تصفد الشياطين فى رمضان.. ما مدى صحة ذلك ؟

أجمع المسلمون على أن ما صدر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قول أو فعل أو تقرير وكان مقصودًا به

التشريع والاقتداء ونقل إلينا بسند صحيح

يفيد القطــــــــــــع أو الظن الراجح بصدقه
يكون حجة على المسلمين ومصدرًا تشريعيًا

يستنبط منه المجتهدون الأحكام الشرعية لأفعال
المكلفين، ولقد دل القرآن الكريم على أن ما ينطق به

النبى صلى الله عليه وسلم

على وجه التشريع مصــــــدره

الوحى حيث قال تعالى:
«وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3)
إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (4)»

النجم : 3 – 4
وحيث إن القرآن الكريم واجب الاتباع؛
لأنه من الله تبارك وتعالى فكذلك سنة

رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن معناها

– وهو المقصود من الكلام –

من الله أيضا، وأعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم

وظيفة البيان لمعانى القرآن الكريم وشرح أحكامه
المجملة، فقال تعالى:

«بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ
مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»
النحل : 44
لأجل هذا أجمع الصحابة رضوان الله

عليهم فى حياته صلى الله عليه وسلم

وبعد وفاته على وجوب اتباع ســــنته.
وإجابة على السؤال

نقول ومن الله التوفيق :

القول محل السؤال جزء من حديث

فى صحيح البخارى بسنده،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِى ابْنُ أَبِى أَنَسٍ،

مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ: أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ،
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ
وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّــمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»
ومعنى (سلسلت الشياطين)
شدت بالسلاسل ومنعت من الوصول إلى بغيتها

من إفساد المسلمين بالقدر الذى كانت تفعله
فى غير رمضان وأخرجه مسلم فى الصيام بنفس
اللفظ الذى جاء فى محل السؤال؛ حيث رواه بسنده

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

«إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ

وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» وهو بنفس المعنى
الذى ورد فى البخــــــارى، و(صفدت) ا
لصفد هو الغل أى أوثقت بالإغـلال
ومعنى الحديث: قال القاضى عياض من المالكية:

يحتمل أنه على ظاهره وحقيقتــــه

وأن تفتيح أبواب الجنة، وتغليق أبواب
جهنم وتصفيد الشياطين علامة لدخول الشهر
العظيم لحرمته، ويكون التصفيد ليمتنع

الشياطين من إيذاء المؤمنين والتهويش عليهم
ويحتمل أن يكون المراد المجاز ويكون ذلك إشارة :

إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم

وإيذاؤهم حتى يصبحوا كالمصفدين ويكون
تصفيدهم عن أشياء دون أشياء،
ولناس دون ناس، وكل هذه المعانى

واردة لأن اللفظ يحتمل،

ولا غضاضة فى هذا .
لكم خالص تحياتى وتقديرى
و
رمضــــان كريـــــــم

الدكتــور علــى

يعطيك العافيه على الطرح القيم
جعله الله في موازين حسناتك

طرح رائع سلمت أناملك
بارك الله فيك

مجهودك كبير
بارك الله فيك
تحياتي ومروري

سلمت اناملك على الإنتقاء
دمت بسعادة بحجم السماء
لقلبك طوق الياسمين

سلمت آناملك لروعة طرحهآ..
يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ..