فحدّثهم وعلم أن إدريس على ظهر الملك، فتعجّب لأنّه أُمر أن يقبض روح إدريس في السماء الرابعة، وكان يقول في نفسه كيف ذاك وهو على الأرض، فقُبضت روحه عليه الصلاة والسلام.