ليسَ مُهماً أنْ تكونَ الأسوأَ في روايةِ أحدِهم،
أو حتي في رواياتِهم جميعاً ،
المهمُ،
أنْ تكونَ حَسَناً في روايتِك أنتَ مع اللهِ،
جلتْ قُدرتُه.. حقاً:
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ..
يسعي الإنسانُ ليُرْضِيَ هَذَا،
ويُقْنِعَ ذاكَ، يتقربُ من هَذَا،
ويتوددُ لذاكَ.. يموتُ هَذَا،
ويموتُ ذاكَ، وقد يموتانِ وهما غَيرُ قانِعِين،
ولا مُقْدِرِين، ما قدمَه هَذَا الإنسانُ لهم،
حتي وإنْ خالفَ ضميرَه من أجلِهم !
فيكونُ الخُسرانُ المُبينُ،
خُسرانُ كُلِ شئٍّ،
والأخطرُ الخُسرانُ مع اللهِ تَعَالي!!
والذي قد يصلُ به، عِندَ لقاءِ المولي سُبحانَه،
إلي مرحلةِ : وَیَومَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى یَدَیهِ ..
أعلي مستوياتِ الندمِ !!
قالَ أبو ذَرٍ الغفاري، رضي اللهُ عنه:
أوصاني خليلي ، يقصدُ النبيَّ ،
صلى اللهُ عليه وسلمَ ، بسبعٍ ،
وذكر منها :
وأنْ أتكلَّمَ بِمُرِّ الحقِّ،
وأنْ لا تأخذَني بالله لومةُ لائمٍ .
لاتضعْ رأسَك علي وسادتِك ،
إلا وأنتَ مُرتاحُ القلبِ ،
مُستقرَ البالِ،
لم تؤذِ أحداً،
لم تظلمْ أحداً،
لم تكذبْ علي أحدٍ،
عندَها،
نمْ يا عزيزي ، قريرَ العينِ،
مُطمئنَ الوجدانِ، ولا تحزنْ لشئٍّ ،
فالكلُ إلي زوالٍ، وتبقي الأعمالُ،
التي ينساها المرءُ ، ويَذكُرُها ربُّه :
أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ .. رضا الناسِ،
غايةٌ لا تُدركُ، ورضا اللهِ، غايةٌ لا تُتركُ،
فاتركْ ما لا يُدركُ، وادركْ ما لا يُتركُ ..
«لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا»..
نزلتْ في عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ،
وكانَ خليلاً لأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، فأسلمَ عُقْبَةُ ،
فقالَ أُبَيُّ: وجهي من وجهِك حرامٌ،
إنْ اتبعتَ محمداً ، فكفرَ عُقْبَةُ !!
ارتدَّ بعدَ إسلامِه ؛ طلباً منه لرضا أُبَيِّ !
ماتَ أُبَيُّ، ويومَ القيامةِ،
سيتنصلُ من عُقْبَةَ .
عُقْبَةُ ( أخطأَ في حسابِاتِه)
والصفقةُ كانتْ خاسرةً ، والآخرةُ بيعتْ كُلُها،
من أجلِ دُنيا غيرِه، فيما العاقبةُ وخيمةٌ
وعسيرةٌ !وفي المقابلِ، وعلي سبيلِ المثالِ،
وفي فترةٍ من عُمرِ الزمنِ،
أقنعَ بعضُ شياطين الإنسِ،
الخليفةَ المأمونَ، بمجموعةٍ من الأفكارِ الضالةِ،
ومنها أنَّ القرآنَ مخلوقٌ !
وطالبَ الخليفةُ بنشرِ الفكرةِ،
وعَزْلِ أى قاضٍ لا يؤمنُ بها،
وامتحانِ العلماءِ فى ذلكَ،
فمَنْ قالَ إنَّ القرآنَ مخلوقٌ،
نجا بنفسِه، وأصبحَ من المُقربين،
ومن أنكرَ ذلكَ، عُذبَ وأُهينَ، وعُزِلَ من عملِه .
مِنَ الناسِ، حَمَلةِ العلمِ، مَنْ أقرَّهم
علي هذا الجُرمِ ، تَّقِيَّةً وخوفاً،
ومنهم مَنْ قويتْ عزيمتُه، وَثَبُتَ يقينُه،
ولم يخشَ بطشاً، وكانَ علي رأسِ هؤلاءِ،
الإمامُ العلامةُ، أحمدُ بنُ حَنْبَلٍ،
حُبسَ في سجونٍ ضيقةٍ مظلمةٍ،
ومُزقَ جسدُه بالسياطِ، وفقدَ الوعيَّ ،
من شدةِ التعذيب ِ، وناظرَه في سجنِه،
المرتزقةُ مدعو العلمِ، لكنَّه ظلَ مُرابطاً ثابتاً
راسخاً شامخاً، حتي أفتي بعضُهم،
بأنَّ ابنَ حَنْبَلٍ ، ضالٌ وكافرٌ ومبتدعٌ،
ويجـــب قتلُه !!
ماتَ المأمونُ، وجاءَ المعتصمُ،
وماتَ المعتصمُ، وجاءَ الواثقُ،
والرأيُّ لم يتغيرْ،
والعقيدةُ لم تتزعزعْ.
وكان الخلفاءُ، وأشباهُ العُلماءِ معهم،
يقولون له : يا أحمد! لِمَ تقتلُ نفسَك؟
إنَّنا عليكَ لمشفقون!!توفي الإمامُ في بغدادَ،
وكانتْ جِنازتُه مشهودةً ،
وقِيلَ: لَمَّا ماتَ الإمامُ أحمدُ،
صلَّى عليه ألفُ ألفٍ وسِتُّمائةِ ألفِ رجلٍ،
وأسلمَ وراءَ نَعشِه أربعةُ آلافِ ذِمِّيٍّ ،
مِن هَولِ ما رأَوا !!
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــان كريــم
الدكتــور علـــى