الانتخابات الأميركية بين تقلبات الأسواق العالمية.. والانتعاش الاقتصادي
الانتخابات الأميركية بين تقلبات الأسواق العالمية.. والانتعاش الاقتصادي
ستيفاني كيلي
قد يؤدي أسلوب تعامل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع جائحة كورونا المستجد إلى ترجيح كفة جو بايدن للفوز بانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، ما يسهم بالتالي بتقليل تقلبات السوق والمخاوف من تراجع العولمة، وذلك وفقاً لبيانات شركة أبردين ستاندرد إنفستمنتس (ASI) العالمية لإدارة الأصول والاستثمار. وتقول الشركة: إن العديد من عملائها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يتطلعون الآن إلى ما بعد موضوع الانتعاش الاقتصادي، وقد بدؤوا في البحث عن تحليل الخبراء بشأن توقعات الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة بين دونالد ترمب وجو بايدن والمقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل. وعلقت ستيفاني كيلي الخبيرة الاقتصادية في "أبردين ستاندرد إنفستمنتس" التي تضم فريقاً دولياً من الباحثين المتخصصين في قطاع الاستثمار، على أن الشركة تعتقد أن بايدن لديه الأسبقية في الوقت الحالي، ولكن هناك العديد من العوامل الرئيسة التي يجب النظر إليها بعناية في الأشهر المقبلة. وعلقت بالقول: "تركز معظم استفسارات عملائنا بشكل كبير على جوانب الانتعاش الاقتصادي العالمي بعد جائحة "كوفيد- 19"، كما أن الكثيرين منهم يسألون أيضاً عن وجهة نظرنا حول النتائج المحتملة للانتخابات وما قد يعنيه ذلك للأسواق العالمية". وأضافت: "لقد واجه ترمب انتقادات كبيرة لطريقة إدارته أزمة الفيروس المستجد، وينبغي على استراتيجية حملة إعادة انتخابه التخلي عن النهج السابق ذي الشقين في الحديث عن مدى قوة الاقتصاد والإشارة إلى المرشح الديموقراطي على أنه اشتراكي. وقد تعرضت المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجية بالفعل لخطر شديد بسبب الضرر الاقتصادي الناجم عن تداعيات الفيروس التاجي، كما أنه من الصعب مواصلة القول إن جو بايدن اشتراكي". وأشارت ستيفاني إلى أن بايدن يعتبر معتدلاً بالمقارنة مع الشخصيات المعروفة داخل الحزب الديموقراطي الذي كان يفضل تاريخياً مفهوم التجارة الحرة، ولا يزال يدعم التعددية وتطوير القوى العاملة الأميركية والاستثمار في البنية التحتية، ولديه أيضاً أوراق اعتماد انتخابية قوية، فهو يستفيد من ارتفاع مستوى شعبيته لدى الناخبين من ذوي البشرة السمراء وهي فئة ديموغرافية رئيسة في المجتمع الأميركي. ولا يُعرف عنه صورة سلبية كما كانت الحال لدى المرشحة السابقة هيلاري كلينتون العام 2016. وبالإضافة إلى ذلك، لديه مصداقية جيدة مع الناخبين من أصحاب التحصيل العلمي المنخفض الذين دعموا ترمب في الانتخابات الأخيرة.
وأردفت ستيفاني كيلي قائلة: "إن فيروس كورنا المستجد يسهم حالياً بتعزيز حالة عدم اليقين بشأن كيفية سير الحملات الانتخابية ومشاركة الناخبين. وهناك ست ولايات رئيسة يجب مراقبتها بعناية وهي: أريزونا وفلوريدا وميشيغان ونورث كارولينا وبنسلفانيا وويسكونسن. وبشكل عام، نعتقد أنه من المرجح أن يفوز بايدن في الانتخابات وفق استطلاعات الرأي الحالية، فضلاً عن التحديات العديدة التي تسببها أزمة الفيروس للرئيس ترمب. كما أن تجنب موجة الإصابة الثانية قبل تشرين الثاني (نوفمبر) وخفض معدل البطالة بشكل كبير سيكون أمراً حاسماً إذا أراد ترمب الفوز بفترة رئاسية ثانية".
وأضافت بالقول: "إذا فاز جو بايدن بكرسي الرئاسة، فسيكون الكونغرس حاسماً تجاه أي خطط مالية قدمها بخصوص عملية الميزانية المعقدة. وقد ارتفع احتمال وجود أغلبية ديموقراطية في مجلس الشيوخ خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي سيجعل عملية إصدار تشريعات جديدة أسهل بكثير. وإذا احتفظ الجمهوريون بأغلبية مقاعدهم في مجلس الشيوخ، فهناك فرصة جيدة أنهم سيتبعون نهجاً محافظاً مشابهاً لفترة أوباما، وسيحاولون فرض تشديد مالي قبل أن يصبح الاقتصاد جاهزاً، وهذا ما قد يؤدي بدوره إلى تسجيل انتعاش أضعف إلى حد كبير".
وختمت ستيفاني كيلي حديثها بالقول: "من المرجح أن تصبح العملية التشريعية أكثر صرامة في العديد من القطاعات في حال فوز بايدن. ورغم أنه لم يوضح القطاعات التي سيتم التشديد عليها، إلا أننا نتوقع أن يكون قطاع الطاقة على رأس جدول الأعمال، حيث إنه ملتزم باتخاذ إجراءات أكثر لمكافحة التغير المناخي، فيما قد تتعرض القطاعات المالية والتكنولوجية لضغوط أخرى أيضاً. ومن شأن تصريحات بايدن البناءة حول قطاع التجارة أن تقلل من التقلبات الرئيسة والمخاوف من تراجع العولمة، رغم أنه من غير المرجح أن يخفّض التشديدات التجارية بالنظر إلى الخلفيات السياسية المحلية بهذا الخصوص. كما أن تركيزه على تطوير المهارات والبنية التحتية مشجع من حيث تعزيز النمو المحتمل والحد من استياء الناخبين حول ركود دخل الطبقة المتوسطة في البلاد.