أحيانا أحيانا
تشعر بأن الدنيا تصبح عندك بلا معنى – بلا طعم
يستوي عندك الموت والحياة
لا ... هذا موقف لا يغطيه الحزن ولا تعبر عنه الدموع
هذا موقف يجعلك تستكين – وتسلم أمرك
موقف يجعلك في مسافة واحدة بين الموت والحياة
قبل أيام كنت في موعد مع الموت
والموت هو الحقيقة الكبرى في حياتنا
حدث يجعلك تجفل مما أنت فيه
يجعلك تنتفض كما عصفورة في خريف بارد لاتجد مأوى
وكلما كان الراحل قريبا لقلبك كلما كان الوقع أقسى
كأن الموت لم يخلق إلا اللحظة
كنت مع موعد لأشخاص لا علاقة لي بهم إلا علاقة الإنسانية البحتة
أب شاب وزوجته ينتقلون في حادث مروري ومن خلفهم أطفال أربعة في المستشفى
هكذا فجأة وجدتني في جوف حدث أخذني بعيدا بعيدا بعيدا
أناس لا تربطني بهم أية سابق معرفة أو قرابة..
خرجت من المقبرة وأنا أجرجر أرجلي جرا وقلبي فارغ من أي مشاعر
تساوت عندي كل المشاعر
وتساوت المسافات
ورأيتني أحمل هم الصغار الذين لا أعرفهم وأنا أتصورهم كما عصافير في هوج الخريف البارد
ياه ...
اللهم أنت الرحمن الرحيم
اللهم أنت اللطيف البصير
كن لهم ناصرا ونصيرا
وارحمنا برحمتك يارب
كلمات فاضت بأندى الهمسات
لتنتشي من روح الإحساس روعته
تلك التي تنبع من وجدان صادق ومرهف
يحتار المرء ماذا يبوح وماذا يكتب
بعد تلك الاحرف الجميله
وذاك الاحساس المرهف
وذاك النثر الرائع
لا املك كلمات تفي احساسك حقه
فبوحك هنا اكبر من ان اسجل به اعجاب
لذلك سألتزم الصمت ودي وتقديري وتقيمي
عضويتي 
الحقيقة الكبرى
.|~
العرض العادي
