تجار الوقود والمصافي في العالم أكثر تشاؤماً من قطاع النقل
تجار الوقود والمصافي في العالم أكثر تشاؤماً من قطاع النقل
"ساتورب" أول مصفاة بالمملكة وأكبر مصفاة بالشرق الأوسط يتم فيها إنتاج فحم البترول
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
أصبح تجار الوقود والمصافي أكثر تشاؤما حول آفاق الاقتصاد العالمي وقطاع النقل لبقية هذا العام، في ظل مخاوف التعايش مع الفيروس حتى مع التحرز وحتى مع محاولة منتجي النفط الخام في أوبك+ لاستعادة استقرار سوق النفط بخفض الإنتاج إلى أن تجاوزت أسعار النفط 40 دولارا للبرميل من أدنى مستوى بلغته بالناقص في أبريل. في حين أن انتعاش استهلاك الوقود في النقل تزامن مع انخفاض أسعار البنزين، إلا أن معاودة أسعار النفط للارتفاع قد تتحقق على المدى القصير، وقد تستقر وقد تنهار في ظل عدم اليقين بما قد يستجد من قلق متزايد بشأن عودة الفيروس التاجي واحتمال جولة جديدة من الإغلاق.
وكانت علاوات أسعار البنزين والديزل على النفط الخام ثابتة أو انخفضت لمدة أربعة أسابيع تقريبا منذ أواخر يونيو. وانخفضت العقود الآجلة للبنزين الأميركي تسليم في سبتمبر أمس إلى أقل من 8 دولارات للبرميل الواحد عن برنت للتسليم في الشهر نفسه، بانخفاض عن 11 دولارا في أواخر يونيو.
وتتجه هوامش البنزين نحو الانخفاض منذ 23 يونيو بعد انتعاشها بقوة خلال الأشهر الثلاثة السابقة مع خروج الاقتصادات الرئيسة من الإغلاق. فيما كانت هوامش الديزل أكثر ثباتاً في جميع أنحاء الجائحة، ولكن الاتجاه الصعودي المتواضع قد تلاشى في الأسابيع الأخيرة. وتفسح التوقعات السابقة بانتعاش سريع وكامل المجال للمخاوف بشأن فترة ممتدة من الناتج والعمالة دون الاتجاه.
وكان استهلاك البنزين في الولايات المتحدة ثابتًا بشكل عام على مر الأسابيع الثلاثة الماضية حيث أدى الخروج من الإغلاق إلى موجة جديدة من حالات الفيروس التاجي. وحتى قبل نوبة الضعف الأخيرة، اضطرت المصافي في الولايات المتحدة إلى كبح معالجة النفط الخام للسماح باستيعاب مخزونات الوقود الزائدة الموروثة من الإغلاق. ويُشير الضعف المتجدد في أسعار البنزين والديزل إلى المصافي بأنها قد تحتاج إلى خفض معدلات المعالجة لتجنب تراكم جديد في المخزونات.
وأصبحت المصافي عالقة بين تحالف أوبك+، التي تريد استنزاف مخزونات النفط الخام الزائدة في أسرع وقت ممكن لإعادة استقرار السوق البترولية والمحافظة على أسعار ممكنة لصالح كافة الأطراف، وتباطؤ استهلاك البنزين والديزل. كما كانت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي والفوارق التقويمية ثابتة بشكل أساسي على مدى الأسابيع الأربعة الماضية حيث اصطدمت سوق النفط الخام بالمصافي.
وبدأت أسعار برنت والفوارق التقويمية وهوامش البنزين في التراجع حوالي 20 يونيو، عندما ارتفع عدد حالات الفيروس التاجي المؤكدة مرة أخرى في الولايات المتحدة. وإلى أن تتم السيطرة على الأزمة او استئناف نظام النقل عودته إلى الوضع الطبيعي، فإن أسعار النفط سوف تكافح من أجل الارتفاع المستدام.
وبالرغم من ربكة المصافي حول العالم، إلا أن مصافي عملاقة الطاقة في العالم شركة أرامكو السعودية في المملكة ظلت في وضع مستقر وعدم اضطرارها للإغلاق أو خفض معدلات التشغيل والإنتاج حيث أكد تنفيذيو شركة أرامكو توتال للتكرير والكيميائيات "ساتورب" البالغة طاقتها أكثر من 400 ألف برميل يومياً، بعدم تأثر أعمال الشركة من تداعيات أزمة كورونا في كافة أصعدتها، وهي أول مصفاة بالمملكة وأكبر مصفاة بالشرق الأوسط يتم فيها إنتاج فحم البترول، وتضخ البنزين والديزل ووقود الطائرات وغاز البترول المسال بجانب فحم البترول ومنتجات بتروكيميائية وعطرية تشمل البارازايلين والبنزين العطري والبروبيلين للتصدير والاستهلاك المحلي أو التصنيع لاحقاً. وتستفيد المصفاة من قربها اللصيق من نظام التموين بالخام العربي الثقيل، ومرافق التصدير بميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل حيث ترسو الناقلات العملاقة والسفن التجارية الناقلة لمنتجات ساتورب وساحات الخزانات.
فيما أحكمت شركة أرامكو قبضتها على مصفاة ساسرف باستحواذها الكامل بقيمة 2,37 مليار ريال، والتي أعيد تسميتها إلى شركة مصفاة أرامكو السعودية الجبيل «ساجرف» التي تمتلك وتدير مصفاة تكرير بطاقة إنتاجية تبلغ 305 آلاف برميل يومياً وتضم وحدة التكسير بالهيدروجين، ووحدة خفض اللزوجة، ووحدة زيت الغاز الحراري، وتنتج حالياً النافثا وزيت الوقود عالي الكبريت ووقود الطائرات ووقود الديزل. ويتماشى هذا الاستحواذ مع استراتيجية أرامكو السعودية في توسيع محفظتها في أعمال المعالجة والتكرير والتسويق، وتعزيز قدراتها عبر مراحل سلسلة قيمة الطاقة.
1 "ساجرف" تعزز إمدادات أرامكو بسلسة المنتجات البترولية الأكثر استهلاكاً بالمملكة